تتخوف العديد من الأحزاب، من مقاطعة المواطنين للعملية الانتخابية المقبلة فيما يسمى ب الحزب الصامت ، وعليه اهتدت تشكيلات سياسية إلى الفضاء الأزرق لاستمالة هؤلاء عن طريق منشورات تعبر عن آرائها في مختلف القضايا التفاعلية و صور لنشاطاتها الجوارية و أحيانا أخرى تظهر الجوانب الشخصية لرؤسائها لتحقيق أعلى نسب مشاركة وتعليق ،لقياس مدى شعبيتها ووعاءها الانتخابي فايسبوكيا، قبيل الإحتكام إلى الصندوق. لا يختلف المحللون و المتابعون للشأن السياسي في الجزائر حول اعتبار الفايسبوك قوة اعلامية خارقة للحواجز و المسافات ففي ثواني يمكنها أن توصل النشاطات و البرامج الحزبية و الآراء و التحاليل السياسية للملايين من الأشخاص لغاية الإقناع . و في السياق قال المحلل السياسي عبد القادر بن شريط في تصريح ل السياسي إن أطرافا سياسية تسعى لكسب ود الفايسبوكيين بنشر صور و فيديوهات تفاعلية مع القضايا التي تشغل الراي العام حتى و لو كانت غير سياسية ، لكنه بالمقابل أكد أن الفضاء الإفتراضي سلاح ذو حدين و لا يمكن المراهنة عليه وحده للتأثير على الناخب حيث يحتمل أن يكون رد الفعل المقاطع أكبر من فعل المتعاطفين نظرا للميل العام نحو المقاطعة في المجتمع الجزائري. و يرى أستاذ العلوم السياسية أن المقاطعة ليست شيئا جديدا فالشارع الجزائري بات حسبه لا يعبا بهذه الإستحقاقات ما خلق نوعا من القطيعة الناتجة عن فقدان الثقة بين المواطن و المنتخبين، متوقعا عزوفهم عن الذهاب إلى صناديق الإقتراع مرة أخرى في تشريعيات 2017. و شهدت الإنتخابات السابقة تصويت 11 مليون جزائري من أصل 22 مليون ناخب، وهذه النتيجة تشير إلى وجود فئة في الجزائر فضلت أن تعبر عن موقفها بالصمت، لذا يطلق أغلب المحللين السياسيين على هذا النوع من المواقف في كل موعد انتخابي تسمية حزب المقاطعة أو الحزب الصامت، بالمقابل لا يعتقد هؤلاء أن الاحزاب المقاطعة تملك هذا الرصيد الكبير من المناصرين. أوامر قيادية بغزو الفايسبوك ترى عديد الأحزاب التي جست السياسي نبضها في الفضاء الأزرق متنفسا وواجهة يمكنها أن تدخل بفضله حلبة المنافسة بقوة و تعبئة الجماهير لربح معركة الفايسبوك و من بعد ذلك حرب الصناديق و كسب أصوات الناخبين . و لو أن استفاقة التشكيلات السياسية جاءت متأخرة لكنها محسوبة سياسيا خصوصا مع دنو رهان التشريعيات و السباق المحتدم بين الأحزاب للوصول إلى أكبر تمثيل في مبنى زيغود يوسف ، أين يعول هؤلاء على استقطاب أصوات ما يصطلح على تسميته ب الحزب الصامت و هي فئة المقاطعين للعملية الإنتخابية و أغلبهم من الشباب المدمن على مواقع التواصل. و في السياق كشفت مصادر من حزب الأفلان ل السياسي ، أن المناضلين قد تلقوا تعليمات من أجل الشروع في تحضير الحملة الانتخابية الخاصة بالتشريعات المقبلة عن طريق وسائط الإتصال على رأسها الفايسبوك، بالنظر إلى تفضيل العديد من الجزائريين لهذه المواقع التفاعلية. وأمر الامين العام للحزب العتيد عمار سعداني أتباعه بغزو الصفحات والحسابات التابعة للحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي والعمل على نشر كل نشاطاته على المستوى الوطني والمحلي أيضا، ناهيك عن تناقل تصريحات كل مسؤوليه، خاصة بالنسبة للندوات الصحفية التي ينظمها، حسبما أوضحه مصدرنا الذي أوعز هذه الخطوة للضعف المسجل على مستوى هذا المجال، حيث لا تستقطب الصفحة الرسمية للحزب على الفايسبوك سوى بعض الآلاف من المتابعين، خلافا لصفحات أحزاب أخرى أقل تأثيرا وقواعد شعبية. و ردا على سؤال ل السياسي حول استراتيجية العتيد لاستقطاب أصوات الحزب الصامت ، قال المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني حسين خلدون لا يمكن تقويل الصمت ما لم يقل ،ثم إننا سنتجاوز كل هذه التفاصيل من خلال برامج ذات بعد اجتماعي تهدف لحماية القدرة الشرائية للمواطن الجزائري و مواجهة الأزمة المالية التي تمر بها البلاد في آن واحد و ذلك كفيل بتعزيز عنصر الثقة مع الجزائريين ، على أن يكون البقاء للأصلح في هذا الرهان المفصلي . بدوره حث الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى مؤخرا المسؤولين على تسيير شؤون الحزب عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي عبر 48 ولاية، على حشد أكبر عدد ممكن من المنخرطين إلكترونيا، خاصة من الشباب، مشيرا إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي التي يولي لها أهمية كبيرة في دخول المعترك السياسي القادم، لتحقيق عدد أكبر من الأصوات في الانتخابات التشريعية القادمة. و ينطبق على الأمين العام للتجمع الوطني الديقمراطي أحمد أويحيي المثال القائل "أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا" حيث بدأ السي احمد مؤخرا بنشر كتائبه الالكترونية في الفايسبوك منظما دورة تكوينية في تقنيات الاتصال على شبكة الأنترنت من أجل اللّحاق بمن سبقوه في هذا المجال . الجوانب الشخصية لكسر الحواجز يُعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أحد أهم الأصوات الفاعلة في الفضاء الأزرق بعدد متابعين يقارب المائة ألف، ومن الناحية الاتصالية يتفاعل مقري مع معظم الأحداث الدولية والداخلية السياسية التربوية وحتى الرياضية بشكل دائم ومستمر يمنح صفحته درجة تحيين مُعتبرة تليها نقاشات متعددة ،كما قام رئيس حمس مؤخرا بإظهار جوانب شخصية من حياته كصور مع والدته أو صور زواج ابنته وكذا رحلات الصيد وغيرها وهي كلها منشورات حققت أعلى نسب مشاركة وتعليق وموافقة من طرف المتابعين الذين وجدوا فيها نقاط تقاطع مع مقري. و لجأت أحزاب أخرى لاستنطاق الشباب بنفس طريقة مقري أي الإبتعاد عن الرسميات و أظهار بعض الجوانب الشخصية ، كما هو الحال مع زعيمة حزب العدل و البيان نعيمة صالحي التي تنشر صورا دورية لحياتها الخاصة كما حضيت قضية تغيير لقبها من صالحي إلى لغليمي بمتابعة و تفاعل الآلاف من الاشخاص مؤخرا. بدوره يبدو الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى ماضيا في هذا الطريق حيث تخلى مؤخرا عن بعض الرسميات حيث يعكف مسيرو صفحته على نشر صور الأمين العام مع بعض الشباب في الطرقات وهي طريقة اتصالية معمول بها تهدف أساسا لكسر الحواجز الهائلة الموجودة بين الرسميين والشعبيين في الجزائر.