تحولت قضية اعتماد الإنجليزية كلغة أجنبية أولى في الجزائر من مطلب أكاديمي أعلنت عنه مُؤخرا منظمات ونقابات وفعاليات المجتمع المدني، إلى مطلب أيده السواد الأعظم من الجزائريين المشاركين في استطلاعات إعلامية و افتراضية، حيث أيّد قرابة 8 آلاف شخص فكرة إدراج اللغة الإنجليزية محل اللغة الفرنسية في التعليم، فيما رفضها 300 آخر وذلك في تصويت طرحه الموقع الالكتروني سي أن أن عربية مساء الاربعاء إلى غاية مساء أمس،. وجاء السؤال على النحو التالي: هل تؤيّد اعتماد الانجليزية لغة أجنبية أولى في الجزائر بدل الفرنسية؟ ، وهو مؤشر حاسم أن الاغلبية العظمى من الجزائريين تؤيد الاعتماد على الانكليزية التي أصبحت لغة العولمة والعلم والتكنلوجيات فيما تتراجع الفرنسية باستمرار مثلما أكده ل السياسي الناطق الرسمي لجمعية حماية المستهلك و عضو المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ سمير القصوري . و تطرّقت "سي أن أن عربية" في مقالها لمبادرة مراجعة المنظومة التربوية، التي أعلنت عنها مُؤخرا منظمات ونقابات وفعاليات المجتمع المدني، وتضم مقترحا متعلقا بتعزيز اللغات ذات الحضور العالمي النوعي، واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى بدل الفرنسية. و نقل المصدر عن الدكتور جمال ضو، تأكيده أن مشروع "اعتماد الانجليزية كلغة ثانية بات ضرورة علمية أكاديمية وبيداغوجية واقتصادية ولكنه ليس كافيا"، وحسب رأيه "فالدول التي نهضت وحققت طفرات في مستوى التعليم والتحكم في التكنولوجيا، تعتمد لغاتها الأم من الابتدائي إلى الجامعي". و بناء على هذه المعطيات و المستجدات ناشد سمير القصوري السلطات العليا الممثلة في رئيس الجمهورية والوزير الأول، إلى التفاعل الإيجابي مع مطلب تعزيز اللغات ذات الحضور العالمي النوعي واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى بدل الفرنسية . ويشغل موضوع استبدال الفرنسية بالانجليزية كلغة أجنبية أولى في التعليم بالجزائر، الرأي العام ، منذ إعلان وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط البدء في إصلاحات بقطاع التربية، و إثر ذلك انتفض خبراء ونقابات تربية وجمعيات أولياء التلاميذ متخوفين من تلقين الثقافة الفرنسية مباشرة للتلميذ الجزائري، مطالبين بإعطاء حيز أكبر للإنجليزية وخبرائها باعتبارها لغة العلم والتطور. و في السياق متصل قالت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إن مسألة التفتح على اللغات الأجنبية أمر ضروري لا غنى عنه لكن اعتبار اللغة الفرنسية وحدها لغة التفتح على العالم والعلوم والتكنولوجيا هو الانغلاق بعينه والتبعية. ولهذا فإنه لا يحق للمسؤولين على شأن التربية والتعليم حسبها أن يحكموا على أبنائنا بالعزلة العلمية والفكرية، ويجعلوهم مجرد مجترين لما تتفضل به علينا المؤسسات والدوائر الفرنسية من ترجمات لم يعد من الممكن اليوم أن نواكب بها سرعة التطور العلمي والتكنولوجي، وتداول المعلومات. و منه طالبت في بيان منشور حديثا بأن تتحول المنظومة التربوية والتعليمية في الجزائر نحو اعتماد اللغة الانجليزية لغة ثانية بشكل متدرج، وبخطوات مدروسة.