أخدت الأدوات المدرسية هذه السنة أشكالا كثيرة تتعدد بين شخصيات كرتونية وأخرى شبيهة بأدوات الماكياج والمسدسات. هذه الأخيرة التي تصنع الحدث بالأسواق الشعبية وضعها الباعة على الطاولات بطريقة رائعة لتبدو جذابة وفريدة من نوعها تجلب إليها ليس فقط أنظار الأطفال وإنما الكبار حتى ولو للفرجة فالمتجول في أسواق الأغواط هذه الأيام يلاحظ الأشكال المميزة للأدوات المدرسية التي عمد إليها المنتجون والباعة من أجل تحقيق أكبر قدر من المبيعات وإغراء التلاميذ بها. أدوات لا تربوية على شكل لعب وأخرى تشبه "الماكياج!" ما يلفت الانتباه في الدخول الجديد، أشكال ورموز الأدوات المدرسية التي يبدو أنها بعيدة كل البعد عن مجال التربية والتعليم. بحيث تجد الأقلام الملونة معروضة على شكل أحمر الشفاه والممحاة على شكل ملمع الشفاه وحتى المبراة بشكل ملون الأظافر، كما تم التركيز على شكل الألعاب والشخصيات الكرتونية لشدّ انتباه الأطفال علما أن أثمان تلك الأدوات على صغرها تبقى مرتفعة الثمن خاصة بالنسبة لمن له أكثر من طفلين متمدرسين، هذه الأدوات على الرغم من أنها جد مغرية ومحفزة على الشراء إلا أنها لا تربوية ولا أخلاقية وتشوش انتباه التلميذ عن الدرس، كما أن الأدوات التي هي على شكل سيف ومسدس تعود التلميذ على العنف بحسب بعض الأساتذة. ومن بين الأدوات التي شدت انتباهنا المبراة التي اتخذت عدة أشكال وأحجام وألوان، منها ما أخذ شكل حذاء رياضي، كرة، خف نسائي، سلحفاة بحجمين مختلفين، كأس تشبه مكيال الحلويات، أخطبوط، نجمة البحر، سلة مهملات، وغيرها الأشكال المبتكرة منها ما أخذ شكل أحمر شفاه بألوان مختلفة أما الغراء فمنه المخصص للذكور والمخصص للبنات، وراقة بوعامر من أقدم المكتبات وأعرقها أشار صاحبها رضا بوعامر إلى أن هذه الأدوات الشبيهة باللعب، يتحمل مصمموها و صناعها أوزار التلاميذ إن لم يدرسوا، لأنهم حتما سيهتمون بأشكال الأدوات واللعب بها فيما بينهم على حساب تركيزهم الدراسي. أما الباعة فلا ذنب لهم لأنهم مضطرون للتبضع بما يتماشى مع الموسم ومع الطلب أكثر. وعلق بائع آخر سألناه عن أدوات البنين والبنات بحيث أن الفرق واضح فقال "الذكور مستقبلهم مع الكرة والبنات في الحلاقة". وأضاف يوضح أن من المراهقات من يسألن عن ممحاة مستطيلة تحمل مرآة. يذكر أن أسعار المبراة على سبيل المثال تراوحت بين 35 و200 دج. كما أن هناك أقلاما وكراريس وأدوات أخذت أشكالا مختلفة بين ألعاب وأدوات التجميل كالماكياج الذي تجسّد أيضا في شكل أقلام التلوين، وصور باربي التي غزت الصفحات الأولى من الكراريس، إلى جانب "سبيدرمان" أو الرجل العنكبوت وسبانج بوب ... لتُحوّل اهتمام التلاميذ عن دروسهم، وهذا ما أجمع عليه بعض الآباء والأساتذة والتلاميذ ممن صادفناهم بالسوق يقتنون أدوات مدرسية