كان الصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته ال21 والذي يسدل الستار على فعالياته اليوم، وفيا لوعوده حيث منح للمؤلفين والقراء، على مدى عشرة أيام، فضاء تبادل ولقاءات يفتقر إليها كثيرا طيلة أيام السنة الأخرى، بالنظر إلى نقص الفضاءات المخصصة للكتاب في الجزائر. وجلب سيلا 2016 ، الذي افتتح يوم 27 أكتوبر الفارط، العديد من الزوار، على غرار الطبعات السابقة، حيث أبدوا اهتماما كبيرا الكتب شبه المدرسية وكانوا حاضرين في حصص البيع بالإهداء واللقاءات الموجهة بشكل عام للكتب الأدبية. وقد استحسن الجمهور كثيرا رهان المنظمين على دعوة المؤلفين وتجلى ذلك من خلال طوابير الانتظار الطويلة أمام أجنحة الناشرين الجزائريين والأجانب. وقد جلب الروائيون الجزائريون أحلام مستغانمي وواسيني لعرج وأمين زاوي مئات من القراء الذين قدموا لشراء كتابهم الأخير والتبادل مع المؤلفين المفضّلين لديهم. كما جلب كتاب واعدون مثل سمير تومي وفاطمة حمدي عددا كبيرا من زوار الصالون بالنظر إلى العدد الهائل من قرائهم. كما تجلى اهتمام الجمهور أيضا خلال الندوات واللقاءات المنظمة على هامش فعاليات سيلا 2016 ، حيث خصصت منصات لعمل ومشوار كتاب جزائريين أو أجانب. ومن بين اللقاءات الأكثر تتبعا، نذكر اللقاء الذي تناول موضوع الأدب الجزائري الجيل الثالث ، حيث تضامن الجمهور مع مؤلفين صغار مدعوين لما لمسوا خجلهم في تعريف أنفسهم كجيل أدبي. كما أثارت شهادات كتاب معروفين أمثال الفلسطيني رباعي المدهون والكندي الهايتي داني لا فيريير من الأكاديمية الفرنسية اهتمام الزوار وحتى فضولهم في بعض الأحيان. وقد استجاب الجمهور أيضا للقاءات الموضعاتية ذات الصلة بالأحداث الراهنة مثل العلاقة بين الإسلام والغرب الموضوع الذي تمت مناقشته من طرف جامعيين جزائريين وأجانب من خلال عروض رفيعة المستوى، حسب الملاحظين، نظمت على هامش الصالون.