يجتاز امتحانات إثبات المستوى التي انطلقت أمس، عبر مختلف المؤسسات العقابية بالتراب الوطني أزيد من 32 ألف نزيل يأملون على مدار يومين كاملين في تحصيل مستوى تعليمي يسمح لهم بالاندماج مجددا في المجتمع بعد انقضاء فترة عقوبتهم. وقد شهدت مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بمدينة القليعة بتيبازة إشارة الانطلاق الرسمية لهذه الامتحانات التي يشرف عليها الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد بحضور المدير العام لإدارة السجون مختار فليون وإطارات من الديوان للسهر بيداغوجيا على تأطير العملية. وقد عرف الموسم التعليمي والتكويني 2015-2016 ارتفاع في عدد النزلاء المسجلين يقدر بأكثر من 1500 مرشحا حيث بلغ عدد الممتحنين خلال هذه الدورة 32796 موزعين على 195 مركز إجراء خلافا للسنة الماضية أين سجل 31 ألف فقط حسبما أفاد به المدير العام لإدارة السجون. وفي تعليقه على ارتفاع عدد المرشحين لاجتياز امتحانات إثبات المستوى، اعتبر فليون نسبة الإقبال بثمرة من ثمرات سلسلة الإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ توليه سدة الحكم. وأشار في السياق إلى أن عدد المسجلين لاجتياز مختلف امتحانات الأطوار التعليمية بما فيها محو الأمية والتكوين المهني والجامعي للموسم الجاري بلغ قرابة ال42 ألف مرشحا فيما لم يكن يتعدى 1700 سنة 2003، مبرزا المجهودات الكبيرة التي تبدل على مستوى وزارة العدل من أجل بلوغ هدف سامي يتمثل في تقويم سلوك المنحرفين والمجرمين. وأضاف أن المختصين في القانون وعلم النفس وعلم الاجتماع والإجرام يجمعون على أن العلم والتكوين والنشاط الرياضي وسيلة ناجعة وفعالة من أجل تقويم سلوك السجناء، موضحا أنه لهذا الغرض تم إبرام عديد الاتفاقيات مع وزارات وهيئات ومنظمات المجتمع المدني لإعداد مخططات عمل موحدة في هذا السياق على اعتبار أنها قضية تهم المجتمع برمته. وفي الصدد أكد المدير العام لإدارة السجون على ضرورة أن يساهم المجتمع في مساعدة ومرافقة المساجين على الاندماج بعد انقضاء فترة عقوبتهم لأن الرفض والإقصاء يشجع على الميول إلى الانحراف والجريمة مجددا.