استبقت وصول مسيرتهم إلى العاصمة بإجراءات جديدة ** الأساتذة المتعاقدون يقررون الدخول في إضراب عن الطعام ** تعيش وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط ما يمكن وصفه بحالة الرعب الحقيقي بعد أن صار عدد غير قليل من الأساتذة المتعاقدين الغاضبين على أعتاب الجزائر العاصمة حيث لم تكن على ما يبدو تتوقع أن يستمر إصرار (المتعاقدين) على حصارها بهذا الشكل وهي التي عجزت عن إيجاد حل مقنع لقضيتهم رغم الإجراءات (العاجلة) التي قررت وأعلنت عن اتخاذها.. تشهد ملحقة وزارة التربية الوطنية بالرويسو تعزيزات أمنية مشددة تحسبا لوصول المسيرة الحاشدة للأساتذة المتعاقدين المقررة اليوم كأقصى تقدير للضغط على الوصايا لتلبية مطالبهم العالقة والمتمثلة في إدماجهم المباشر في مناصب عمل شاغرة دون شرط أو قيد. وعرفت محطة المترو والترامواي المحاذية لمقر ملحقة الوزارة تواجد كثيف لعناصر الأمن الوطني بالزيّ الرسمي والمدني إلى جانب أكثر من سبع سيارات الشرطة فيتو اثنين منها أمام باب الملحقة تحضيرا لوصول آلاف الأساتذة المتعاقدين الذين نظموا مسيرة حاشدة مشيا على الأقدام تحت عنوان (مسيرة الكرامة) انطلقت من ولاية بجاية يوم الخميس الماضي مرورا بولاية البويرة وبومرداس ووصولا إلى العاصمة المقرر اليوم حيث تم تجنيد عناصر الشرطة لمنع التحاق أساتذة العاصمة بالمسيرة ومحاصرة المحتجين في حال وصولهم. ورفض المتعاقدون والمستخلفون قرار الوظيف العمومي الذي أقر باحتساب الخبرة المهنية في مسابقة توظيف 28 الف أستاذ المزمع إجراؤها في ال30 أفريل الجاري حيث تمسكوا بمطلب الإدماج المباشر قبيل المسابقة ورفضوا الاكتفاء باحتساب الخبرة والأقدمية مقابل التراجع عن قرار الاعتصام المفتوح لاسترجاع كرامتهم. وجاء قرار تنظيم المسيرة من طرف اللجنة الجزائرية للأساتذة المتعاقدين والمستخلفين بعد فشل مفاوضاتها مع المسؤولة الأولى عن القطاع نورية بن غبريط للظفر بمناصب شغل تابثة لمن أفنوا حياتهم في التدريس من مؤسسة تربوية إلى أخرى بعقود متجددة دون اعتراف الوظيف العمومي ووجدوا أنفسهم اليوم متساوون مع المتخرجين حديثا. وحمل المحتجون شعارات يطالبون من خلالها بحقهم في التوظيف (إضراب + مسيرة = إدماج) (لا للحفرة الكرامة ثم الكرامة) وغيرها من الشعارات التي تؤكد إصرارهم على تحقيق مطالبهم الشرعية رافضين أي اقتراح لا يضمن لهم الإدماج المباشر في مناصب عمل تابثة وقد هزت المسيرة السلطات العليا في البلاد حيث طالب الوزير الأول عبد المالك سلال بضرورة إيجاد حل سريع لمشاكلهم العالقة خاصة فيما يتعلق بتأخير تسديد مستحقاتهم المالية. الأساتذة المتعاقدون يصعدون احتجاجهم واصل الأساتذة المتعاقدون لليوم التاسع على التوالي حركتهم الاحتجاجية التي وصلت بهم إلى مدينة بومرداس بعد رفضهم لكل مقترحات الوزارة مطالبين بالإدماج بالقطاع (دون قيد أو شرط). وصعّد المحتجون حركتهم التي كانت قد انطلقت في 27 مارس الماضي بمسيرة من مدينة بجاية مرورا بولاية البويرة راجلين حسب ما أكده منسق