تواجه تجربة زراعة الذرة بعدة ولايات بجنوب البلاد معضلة تسويق المحاصيل، على الرغم من توفر رغبة كبيرة لدى المزارعين من أجل تطوير هذه الزراعة ذات الأهمية الاقتصادية. وغدت مسألة التسويق الهاجس الأكبر لدى معظم منتجي الذرة سيما مع تأخر الإجراءات الإدارية المتبعة في هذا الشأن حيث أبدى في هذا الجانب عدد من الفلاحين الذين يمارسون زراعة الذرة خلال الموسم الحالي بكل من ولايات أدرار وغرداية والنعامة قلقا كبيرا من مصير محصولهم سيما بعد ما شارف على انتهاء حملة الحصاد في حين أنه لم تتضح، لحد الآن، أي تدابير تخص رفع محصول الذرة من طرف الديوان الوطني لتغذية الأنعام ببوقطب بولاية البيض، كما جرت العادة في المواسم السابقة. وأوضح عدد منهم ناشطين بتلك الولايات أن مشكل التسويق الذي يطفو على السطح مع بداية كل موسم فلاحي بات يؤرقهم ويكاد يحبط عزيمتهم في المضي قدما نحو تطوير هذه الزراعة العلفية الواعدة خاصة بعد أن حققت مردودية مرتفعة بهذه المناطق بحكم توفر عوامل طبيعية مساعدة لإنتاجها بكميات وفيرة من شأنها المساهمة إلى حد كبير في تغطية الإحتياجات الوطنية من هذه المنتوج الفلاحي وتقليص فاتورة استيرادها من الخارج. ونظرا لخصوصيات هذه الولاية الرعوية، يعمل قطاع الفلاحة بالنعامة على مرافقة الفلاحين وتكثيف طرق الإرشاد والتوجيه وتوفير التحفيزات اللازمة لتوسيع مساحات الذرة التي عرفت في غضون السنوات الثلاثة الأخيرة إنخراط نحو 70 فلاحا في إنتاج الذرة يتمركز أغلبهم ببلدية عين بن خليل إستنادا لذات المصالح، وتحتاج المناطق الرعوية سيما منها الغنية بالموارد المائية الباطنية إلى تشجيع مزارعي الحبوب بهذه المنطقة لتطوير هذا النوع من الزراعات التي تساهم في توفير الأعلاف المركزة للمواشي والدواجن، وتمثل سلوجة الذرة (الصوجا) التي هي نوع علفي ينتج نحو 100 قنطار في الهكتار الواحد ونحو 25 إلى 60 طن من العلف الأخضر في الهكتار الواحد بديلا تقنيا في عملية تغذية البقر الحلوب لمواجهة غلاء الأعلاف، يقول بدوره مسير شركة خاصة في تقنيات إنتاج الذرة، كرومي كمال.