محيي الدين: الملايير تصرف في أشغال غير مجدية تؤثر على المرضى والأطباء اصطفت قضية الطفلة رانيا من براقي التي توفيت نتيجة الإهمال وغياب التجهيزات والغرف الطبية اللازمة، إلى جانب طابور كبير من فضائح قطاع الصحة في الجزائر، حيث باتت أشغال الدهن والتهيئة غير المجدية تتسبب في تعطيل علاج الحالات المستعجلة، وزيادة الضغوط على مصالح المستشفيات الأخرى، فضلا عن تعريض حياة المرضى للخطر بفعل استخدام مواد تضر بصحتهم وتتسبب في إزعاجهم. حمل الأمين العام للمنظمة الجزائرية لضحايا الأخطاء الطبية، أبو بكر محيي الدين وزارة الصحة مسؤولية التجاوزات الحاصلة في المستشفيات بسبب أشغال التهيئة التي تصرف عليها الملايير لكنها تتسبب في رهن حياة المرضى. وأشار محيي الدين في تصريح ل السياسي ، أمس إلى التجاوزات الحاصلة في عديد المستشفيات التي تشهد هذه الأيام أشغال تهيئة ودهن وتزيين للغرف والمصالح، وسط لامبالاة بصحة المرضى المتواجدين فيها، وعدم احترام حقوق المريض والمعايير الصحية ،حيث تتربص هذه الأشغال بحياة المرضى والأطباء والممرضين على حد سواء، فكيف يعقل - يقول محدثنا - جعلهم عرضة للغبار المتناثر ورائحة الطلاء والأصوات المزعجة ما يتسبب في تفاقم معاناتهم ؟ ثم أين هي القوانين التي تشدد على ضرورة غلق المصالح الطبية تماما في حالة الأشغال ؟ . وأفاد ذات المصدر أن سياسة البريكولاج وأشغال الدهن والتهيئة الغير مجدية تتسبب في تعطيل علاج الحالات المستعجلة، وزيادة الضغوط على مصالح المستشفيات الأخرى، فضلا عن تعريض حياة المرضى للخطر بفعل استخدام مواد تضر بصحتهم وتتسبب في إزعاجهم. وعليه طالب ممثل المرضى وزارة الصحة بتحمل مسؤولياتها ومعاقبة المسؤولين المتقاعسين الذين يتعمدون التلاعب بحياة المرضى، ما جعل الجزائريين يفقدون الثقة في أطباء القطاع العام. مأساة الطفلة رانيا تكشف المستور عاشت عائلتا غربي و كركار في بلدية براقي شرق الجزائر العاصمة، مأساةً إنسانية حقيقية تسببت في انتقال الطفلة رانيا ذات التسع سنوات إلى الرفيق الأعلى بمستشفى بلفور بالحراش بعد مصارعتها الموت لمدة 20 ساعة في قاعة الفحص الطبي وهي في حالة غيبوبة دون أن يتحرك مسؤولو المستشفى لتوفير سرير بالعناية المركزة للأطفال بسبب حجة مبهمة (وجود أشغال) وطلبوا من أهل المرحومة إحضار الموافقة لإدخالها العناية المركزة بإحدى المستشفيات. ومثلما أكدته المنظمة الجزائرية لضحايا الأخطاء الطبية فإن 7 مستشفيات بالجزائر العاصمة وضواحيها رفضت استقبال الطفلة رانيا ، بسبب الأَسرَّة الممتلئة ببارني ومصطفى باشا، وعدم وجود مركز للعناية المركزة للأطفال في مستشفى مايو بباب الواد ومستشفى مفتاح، وإغلاق القاعة في مستشفى بني مسوس بسبب الميكروبات، بينما لا توجد غرف للعناية المركزة خاصة بالأطفال في مستشفى سليم زميرلي بالحراش الذي تصرف فيه الملايير لإعادة دهنه وتهيئة جنباته. ماذا يحدث في مستشفى سليم زميرلي بالحراش ؟ من بين العينات الحقيقية للإهمال والبريكولاج الذي يعصف بالمنظومة الصحية بالجزائر، ما يحدث في مستشفى سليم زميرلي بالحراش، الذي يشهد أشغالا غير متوقفة منذ مدة ما أرق حياة المرضى ومرافقيهم وأدخلهم في غياهب الإنزعاج من الأصوات المنبعثة من المصالح المعطلة والخوف على حياتهم من الإنبعاثات والمواد الخطيرة المستعملة في عمليات البناء والدهن. من جهة أخرى، يشتكي رواد مستشفى سليم زميرلي للعلاج من الإهمال والطوابير الطويلة في مصالح الاستعجالات وغياب التجهيزات الطبية فضلا عن التسيب الواضح للاطباء والأخصائيين خلال فترة الصيف في ظل غياب رزنامة واضحة تنظم العطل السنوية لهم. وهو ما علق عليه أبو بكر محيي الدين بالقول: ما يحدث بمستشفى زميرلي من تجاوزات واخطاء ومسلسل يومي لا تبدو له نهاية إلى غاية محاسبة الإدارة والعمال المتورطين في المشاكل. دهن الجدران فوق رؤوس المرضى في سدراتة وضعية مشابهة تقريبا يعيشها مستشفى هواري بومدين بسدراتة أين تتربص أشغال تهيئة أجنحته التي تنطلق في فصل الصيف عادة بصحة المئات من المرضى. وأظهر مقطع فيديو حديث نشر على الصفحة الرسمية للمنظمة الوطنية لضحايا الأخطاء الطبية كيف تتم عملية دهن جدران غرف المستشفى فوق رؤوس المرضى، وسط انبعاث الغبار روائح الطلاء و الديليون داخل الغرف التي تحولت إلى شونطي مفتوح على المرضى. وتفاعل معلقون مع القضية بالإشارة إلى سياسة البريكولاج التي تنتهجها إدارة مستشفى هواري بومدين وغيره وسط لامبالاة بصحة المرضى، مطالبين في السياق بضرورة تدخل الوزير عبد المالك بوضياف شخصيا لمحاسبة المسؤولين عن هذه الفضيحة. شونطي في مستشفى عنابة نفس الواقع المرير يعيشه المرضى بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، أين تحولت غرف مصلحة طب الأطفال وقسم التوليد إلى ما يشبه شونطي يعج بالعمال ومستلزمات البناء والدهن، حيث تشير صور تحوزها السياسي إلى قيام العمال بنزع الجبس وتقشير الجدران على مقربة من أَسرَّة الأطفال الرضع في سلوك يعبر عن مدى تفشي الإهمال واللامبالاة في كثير من مستشفياتنا. وليست هذه هي المرة الأولى التي يهتز فيها المشفى الذي يوسم بعبارة هنا تنتهي الحياة في عنابة على وقع الفضائح، حيث يعرف مشاكل جمة تتعلق بانعدام الأمن وسرقة المعدات الطبية، فضلا عن طوابير الإنتظار الطويلة وتكاثر الأوساخ والسموم على جنباته.