حذّر مختصون في أمراض الدم من مخاطر عدم احترام تعليمة وزارة الصحة، المتعلقة بختان الأطفال والتي تؤدي غالبا إلى وفاة المصابين بأمراض الدم بعد إجراء هذه العملية. وعبّرت رئيسة الجمعية الوطنية للمصابين بالهيموفيليا، لطيفة لمهن، عن أسفها لعدم تطبيق التعليمة من طرف بعض الأطباء وحتى العائلات، مشدّدة على ضرورة التحسيس ووضع بروتوكول طبي يحدد سن الختان بالجزائر لتفادي وقوع كوارث اجتماعية وفقدان أطفال. كما دعت المتحدثة أمس، خلال منتدى يومية المجاهد-إلى توزيع عادل لعوامل الدم (8 و9) والأدوية الموجهة للتكفل بالهيموفيليا وتقريب الصحة من المواطن بالمناطق المعزولة، مذكّرة بضرورة إعادة تفعيل السجل الوطني الخاص بهذا الداء لتشخيص أكبر عدد ممكن. وحذّرت من الختان الجماعي الذي تقوم به بعض الجمعيات دون خضوع الأطفال للتحاليل الطبية أو إسناد هذه العملية إلى أطباء خارج الجراحة مما تسبّب في مشاكل، مذكرة بالعملية التي جرت سنة 2007 بمدينة الخروب بولاية قسنطينة، حيث فقد خلالها 13 طفلا رجولتهم. وأشارت بالمناسبة إلى فقدان سنويا خلال الشهر المعظم الذي جرت العادة أن تقوم العائلات بعملية الختان عشية ليلة القدر بين 3 إلى 4 أطفال نتيجة جهل الأطباء والعائلات لمرض الهيموفيليا، مذكّرة في هذا الشأن بأن عدد المصابين بالهيموفيليا بالجزائر تجاوز 2400 مصاب. وأضافت رئيسة الجمعية أن وزارة الصحة قامت سنة 2006، بضبط تعليمة صارمة لتنظيم عملية الختان إلا أنها لا تزال غير معمول بها عبر كل الولايات، داعية إلى ضبط الرقابة والصرامة في القوانين من طرف الوزارة الوصية. كما تشدد المتحدثة على ضرورة تفادي عملية الختان الجماعي، وذلك بسبب التعقيدات المترتبة عليه، وعدم تمكن الأطباء المشرفين على العملية التوفيق بين العمليات الجراحية، والتحاليل الطبية، إلى جانب ذلك التهديد المتمثل في الالتهابات بسبب معدات الجراحة وخطر تنقل العدوى والفيروسات. ودعت من جهتها، الدكتورة مريم بن صدوق، مختصة في أمراض الدم بالمؤسسة الإستشفائية حساني إسعد لبني مسوس، إلى ضرورة احترام تعليمة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، المتعلقة بختان الأطفال المصابين بأمراض الدم لتفادي تحويل فرحة العائلات إلى مأساة اجتماعية، مؤكدة على ضرورة إجراء عملية الختام من طرف أطباء مختصين في الجراحة العامة أو جراحة الكلى وإجراء تحاليل بيولوجية قبل هذه العملية. وأكدت المختصة على ضرورة للتأكد من غياب إصابات بأمراض الدم لا سيما الهيموفيليا قبل إخضاع الطفل إلى عملية ختان. محذّرة المجتمع من القيام بهذه العملية خلال الأيام الأولى من ولادة الجنين، حيث يصعب الكشف عن هذه الأمراض مما يتسبّب في وفاتهم. وغالبا ما يظهر مرض الهيموفيليا-هذا المرض الوراثي الذي يصيب الذكور بالدرجة الأولى أكثر من الإناث- خلال الخطوات الأولى للرضيع عندما يقوم بحركات ويتعرض للسقوط، حيث تبرز بقع زرقاء على مستوى المفاصل ويحدث نزيف بها ترافقه آلام حادة بهذه الأماكن من الجسم. أما الدكتورة كريمة شنوخ، مختصة في الكشف عن أمراض الدم بنفس المؤسسة الإستشفائية، فقد شدّدت من جانبها على ضرورة إجراء تحاليل طبية قبل القيام بعملية الختان، مؤكدة بأن هذه التحاليل غير مكلّفة ومتوفرة بجميع المخابر التابعة للقطاعين العمومي والخاص، وذلك لتفادي تعرض الصبي إلى الموت في حالة جهل إصابته بأمراض الدم.