يتوقع الخبير في مجال الطاقة مهماه بوزيان أن المنتدى الدولي للطاقة بالجزائر وواجتماع دول أوبك على الهامش سيسمح باستقرار سعر برميل النفط في حدود 50 دولار. وأوضح الخبير في مجال الطاقة مهماه بوزيان، أمس، أن لقاء الجزائر يعد فرصة تاريخية وثمينة لكل منتجي النفط وينبغي أن يخرج اجتماع الجزائر بإعادة تعزيز الثقة داخل وخارج أوبك مع إعادة النظام داخل هذه المنظومة الطاقوية حتى يستقر سعر الباريل في الحدود المرجوة، ويأمل أن توضع الميكانزمات التي تسمح بتحريك سعر الباريل نحو 60 دولار أو فوق ذلك في اللقاءات المقبلة. وقال خلال استضافته بالإذاعة الوطنية إن تقرير أوبيك لشهر سبتمبر الجاري يحمل لمسة لفكرة تعزيز منطق حرب الحصص ضد منطق تعزيز الأسعار الذي تدافع عنه الجزائر، مشيرا إلى أنه في سنة 2017 ستكون هناك تخمة في المعروض والفائض يأتي من دول خارج أوبيك. كما أكد مهماه بوزيان على أن الجزائر تدافع على إيجاد سعر عادل ومتوازن ومستدام ينصف المنتج والمستهلك ويتفادى التخمة بالعرض والطلب ويحقق استقرار حتى تتجه كل الدول لمعالجة الإختلالات على مستوى منظومة الاقتصاد العالمي والتكفل بقضايا التنمية، وثمن زيارة وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة إلى عدد من الدول الأعضاء في أوبك وروسيا واعتبرها ناجحة. وأشار الخبير الطاقوي إلى أن جميع دول أوبك متضررة من وضعية سوق النفط التي لا تخضع للمعطيات التقنية والاقتصادية المرتبطة بالنفط وبصناعته وتوجهات الأسواق النفطية مرتبطة بالعالم السياسي والعالم الجيوستراتيجي وإعادة التموقع، وكل إرتدادات أزمة الشرق الأوسط تؤثر على سعر الباريل. وأوضح المتحدث ذاته أن الإشكال لم يعد محصورا داخل أوبيك فهناك شركات كبرى وأخرى عابرة للقارات والشركات الخاصة المستثمرة في النفط وهي شركات أمريكية و كندية وأوروبية والتي أصبح لها دورا أساسيا في صناعة المشهد الطاقوي العالمي. وبخصوص طبيعة الحصص و الاستثمارات قال الخبير الطاقوي إنها تختلف في دول أوبيك فهناك دول استفادت من خلال رفع التسقيف، حيث سعت إلى تعزيز حصصها مقابل رفع الأسعار، وهو ما جعل وجود تخمة لا يمكن امتصاصها بسهولة، موضحا أن الآن هناك تخوف من الاستثمارات سواء على مستوى المنتجين وأساسا على مستوى المستهلكين نتيجة التراجع العالمي للاستثمار في حقول النفط في حدود 50 % وهذا ما ينبئ بأزمة مقبلة في أسواق النفط بعد 10 سنوات لأن مسار إنتاج النفط يتطلب وقتا وميزانية معينة، فنقص الاستثمارات يؤدي إلى نقص في الإمدادات بعد عشرية وهو ما يسبب تخوفا لدى المستهلكين. تجدر الإشارة إلى أن المنتدى الدولي للطاقة يعقد بالجزائر من 26 إلى 28 سبتمبر الجاري وهو منتدى لتدارس التوجهات المستقبلية لأسواق النفط على المستوى العالم، أوضح الخبير في مجال الطاقة مهماه بوزيان أن انعقاد المنتدى الدولي للطاقة هو فرصة مواتية للجزائر ولأعضاء أوبيك للاستفادة من قدرات التحليل والاستشراف بالمعطيات الرقمية، وتكون فيه آلية لتقييم الوضعية الحالية التي آلت إليها سوق النفط منذ ما يقارب السنتين.