أثارت مسابقة توظيف الأساتذة بقطاع التربية التي نظمت أول أمس الكثير من الجدل والبلبلة بعد الفضيحة التي هرت القطاع اثر قيام المترشحين الذين سيكونون بعد أشهر أساتذة بالغش في الامتحان الكتابي عن طريق تسريب الأسئلة باستعمال تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال، وذلك بتواطؤ من طرف بعض الحراس مع المترشحين، وتعتبر هذه الفضيحة الثانية من نوعها بقطاع التربية المتعلقة بالغش باستعمال التكنولوجيات الحديثة بعد فضيحة بكالوريا 2015، رغم الإجراءات المشددة التي اتخذتها الوصاية، فيما أدانت الوزير مثل هذا الفعل المشين وتوعدت بتسليط عقوبات صارمة على الغشاشين قد تصل إلى حد السجن. اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي أول أمس على وقع فضيحة من العيار الثقيل وذلك بعد دقائق معدودة من انطلاق المسابقة الوطنية لتوظيف بقطاع التعليم، حيث تم تسريب أسئلة الامتحان الكتابي من خلال تصويرها بالهواتف النقالة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عن طريق استعمال تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال، لتبدأ عملية الغش في الامتحان الكتابي من طرف المترشحين الذين هم من المفروض أساتذة في المستقبل وبعد أشهر قليلة عقب الإفراج عن النتائج النهائية للمسابقة، وقد أثار هذا التصرف استياء العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والأولياء ونقابات التربية، حيث ذهب العديد إلى أن هذه الممارسات الصادرة من المترشحين تعتبر مشينة في حق أستاذ سيحمل مشعل التعليم ويربي أجيال، متسائلين في حال غش التلاميذ في الامتحانات فماذا سيكون رد فعل هذا الأستاذ الذي نجح عن طريق الغش وان كان سيعلمهم مكارم الأخلاق وأن من غشنا فليس منا، مؤكدين أن هذه التصرفات ستؤدي إلى انحطاط أكثر في المنظومة التربوية. تسجيل تأخرات بالجملة واحتجاجات أمام مراكز الامتحان في سياق ذي صلة، تم تسجيل العديد من التأخرات على مستوى عدد من مراكز الامتحان عبر الوطن، حيث التحقت نسبة من المترشحين للمسابقة بمراكز الامتحان بعد الساعة الثامنة صباحا ما أدى إلى منعهم من الدخول، وقد حمل المترشحين الذين حرموا من اجتياز الامتحان المسؤولية الكاملة لوزيرة التربية بعد تعيينهم بمراكز إجراء بعيدة عن مقر سكناهم بمسافة وصلت إلى 100 كلم، ما أدى بهم إلى الاحتجاج أمام مراكز الامتحان تنديدا لعدم تمكينهم من الدخول. مواضيع الأسئلة محل سخرية المترشحين ورواد الفايسبوك من جهة أخرى، أثارت مواضيع أسئلة الامتحان في بعض المواد خاصة ما تعلق بامتحان العلوم بالنسبة لمسابقة توظيف معلم ابتدائي سخرية المترشحين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اجمعوا على أنها لا ترقى إلى مستوى الأستاذة الذين كانوا بانتظار أسئلة في المستوى نظرا للتهويل الذي أحاط بالمسابقة منذ الإعلان عنها، وقد تناول موضوع امتحان العلوم أسئلة عن الأجهزة الكهرومنزلية وعن أسباب تعطلها بالإضافة إلى سؤال أخر اعتبره الكثير سخيفا وتافها يتعلق بالحلول الممكنة لتغيير مكان الغسالة بعد تم مواجهة صعوبات في تحريكها. بن غبريط تتوعد الغشاشين في المسابقة بالسجن من جهتها، أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أن مسابقة توظيف أكثر من 28 ألف أستاذ جرت في ظروف عادية عبر التراب الوطني، باستثناء تسجيل بعض محاولات الغش باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة. وأوضحت بن غبريط، في تصريح للصحافة عقب استقبالها للمقر الخاص للأمم المتحدة حول الحق في الصحة، أن المسابقة جرت في ظروف عادية وأنه لم يتم قبول أي تأخر في الموعد وهي نفس الإجراءات المطبقة في البكالوريا، مشيرة إلى أن المسابقة انطلقت في الساعة الثامنة صباحا وانتهت في الساعة ال19.00 سا مساءا، مؤكدة أنه تم تسجيل بعض محاولات الغش خلال هذه المسابقة مباشرة بعد التوزيع الرسمي لأسئلة الامتحان، تتمثل في استعمال بعض المترشحين للوسائل التكنولوجية لإرسال الموضوع عبر شبكة الانترنيت ومحاولة الحصول على الأجوبة. وشددت في هذا السياق على أن كل من يثبت في حقه أنه حاول التشويش على المسابقة بإرسال الأسئلة عبر الهاتف النقال أو حاول الحصول على الأجوبة سيتم إخضاعه للتحقيق، مثلما جرى سابقا في البكالوريا، مضيفة بأنها لن تتسامح مع كل محاولة غش تمس بمصداقية هذه المسابقة الوطنية، مشددة أنه سيطبق عليهم القانون بتسليط أقصى عقوبة تصل إلى حد السجن كما أنها لن تسمح أيضا، بزعزعة ثقة المترشحين النزهاء الذين شاركوا في المسابقة بكل مصداقية وإرادة للنجاح مشيرة إلى أنه سيتم حمايتهم وحماية حقوقهم في النجاح ّ، وبلغة الأرقام، أكدت بن غبريط أن 971.964 مترشح شارك في المسابقة موزعين عبر 1974 مركز امتحان، من بينهم 35.881 أستاذ متعاقد مسجل، معربة عن تفاؤلها بمشاركة هذه الفئة في المسابقة.