- وزارة الصحة تدعو لإجرائها في وسط استشفائي مهيأ تفضل العائلات الجزائرية ختان أولادها بعد انقضاء النصف الأول من شهر رمضان الفضيل، وخاصة في ليلة القدرة الموافقة للسابع والعشرين منه، تبركا بهذه المناسبة الدينية الكبيرة وتمسكا بسنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، حيث تستعد لإجراء عمليات الختان الفردية والجماعية التي عادة ما تكون مصحوبة بعادات وتقاليد مميزة في هذا الشهر الكريم، إلا ان الكثير من الأولياء يجهلون بعض المخاطر التي قد تتربص بحياة أبنائهم نتيجة الضغط والازدحام، وهو ما حذر منه العديد من المختصين. مختصون يحذرون من خطورة عمليات الختان الجماعي حذر مختصون في أمراض الدم من مخاطر عدم احترام تعليمة وزارة الصحة المتعلقة بختان الأطفال والتي تؤدي غالبا إلى وفاة المصابين بأمراض الدم، بعد إجراء هذه العملية وذلك لتفادي تحويل فرحة العائلات إلى مأساة اجتماعية. وأكد المختصون على ضرورة إجراء عملية الختان من طرف أطباء مختصين في الجراحة العامة أو جراحة الكلى وإجراء تحاليل بيولوجية قبل هذه العملية، للتأكد من غياب إصابات بأمراض الدم سيما الهيموفيليا، محذرين من القيام بهذه العملية خلال الأيام الأولى من ولادة الجنين حيث يصعب الكشف عن هذه الأمراض مما يتسبب في وفاتهم. وغالبا ما يظهر مرض الهيموفيليا، هذا المرض الوراثي الذي يصيب الذكور بالدرجة الأولى أكثر من الإناث، خلال الخطوات الأولى للرضيع عندما يقوم بحركات ويتعرض للسقوط حيث تبرز بقع زرقاء على مستوى المفاصل ويحدث نزيف بها ترافقه آلام حادة بهذه الأماكن من الجسم. وفي ذات السياق، شدد بن أشنهو، طبيب عام، على ضرورة إجراء تحاليل طبية قبل القيام بعملية الختان مؤكدا بأن هذه التحاليل غير مكلفة ومتوفرة بجميع المخابر التابعة للقطاعين العمومي والخاص، وذلك لتفادي تعرض الصبي إلى الموت في حال جهل إصابته بأمراض الدم. لمهن: على المرضى تفادي هذه العملية في رمضان وينصح المختصون في أمراض الدم، حسب لمهن، رئيسة جمعية الهيموفيليا بختان المصابين بهذا المرض بين السنة الثانية والثالثة من عمرهم، في حين تحذر من القيام بهذه العملية قبل هذه السن ومن المستحسن خارج شهر رمضان المعظم الذي يشهد عمليات ختان جماعية وذلك للتحكم فيها أكثر وقاية المصابين من الوفاة. وذكرت لمهن بالمناسبة، بأن أكبر عدد من الأطفال المصابين بهذا المرض تم ختانهم بين سنوات 2007 و2015 حيث أن السنوات التي سبقت سجلت بها ندرة فادحة في عوامل الدم والأدوية المرافقة لها، بالإضافة إلى رفض الأطباء القيام بهذه العملية تخوفا من وفاة المصابين نزفا. وذكرت ذات المتحدثة بالمناسبة، بنوعين من الهيموفيليا (أ) و(ب) ويتمثل في نقص أو غياب عامل الدم 8 والثاني في نقص أو غياب عامل الدم 9 حيث ينتشر هذا المرض بنسبة 1 بالمائة في العالم وتختلف حدته من حالة إلى أخرى. ومهما كانت نوعية النزيف الذي يتعرض له المصابون، فإنه من الضروري، حسب الأطباء، نقل المريض إلى مراكز حقن على جناح السرعة حتى يستفيد من عملية نقل الدم والحد من هذا النزيف والآلام التي يعاني منها ناهيك عن تفادي التعقيدات الخطيرة مما يساعد على تخفيض تكلفة العلاج. وأشارت في هذا الصدد إلى أنه، رغم التطورات التي بلغها العلم، لازالت تسجل من حين لآخر وفيات نتيجة الإصابة بهذا المرض وذلك لجهله من طرف حامليه وعدم إجراء فحوصات طبية للكشف عنه. خياطي: هذه هي أسباب الأخطاء في عمليات الختان الجماعي في رمضان حذّر البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة، فورام ، في تصريح ل السياسي من تداعيات عمليات الختان الجماعي في الجزائر خلال شهر رمضان، مؤكدا أنه من المستحيل أن يتم ختان 500 ألف طفل خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، نظرا لطلب العائلات الجزائرية ذلك، خاصة ليلة ال27 من رمضان، الأمر الذي يتسبب، في كل مرة، بعدم نجاح بعض من عمليات الختان الجماعي والتي ترتكب فيها أخطاء ومضاعفات صحية خطيرة على الطفل تصل إلى حد التسبب في نزيف وفقدان العضو الذكري وذلك بسبب إرهاق وتعب الجراحين. وأوضح خياطي، أن تركيز العائلات الجزائرية على الختان في ليلة ال27 غير معقول لأن الطفل يكون في خطر الإصابة بمضاعفات صحية نتيجة الأخطاء التي يرتكبها الأطباء بسبب الضغط والازدحام، لذا من الأفضل أن يتم الختان بمواعيد فردية وليس بالضرورة في رمضان، لتفادي النزيف الدموي والتعفنات التي قد يتعرض لها الطفل من الختان الجماعي الذي قد لا يكون في ظروف صحية جيدة. دعوة لإجراء عملية ختان الأطفال في وسط استشفائي مهيأ وفي ذات السياق، دعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى إجراء عملية ختان الأطفال في وسط استشفائي مهيأ بمختلف الشروط الصحية، يقوم بها طبيب مختص في الجراحة. وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن الكثير من العائلات الجزائرية تفضل ختان أبنائها أيام شهر رمضان الفضيل، بدءا من ليلة النصف إلى غاية ليلة السابع والعشرين حيث تكثر فيه مثل هذه العمليات على مستوى المستشفيات والعيادات الخاصة. وأشار البيان إلى أن مبادرة بعض الجمعيات الخيرية الناشطة في المجتمع الجزائري وكذا بعض المؤسسات بتنظيم عملية الختان الجماعي لفائدة أبناء العمال مستعينين في ذلك بطبيب غير مختص، تستدعي من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التذكير بأن التنظيم المعمول به يفرض أن تجرى عملية الختان في وسط استشفائي مهيأ بمختلف الشروط، يقوم بها طبيب مختص في الجراحة.