حمل خطاب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين نوعا من الليونة غير المسبوقة مع إصلاحات الجيل الثاني، حيث أشار رئيسها الشيخ عبد الرزاق قسوم في لقاء مع الوزيرة بن غبريط إلى كثرة الأخطاء في نسيج المنظومة بدءا من التدريس بالعامية، إلى تدريس المواد العلمية بالفرنسية، إضافة إلى الأخطاء التي وردت تباعا في مختلف الكتب، خاصة كتاب الجغرافيا دون أن يتطرق إلى مسألة المساس بالثوابت والهوية الحضارية للجزائريين، فيما تحدثت وزارة التربية عن رضا الجانبين بمضمون المناقشات التي كانت تخص المحاور المختلفة، والتي تخص تعزيز إصلاح المدرسة الجاري منذ سنة 2003. كشف رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرزاق قسّوم، أمس عن مجريات اللقاء الذي تم بين وفد الجمعية ووزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، في أعقاب الجدل الذي ملأ الساحة الوطنية، في ضوء الأخطاء الكبيرة التي وقعت في الكتب المدرسية، والنقد الواسع الذي لقيته مضامين الكتب المدرسية في الطورين الابتدائي والثانوي. وحسب بيان للجمعية، فقد بين الشيخ قسوم الغموض الذي ساد الإصلاحات والخبراء الذين كانوا وراء هذه الإصلاحات، حيث قدّم كل الحيثيات المتصلة بموضوع الإشكالات التربوية القائمة بناء على حقيقة ما تقوم عليه الجمعية وهي أنها إصلاحية، تربوية، دعوية. وأشار قسوم، بنبرة خطاب لينة حملت بعض المجاملات، إلى أهمية المواد التي لها علاقة بالهُوية ومطالبة الوزارة بإحقاق الحق في هذا الشأن. كما كشف اللقاء، حسب بيان جمعية العلماء المسلمين، عن نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف التي بقيت غامضة، وقد طالبت الجمعية ببيان كل ما يتعلق بذلك؛ لأن الأمر يتعلق بموضوع إستراتيجي، حيوي بالغ الأهمية بالنسبة لمستقبل الوطن ومستقبل الأجيال. وأوضحت الجمعية، على لسان رئيسها، أنها ستتابع دراسة ومناقشة ونقد الإصلاحات من خلال العكوف على مختلف الكتب وتقديم ما يجب من ملاحظات. بينما قال بيان مقتضب لوزارة التربية حول اللقاء استقبلت معالي وزيرة التربية الوطنية، الدكتورة نورية بن غبريط، بمقر الوزارة بالمرادية، وفدا عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يقوده رئيس الجمعية، الدكتور عبد الرزاق قسوم، وحضر هذا اللقاء رئيس وأعضاء اللجنة الوطنية للمناهج وإطارات الإدارة المركزية . وأضافت وزارة بن غبريط وقد أعرب الجانبان عن رضاهما عن مضمون المناقشات التي كانت تخص المحاور المختلفة، والتي تخص تعزيز إصلاح المدرسة الجاري منذ سنة 2003 . يشار إلى أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي تأسّست في ثلاثينيات القرن الماضي من طرف الشيخ الإمام، عبد الحميد بن باديس، قد شنّت حملة انتقادات واسعة ضد الجيل الثاني من إصلاحات المنظومة التربوية بقيادة بن غبريط، وقالت إن هذه الإصلاحات تستهدف الهوية الحضارية للشعب الجزائري وتسعى إلى فرنسة وتغريب المدرسة، ووصلت إلى حد المطالبة بوقفها وإقالة الوزيرة.