علمت السياسي من مصادر مطلعة، أن وزارة التربية الوطنية التي تسارع الزمن للكشف عن محتوى المناهج التربوية الجديدة تحسبا لاعتمادها خلال الموسم الدراسي المقبل، تسعى لجعل تعديل وتطوير البرامج التربوية إجراء مفعلا كل خمس سنوات مع استحداث جهاز جديد للمتابعة والتطوير، من أجل مواكبة العصر ومواجهة كافة أشكال التسيب، فضلا عن وضع حد للمخططات الشاذة التي تتربص بالمدرسة الجزائرية. وحسب مصادر السياسي فإنه من المقرر أن تخضع المناهج التعليمية للتعديل كل 5 سنوات على الأقل، لمواجهة كافة أشكال التسيب والجمود التي لحقت المنظومة التربوية خلال السنوات الأخيرة وعلى رأسها قضية الغش وتسريب أسئلة الامتحانات وطغيان الأنشطة التعليمية البالية، ونزوح الأفكار المتطرفة إلى الحرم المدرسي. وبناء على بعض التسريبات التي وصلت السياسي فإن وزارة بن غبريط تسعى من خلال اعتماد هذه الخطوة إلى أن تعكس الكتب المدرسية القيم التي تتوافق مع الإعتدال والعصرنة والدستور الجديد الذي صادق عليه البرلمان بالإجماع مؤخرا والذي كرس الأبعاد الثلاثة للهوية الوطنية المتمثلة في الإسلام والعروبة والأمازيغية. وقالت مصادرنا إن وزارة التربية استشعرت حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد من خلال ظهور أفكار ورؤى تخالف المنهج المعتدل، فبادرت بالعمل على إصلاح منظومة التعليم وتطوير مناهجه لتسهيل مهمة التحصيل العلمي على التلاميذ في مختلف الأطوار، فيما ذكرت أن المناهج التعليمية لم تقتصر فقط على الكتاب المدرسي، ولكنها تمتد إلى توفير التكنولوجيا التعليمية المتقدمة والأنشطة التعليمية، بالإضافة إلى تطوير الامتحانات وتدريب الأساتذة. وشمل الجيل الثاني من إصلاحات بن غبريط الكتابين الموحدين للسنة الأولى والثانية ابتدائي والكتب الجديدة للسنة الأولى متوسط، ما يرجح فرضية أن التعديلات المقبلة قد تشمل كتب التعليم الثانوي حسب مصادرنا، التي أكدت أن الوزارة ستعمل خلال الفترة المقبلة على استحداث جهاز جديد لمتابعة وتطوير البرامج التربوية. ويعتبر موضوع تطوير المناهج ، مطلبا لطالما طرحه الشريك الاجتماعي ممثلا في نقابات قطاع التربية فضلا عن مختصين وفاعلين في المجال التربوي ببلادنا، كما تمنته أغلب الفئات في مجتمعنا، بدءً من المعلم الذي يلقن تلاميذه مناهجًا تقليدية محفوظة منذ عشرات السنين، إلى الطالب الذي يجد نفسه أمام كمٍ هائل من المعلومات الدراسية دون إفادة حقيقية فيما يتعلق بحياته العملية مستقبلًا، ليأتي الدور على الجهات التنفيذية التي تحركت. ويُنتظر الانطلاق في تطبيق برنامج إصلاحات الجيل الثاني في قطاع التربية خلال الدخول المدرسي المقبل، كما سيتم الكشف عن محتوى الكتابين الموحدين للسنتين الأولى والثانية ابتدائي إلى جانب الكتب الجديدة الخاصة بالسنة الأولى متوسط خلال الأيام القليلة المقبلة، مثلما وعدت به وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط على هامش جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني مخصصة للرد على الأسئلة الشفوية شهر ماي الماضي. وتتمثل هذه الكتب في كتاب موحد للمواد العلمية، وآخر للمواد الأدبية الذي يتضمن اللغة العربية والتربية الإسلامية، فضلا عن تحيين كتب جميع المواد الخاصة بالسنة الأولى متوسط والبالغ عددها سبعة كتب. وقد عبّر مختصون وفاعلون في المجال التربوي سابقا عن مخاوفهم من مخطط لتغريب المنظومة التربوية تكون لجنة بن غبريط بصدد إعداده بدعوى عصرنة المدرسة الجزائرية من جهة، ومكافحة التطرف من جهة أخرى، بالمقابل تقف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط سدا منيعا أمام موجة الإنتقادات رافضة الاستجابة لمطلب النقابات المطالبة بتأجيل مراجعة المناهج التربوية فيما برأت ذمتها من قضية إشراك خبراء فرنسيين في إعداد ما اصطلح عليه برامج الجيل الثاني أمام نواب البرلمان.