تنتشر بالأسواق أدوات مدرسية بأشكال لا تمت بصلة، لا من بعيد ولا من قريب، للأدوات المدرسية حيث تتعدّد الأشكال والألوان بها، وهو ما يعرض صحة الأطفال للخطر لما قد تحمله من مواد سامة. تحولت الأسواق، خلال الدخول المدرسي، إلى معرض للأدوات المدرسية المزركشة بمختلف الألوان الجذابة، الأخاذة، شكل لعب وفواكه وحلويات وأشكال دمى وشخصيات كرتونية ومعدات التجميل والأسلحة والسجائر وغيرها، مما يسيل لعاب الأطفال ويجعلهم يتعلقون بها، والتي هي بعيدة كل البعد عن مقاييس الجودة ومضرة بصحة التلاميذ، وهو ما وقفت عليه السياسي خلال جولتها ببعض الأسواق والمحلات أين تعرف هذه الأخيرة إقبالا من طرف الأولياء والتلاميذ على حد سواء الذين يضغطون على أوليائهم لاقتنائها لهم رغم خطورتها، وهو الأمر الذي يتجاهله الأولياء ويخضعون لرغبة أطفالهم باقتنائهم لها لإرضائهم وحسب، وهو ما أطلعتنا عليه نبيلة لتقول في هذا الصدد بأنها اقتنت لابنتها أدوات مدرسية على شاكلة معدات التجميل لتضيف المتحدثة بأن ذلك أعجبها وحمسها للذهاب إلى المدرسة مبكرا. وما يلفت الانتباه تلك السلع ذات الألوان الجذابة المعروضة على الطاولات بحواف الطرق والتي انتشرت بالتزامن مع الدخول المدرسي حيث أن أغلب الأدوات تبدو وكأنها حلوى أو ما شابه ذلك، على غرار الفواكه واللعب ولعل الأدوات التي تصدرت قائمة المستلزمات هي الممحاة التي توحي للأطفال بأنها صالحة للأكل، بسبب شكلها الشبيه، بدرجة كبيرة، بشكل الحلوى، إضافة إلى الملونات التي تستعمل في صنعها، ما يجعلها تغري الأطفال، والأكثر من ذلك رائحة المنكهات الاصطناعية التي تفوح منها والمطابقة لرائحة اللبان والفواكه والتي تفتح شهية الأطفال وتدفعهم لتناولها، إلا أنها في الواقع مصنوعة من مواد كيميائية تضر بصحة الأطفال أثناء وضعها في أفواههم وحتى عن طريق لمسها بالأيدي، ولا تكمن رداءة الأدوات المدرسية المعروضة بالمحلات والأسواق في أشكال الحلويات والفواكه التي تضر بصحة الطفل، بل تمتد إلى ضرر من نوع آخر وهو انتشار أدوات بأشكال الأسلحة البيضاء والسجائر والألعاب وهو ما يساهم في تشتيت أذهان التلاميذ ويحول دون تواصلهم مع الدراسة، حيث لفت انتباهنا أثناء جولتنا التي قادتنا للأسواق والمحلات، أقلام رصاص على شكل سجائر وممحاة على شكل أحمر الشفاه ومبراة على شكل رأس إنسان وأدوات أخرى على شكل شفرات حلاقة وسكاكين، وقد أثارت هذه الأدوات استياء أغلب الأولياء الذين عبّروا عن امتعاضهم منها كونها لا تمت بصلة للتربية والتعليم، وهو ما أطلعتنا عليه حياة لتقول في هذا السياق أنها لا تشتري مثل هذه الأدوات لتأثيرها السلبي على الأطفال لتضيف بأن الأمر خرج عن نطاقه، وتشاطرها الرأي منال لتضيف في ذات السياق بأنها لن تشتري الأدوات المدرسية المشبوهة حرصا على سلامة أطفالها. منظمة أولياء التلاميذ تحذّر حذّر سمير لقصوري، عضو بالمكتب الوطني في منظمة أولياء التلاميذ، الأولياء من اقتناء مثل هذه الأدوات الخطيرة والتي قد تحمل مكونات كيميائية خطيرة حيث أشار إلى أن أغلب الأطفال لديهم عادة قضم السيالات والأقلام، فعند امتصاصهم مثلا لهذه الأقلام، يتناولون بذلك المواد التي تضر بصحتهم لما تحتويه من مواد سامة وكيميائية مجهولة المصدر، ومن الأضرار المعنوية لهذه الأدوات هي انتشار أدوات بأشكال توحي إلى العنف، على غرار وجود أدوات على شكل شفرات الحلاقة والسكاكين وأسلحة بيضاء ومواد التجميل وهو ما ينمي لدى الطفل روح الفضول وحب المغامرة حيث يخيل لهم أنهم يستعملون معدات حقيقية، ونشير بدورنا إلى أخطاء يرتكبها الأولياء حيث يطاوعون أطفالهم في اقتناء أشياء كهذه ما يجعلهم يروجون للتطبيع لجهات معينة، والأخطر من ذلك أنها تؤثر سلبا على التربية وانشغال الطفل عن الدراسة ، وأضاف لقصوري في تصريحه أن هذه الأدوات قد تكون مجهولة المصدر أو آسيوية المنشأ والمشكل هنا في المستورد الذي يختار الرداءة والنوعية ونحن كأولياء، نتساءل بدورنا، عن دور الرقابة في هذه التجاوزات؟ .