الحركة الاحتجاجية بشير سعيدي ب(دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام). وجاء ذلك حسب ما أكده المنسق في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية (بعد قيام مصالح الأمن بمنعهم شفهيا بمواصلة مسيرتهم الاحتجاجية نحو الجزائر العاصمة). (قررنا الدخول في هذا الإضراب عن الطعام في المكان الذي تم توقيف مسيرتنا الاحتجاجية فيه بالطريق الكائن بحي الهضبة بمدينة بودواو المتاخمة لمدينة الرغاية شرق الجزائر العاصمة) كما قال السيد سعيدي مؤكدا تمسك المحتجين بمطلبهم الرئيسي المتمثل في (الإدماج دون قيد أو شرط). وقال المنسق في هذا الصدد بأن (المحتجين يرفضون مقترح الوزارة المتمثل في تثمين الخبرة المهنية للمتعاقدين الذين سيشاركون في مسابقة التوظيف) لأنه -حسبهم- (لا يتماشى وعدد مناصب الشغل المقترحة الذي هو قليل جدا حسب كل تخصص وعبر كل ولاية). لذلك- كما قال - (فما الفائدة من تثمين الخبرة في ظل غياب مناصب التوظيف الكافية). هكذا تواجه بن غبريط غضب المتعاقدين قالت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أن قرار تثمين الخبرة المهنية للأساتذة المتعاقدين من خلال (زيادة في النقاط) يعد (جهدا كبيرا) من الوظيفة العمومية. وبعد أن أشارت إلى أن عدد سنوات التجربة لدى المتقاعدين (سيحسب في تثمين الخبرة المهنية) مؤكدة استحالة التوجه نحو توظيف مباشر وبالتالي الإبقاء على المسابقة). ووصفت الوزيرة التي نزلت ضيفة على الإذاعة الوطنية (القناة الثالثة) هذا القرار ب (المزج) بين نظامي التوظيف في الوظيفة العمومية موجهة نداء إلى هذه الفئة من الأساتذة للالتحاق بمناصب شغلهم من اجل مواصلة التدريس. وقالت في هذا الصدد أن (الفصل الثالث قصير جدا خاصة وأن هدفنا الرئيسي يتمثل في ضمان ديمومة التدريس. وفي حالة التأكد من أن هذا الأخير في خطر سنتخذ الإجراءات التي يسمح بها القانون) معربة في نفس الوقت عن ارتياحها للاستقرار الذي يعرفه القطاع إلى حد الآن والذي ساهم في تحقيقه الشركاء الاجتماعيون. وفي هذا الصدد أعربت الوزيرة عن (أسفها) لمحاولات (الاسترجاع السياسي) من طرف بعض أطراف هذه الحركة موضحة أن (الحركة يؤطرها الاتحاد الوطني لمستخدمي التربية والتكوين والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني وكذا نواب بعض التشكيلات السياسية). وجددت من جهة أخرى (عزمها) على تنفيذ المعايير والإجراءات الخاصة بالتعاقد. ولدى تطرقها إلى جانب التكوين اعتبرت السيد بن غبريط أن (هناك حاجة حقيقية في هذا المجال معلنة في هذا السياق تنظيم يومي 11 و12 أفريل الجاري ملتقى حول التعليم في الرياضيات علما أن القطاع يوجد اليوم في وضعية (انتقالية) وهو متوجه بعد خمس سنوات نحو توظيف المتخرجين من المدارس العليا للأساتذة. وبعد أن ركزت على شروط تنظيم المسابقة الذي أسند إلى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لمنحه أكثر مصداقية أوضحت الوزيرة أن 500.000 مترشح سجلوا ترشحهم على الموقع المخصّص لهذه العملية.