- ثورة في صناعة وتركيب السيارات عبر الوطن يخوض وكلاء السيارات المعتمدون في الجزائر صراعا مع الزمن للسير في نهج الحكومة، الرامي لجلب أشهر علامات المركبات المسوّقة عالميا للتصنيع أو التركيب في الجزائر، بعدما فرضت عليهم البدء في العملية أو سحب رخصة الاستيراد منهم نهائيا، ومنه، سجلت العديد من الماركات حضورها الصناعي بينما يرتقب قريبا التحاق علامات أخرى، بعدما تقلصت حصتها من واردات السيارات بالجزائر نتيجة دفتر الشروط الجديد، هذا التهافت أضاف معطيات جديدة لخبراء وسماسرة السيارات الذين يتوقعون أن يساهم في تقلص الأسعار بشكل كبير خلال السنة المقبلة. يتوقع عديد المراقبين انخفاض أسعار السيارات الجديدة خلال 2017 بعد موجة زيادات فاقت ال40 بالمائة في قيمتها خلال السنة الجارية بفعل أزمة نظام الحصص واستمرار تهاوي قيمة الدينار الجزائري، وبنى هؤلاء توقعاتهم على ثلاثة عوامل هامة. أولى المعطيات التي بنى عليها مراقبون مقاربتهم هي دخول عديد المصانع الجديدة حيز الإنتاج وبعلامات متنوعة ستعطي جوا من المنافسة بين العلامات المصنعة محليا وتكسر احتكار رونو سمبول و لوغان ، التي فرضت أسعارا عالية لأنها كانت وحدها في السوق، وستضطر حسبهم لخفضها في قادم الأيام. ومن بين العوامل التي يعول عليها المراقبون لانهيار الأسعار بعد دخول المصانع حيز الإنتاج والتسويق، قيمة الدينار الجزائري، هذا الأخير ومع انقشاع غيوم الأزمة سيكسب قليلا من الارتفاع مقابل الدولار، وبالتالي انخفاض في سعر السيارة المستوردة، حسبما أكده هؤلاء. ومن المرتقب أن تستفيد السيارات المصنعة محليا من مزايا التسويق ضمن القرض الاستهلاكي ومزايا أخرى، وسيسمح هذا الإجراء حسب مراقبين بتزايد وتيرة الشراء وكسر حالة الجمود التي يعرفها سوق السيارات حاليا ويتمكّن بعدها الوكلاء من تعويض خسائرهم خلال سنة 2016 بعد الاستفادة من التخفيضات الجبائية والمزايا العقارية. وقد ألزمت الحكومة في إجراءاتها الأخيرة الرامية للسيطرة على فاتورة الاستيراد المرتفعة، ووقف نزيف العملة الصعبة نحو الخارج، وكلاء السيارات المعتمدين، الممثلين للعديد من علامات السيارات الأجنبية، بما فيها رونو و بيجو ، سيتروان الفرنسيتان، فولكسفاغن الألمانية، هيونداي الكورية الجنوبية، نيسان و طويوطا اليابانيتان، بإقامة مصانع لتجميع السيارات في أرض الوطن، وعدم الاكتفاء فقط بالاستيراد الذي بات يشكل ثقلا على عاتق الدولة. وأظهرت المؤشرات الأولية، إنه رغم تخلف العديد من الوكلاء وتماطل البعض الآخر، فإن العديد منهم شرعوا في عمليات الإنتاج، على غرار رونو المركبة في واد تليلات بوهران، هيونداي في باتنة، بقدرة استيعاب تصل ل200 ألف مركبة سنويا، إيفيكو بالبويرة، والذي سيشرع في تسويق أول سيارة نفعية جزائرية بداية من نوفمبر 2016، فضلا عن الشراكة المبرمة بين وزارة الدفاع الوطني وألمانيا لإنتاج مركبات مرسيدس بنز الشهيرة، والتي دخلت الخدمة رسميا من مدينة تيارت في 2014، بينما سيشهد العام الجديد التحاق كل من كيا موتورز و سكودا و فولكسفاغن و بيجو إلى جانب خوردو الإيرانية بموجة التصنيع.