خلت المواقع الإلكترونية للأحزاب السياسية من ''مداخل'' تشير إلى بدء حملتها الانتخابية. وتوقفت ''تحديثات'' مدرجة في بيانات المواقع في آخر نشاطات القيادات، آخرها يوما قبل الحملة التي دقت ساعتها أمس. رغم ما قدمته قيادات عدد من الأحزاب من رهانات التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي، ''الفايسبوك'' و''تويتر''، مسايرة للحاصل في مجتمع المعلومات الحديث، إلا أن مسؤولي الأحزاب، نزلوا إلى الميدان في أول يوم من حملة تشريعيات 2012، تاركين وراءهم فراغا معلوماتيا عبر مواقعهم الإلكترونية، مبقين على صورهم ''الاستعراضية''، فموقع ''تكتل الجزائر الخضراء'' توقف تحديثه عند اللقاء الذي تم أول أمس، لعرض برنامجه الانتخابي، وصارت واجهة الموقع خضراء بالتمام، أرادها مصممه دلالة سميولوجية بإسقاط اللون على الكلمة، بينما تحولت ''المادة الإعلامية'' الدعائية من مواقع الأحزاب الثلاثة إلى موقع التكتل، تماما كانصهار الأوراق الانتخابية الثلاث في ورقة واحدة ستعرض أمام الناخب الجزائري، يوم 10 ماي، بذهنية ''الفائز قبل الأوان''. وافتقدت مواقع معظم الأحزاب إلى ما يشير لبدء الحملة الانتخابية، لتشريعيات تقاذفت التشكيلات السياسية قبل موعدها الحاسم تهما فضلت أن تكون ''شفهية''، غير مسجلة ''إلكترونيا''، حيث الفضاء السانح المفترض لصراع الأفكار والبرامج. بينما بدا الموقع الإلكتروني للأرندي فقيرا مشتاقا لتحديث، يحمل دلالة إصرار أمينه العام أحمد أويحيى (الذي تظهر صورته بمجرد نقرة على الموقع) على الحفاظ على مكانة الحزب الثانية في انتخابات لم تجارها أحزاب جديدة غفلت عن التموقع إلكترونيا، وراحت تقارع الكبار أملا في مقاعد برلمانية. بينما لم يجد مناضلو الأفالان، الذين نقروا على موقعهم، سوى العنوان الآتي: ''بلخادم يدعو المناضلين لإنجاح قوائم الأفالان إعلاء لكلمة الشعب''، في تغطية لنشاط قام به الأمين العام للحزب، لما كان ''التصحيحيون'' يسحبون الثقة منه في بوروبة. رغم أن بلخادم، أكثر قادة الأحزاب إلحاحا على التسويق الإلكتروني لحزبه من خلال ''الفايسبوك'' و''تويتر''. وبالنظر إلى الدعاوى المتكررة من مسؤولي الأحزاب للناخبين بالتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع، فقد كان يفترض، منطقيا، على قادة الأحزاب، يوما قبل بدء الحملة، توجيه نداءات للشعب، عبر مواقعهم ولو توددا، لكن ذلك لم يحصل، وبعد جهد من البحث في البوابات الإلكترونية، استوقف الموقع الخاص ب''جبهة التغيير'' لعبد المجيد مناصرة، رسالة إلى الشعب الجزائري، بدا أن دباجتها اقتبست من رسالة للراحل نحناح وجهها للشعب غداة الانتخابات الرئاسية لعام 1995، والتي فاز بها الغائب الأكبر عن المشهد اليامين زروال، حيث قال نحناح ''أعلن بأنني سأعمل جاهدا على الحفاظ على الثقة التي وضعت في شخصي حتى نحقق الهدف المنشود في التغيير''. وفي الوقت الذي تعذر تصفح الموقع الخاص بجبهة القوى الاشتراكية التي قررت خوض معترك التشريعيات، حيث أن ''الموقع قيد الصيانة''، تلونت الصفحة الرئيسية لموقع الأرسيدي ب''الأصفر'' دلالة على ''خطر ما داهم''، يعكس نظرة الحزب التي توجت ب''مقاطعة للتشريعيات''، جدد الدعوة إليها المجلس الوطني، الذي أذاع توصياته أمس، في آخر تحديث للموقع. أما ''جبهة العدالة والتنمية'' لجاب الله، فتلونت صفحته الرئيسية بصورة ''الزعيم'' في لقائه مع مترشحي ومناضلي العاصمة، السبت المنقضي.