استهلت الجالية المسلمة في فرنسا أمس الأول من شهر رمضان، بيوم صوم يفوق 18 ساعة، حيث يبدؤون صيامهم عند الإمساك في حدود الساعة 3 سا30 دقيقة صباحا لاسيما، في مناطق الوسط والشمال إلى غاية الساعة 21 سا55 دقيقة موعد الإفطار. ولكن بالرغم من ذلك وفي غياب سلطة دينية موحدة يبقى مسلمو فرنسا يبحثون عن مواقيت دقيقة للإمساك والإفطار على مواقع الأنترنت وانطلاقا من تطبيقات مقترحة على جهاز سمارتفون. ولهذا الغرض أصدر مسجد باريس رزنامة مواقيت الصلاة والإمساك لتوزيعها على كل مناطق فرنسا. ولتدارك هذه الوضعية التي تتكرر كل سنة، أعرب أعضاء الجالية المسلمة أملهم في إطلاق قناة تلفزيونية بفرنسا خاصة بالجالية تتوجه للمشاهدين المسلمين وتبث أذان المغرب خاصة وأن الأذان عبر مكبرات الأصوات ممنوع في فرنسا. وتكمن الصعوبة الأخرى لأعضاء الجالية المسلمة التي تعتبر ديانتهم ثاني ديانة في فرنسا في محيطهم الذي يعزز صفتهم ك أجانب بالنسبة للمجتمع الفرنسي اللهم في بعض الأحياء التي تتميز بجالية مسلمة مكثفة. كما أن طلبة الثانوية في الأقسام النهائية سيجتازون امتحان شهادة الباكالوريا ابتداء من 15 جوان في عز أيام شهر الصيام. ورجع العديد منهم إلى مواقع في الانترنت للاستعلام حول رأي الدين في الإفطار خلال أيام الامتحانات. وتشكل صلاة التراويح إشكالية أخرى بالنسبة للأشخاص العاملين لأنها تنطلق بعد صلاة العشاء أي في حدود منتصف الليل. الكثير من أعضاء الجالية المسلمة يعتبرون أن شهر رمضان هو شهر التكيف حيث على الجميع التأقلم والتنظيم قصد الانسجام مع متطلبات حياة العمل والحياة الروحية. وقد تم تكوين الأئمة الموفدين من الجزائر لإدارة صلاة المساء للانسجام مع هذه الوضعية وتخفيض مدة قراءة السور بوتيرة مواتية. وعلى صعيد الحركة الجمعوية تعمل العديد من الجمعيات جاهدة لمساعدة العائلات المعوزة في إطار التضامن الإسلامي على غرار جمعية الإنقاذ الإسلامي في فرنسا التي أطلقت عملية جمع المواد الغذائية غير قابلة للتلف في ايل دو فرانس (باريس وضواحيها) لتقديم وجبات إفطار. وحسب المنظمين ستمكن هذه العملية من جمع نحو 30.000 وجبة تقدم للصائمين. وغير الصائمين في خيمة كبيرة نصبت بسان دوني.