حاز قصر تافيلالت ببني يزڤن بولاية غرداية، على جائزة المسابقة الدولية الأحياء النموذجية المستدامة ، على أساس تصويت لمتصفحي الأنترنت التي نظمت بمراكش بالمغرب، حسب مسؤولي مؤسسة أميدول ، صاحبة مشروع القصر. وقد تحصل قصر تافيلالت ، الذي يعتبر تجربة إنسانية نموذجية بالصحراء على شكل تحفة معمارية تجسد مفهوم الإدارة الايكولوجية والمحافظة على البيئة، على أكثر من 600 صوت لمهنيين عبر العالم وذلك لجمعه بين الهندسة المعمارية الأصيلة والتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة وإطار الحياة، مثلما أوضح رئيس مشروع قصر تافيلالت ، موسى أعمارة. وتم الحصول على هذا الاستحقاق وبجدارة بعد الطبعة الأولى من مسابقة جوائز المدينة الخضراء التي نظمت من قبل شبكة البناء 21 التي تناضل من أجل ترقية البنايات والأحياء المبتكرة والمستدامة بمناسبة الدورة ال22 لمؤتمر الأطراف حول تغير المناخ (كوب 22) بمراكش، حسبما أوضح من جهته، رئيس مؤسسة أميدول الدكتور أحمد نوح. كما صنف قصر تافيلالت أيضا في المرتبة الثانية للجائزة الكبرى ل الحي المستدام النموذجي ، من قبل هيئة تحكيم موضوعاتية عالمية التي اعتبرته نموذجا يحتذى به وأن يعتمد بالجزائر، مثلما أضاف نوح. وجرت مراسم منح الجائزة لممثلي مؤسسة أميدول بمدينة مراكش بحضور وفد وزاري جزائري من قطاع الموارد المائية والبيئة. للتذكير، فقد حاز قصر تافيلالت على الجائزة الأولى للبرامج البيئة التي ترعاها جامعة الدول العربية في 2014 بذات المدينة المغربية بمراكش. ويمتد هذا الفضاء المعماري النموذجي الذي أطلق في 1997 فوق هضبة صخرية على مساحة 22 هكتار، تطل على مدينة بني يزڤن ويضم 1.050 منزل متناسق في الشكل واللون وقد صمم لضمان نوعية أفضل للحياة من خلال التفسير الواعي للموروث المعماري الأصيل والمحافظة على البيئة. وقد استعمل المبادرون بمشروع بناء هذا الحي الإيكولوجي مواد بناء محلية كالصخور ومادة الجير وخشب النخيل، بتصميم مستوحى من نمط البنايات القديمة التي تتميز بها قصور ميزاب العريقة مع اعتماد الذكاء والحداثة بداخل المنازل. ويندرج قصر تافيلالت الذي كان قد دشنه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في 2006 ضمن نظرة إيكولوجية واجتماعية مع استلهام من التراث العريق للمنطقة التي تحتضن قصور ميزاب المصنفة تراثا عالميا في 1982 من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وتعبر تجربة قصر تافيلالت ببني يزڤن بغرداية من قبل عديد المختصين في ميدان البناء والتعمير نموذجا ومرجعا في مجال المحافظة على التراث المعماري الذي يجمع بين الحداثة وحياة مريحة والمناخ الحيوي وكذا الإيكولوجيا. ويطمح أصحاب هذه المبادرة المعمارية النموذجية إلى وضع إستراتيجيات فريدة من نوعها لتسيير النفايات المنزلية والمحافظة على الفضاءات الخضراء والتصفية الطبيعية والبيولوجية للمياه المستعملة للحي وأيضا تزيين يوميات السكان من خلال إنشاء حظيرة حيوانية ونباتية خاصة بالمناطق القاحلة. كما التزم أصحاب المشروع بالتسيير الجيد لمسألة تسيير النفايات المنزلية من خلال إرساء نظام ثابت للجمع وآخر لتثمين وتدوير النفايات وإنشاء نظام للمعالجة البيولوجية للمياه المستعملة عن طريق أوراق كبيرة ذات منشأ نباتي ونظام للإنارة العمومية بالطاقة الشمسية.