تحولت الحدائق العمومية والساحات الخضراء إلى وجهات مفضلة للعائلات الأغواطية، بغية قضاء سهراتها الرمضانية والاستمتاع بالراحة الموجودة بها. فبعد أن كانت هذه الأماكن تعرف إقبالا محدودا إلى حد ما عليها، أصبحت، ومنذ حلول الشهر الفضيل، تستقطب أعدادا هائلة من العائلات والأشخاص الباحثين عن أجواء منعشة تعوضهم تعب صيام يوم كامل في ظل طبيعة المناخ المميزة للمنطقة. ورغم حالة الهدوء الرهيبة التي تفرضها الحرارة الشديدة على الحركة بأزقة وشوارع مدينة الأغواط نهارا، إلا أنها سرعان ما تزدحم عقب صلاتي العشاء والتراويح ولا تعاود السكون إلا في ساعات متأخرة من الليل. وتعد حديقة التسلية المريغة والحديقة الواحاتية النباتية وكذا الساحات الخضراء المحاذية لجامعة عمار ثليجي أكثر المواقع التي تعج بها الحركة في ليالي رمضان ويستهوي السمر بها العائلات والمواطنين عموما. ويستمر هذا الديكور العفوي المتكرر الذي يجذب إليه كل ليلة أعدادا إضافية لساعات بالرغم من عدم وجود برامج ترفيهية من شأنها أن تضفي مزيدا من التسلية والمتعة. تجارة مزدهرة وخدمات رائجة وأمام هذه الحركية الظرفية التي تتزامن دوما وشهر رمضان المعظم، اغتنم بعض الشباب الفرصة لامتهان النشاط التجاري في المواد خفيفة النقل كثيرة الاستهلاك وتقديم خدماتهم للساهرين بعدما ثبت أنها مزدهرة بشكل جيد. وتمتزج روائح الشاي المعبأة في أباريق يجوب بها حاملوها أركان المكان بدخان الشواء المنبعث من الطاولات المنصوبة في زوايا محددة لتثير هي الأخرى شهية المتسامرين .وما يلاحظ على المقاهي المنتشرة بالمحيط المقابل للساحة القريبة من حي الوئام خلوها من مرتاديها الذين تعودوا أخذ طلباتهم منها والالتئام في جماعات صغيرة وسط وعلى جنبات الساحة المذكورة. وذكر الشاب عماد الدين، (27 سنة)، أن اكتسابه للكثير من الزبائن ورواج نشاط بيع الشاي والمكسرات منذ الليالي الأولى للشهر الفضيل حفزه لمواصلة هذا النشاط دون سواه. ومن جهتهم، وجد باعة المثلجات والمرطبات ضالتهم مع الطلبات المتزايدة من المتوافدين الأمر الذي حتم تنويع الخدمات وتوفيرها بكميات كافية وبمختلف النكهات تلبية لجميع الأذواق. مخطط أمني لضمان راحة المواطنين وما زاد من إقبال المواطنين وتوافدهم اللامتناهي على الفضاءات العمومية، هو توفر الأمن عبر كافة النقاط الرئيسية للولاية لا سيما تلك المعروفة بالازدحام وفي أوقات الذروة على وجه الخصوص. فبالحدائق والساحات الخضراء وبالشوارع الرئيسية الكبرى للمدينة، ينتشر أعوان الأمن الوطني بالزي الرسمي والمدني وفي دوريات راجلة وأخرى ميكانيكية. وفي هذا الصدد، تم تجنيد أكثر من ألف عون من مختلف الرتب ومن شتى الفرق والمصالح لتنفيذ المخطط الأمني الخاص بالشهر الكريم، حسب رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن الولاية، الملازم الأول محمد قيوة. يذكر أنه وعلى الرغم من البرامج المسطرة من قبل مديريات الثقافة والشباب والرياضة والشؤون الدينية كلا على حدة، إلا أن حدائق وساحات الأغواط تبقى ومنذ سنوات الوجهات الأكثر استقطابا للمواطنين طيلة ليالي شهر رمضان المعظم.