تتطلع ولاية غرداية ورغم الصعوبات المطروحة والتي شهدت أول تجربة لإنتاج الذرة في 2011 على مساحة 100 هكتار ببلدية حاسي غانم بضواحي المنيعة بجنوب الولاية، إلى توسيع هذه التجربة الفلاحية وذلك في إطار إستراتيجية الهيئات الوصية لتوسيع هذه الزراعة العلفية، حسبما ذكر مسؤولو قطاع الفلاحة. وتعرف الولاية إزدهارا كبيرا لزراعة سلوجة الذرة (الصوجا) خاصة ببلديات حاسي لفحل والقارة والمنيعة جنوب الولاية نظرا لتوفرها على موارد مائية هائلة، حيث تم إنتاج مليون قنطار على مساحة إجمالية بهذه البلديات قدرت ب1.770 هكتار، مثلما أشير إليه. وأفاد المندوب التجاري لوحدة الديوان الوطني لإنتاج أغذية الأنعام ببلدية بوقطب، عثمان بلعيد، بأن مسألة استلام محصول الذرة لهذا الموسم من قبل الديوان لم يفصل فيها بعد باعتبارها تتجاوز صلاحياته، لافتا إلى أن ذات الأمر مطروح على مستوى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، خصوصا وأنه مرتبط بتعويضات مالية تخص عملية دعم المحصول التي تشرف عليها الوزارة الوصية. وأوضح ذات المسؤول بالمناسبة أن السعر المرجعي للقنطار الواحد من الذرة المستورد لا يتعدى 2.800 دج للقنطار الواحد، في حين أن سعر إقتناء القنطار الواحد من المحصول لدى المنتجين المحليين سقفته الدولة في حدود4.500 دج للقنطار الواحد لتدعيم الناشطين في هذه الشعبة الفلاحية، وهو الفارق المالي الذي تتكفل الوزارة الوصية. وذكر في ذات الشأن المندوب التجاري للوحدة، أنه وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد تكفل الديوان السنة الماضية بجمع 60 ألف قنطار من المحصول من ولاية أدرار بسعر مرجعي تم تسديده لفائدة منتجي الولاية في حدود4.500 دج للقنطار الواحد، غير أنه ولحد الساعة -يضيف نفس المسؤول- فإن الوحدة لم تستلم بعد تعويضاتها المالية من لدن الوزارة على عكس ما تم العمل خلال أول موسم فلاحي (2014/2015) الذي كان قد استلم به الديوان مستحقاته. وتسجل المصالح الفلاحية بولاية البيض من جهتها نفس الإشكالية حيث وصل مجموع المساحة المغروسة بالذرة لهذه السنة، حدود 137 هكتار بمعدل إنتاج تراوح بين60 إلى 80 قنطارا في الهكتار الواحد، غير أن الناشطين في هذه الشعبة الفلاحية يطرحون كذلك مسألة تخلف وحدة الديوان الوطني لإنتاج أغذية الأنعام ببوقطب عن استلام المحصول، وفقا لما علم من مسؤولي القطاع بالولاية. ويناشد الفلاحون المنتجون للذرة بهذه الولاياتالجنوبية الجهات المسؤولة لإنقاذ محصولهم لهذا الموسم، لتجنيبهم معاناة حقيقية تلوح في الأفق بسبب تحديات مالية تتعلق بإرجاع القروض الفلاحية وتسديد فواتير الكهرباء، إلى جانب تكاليف الوقود وأعباء العمال. وأعربوا عن أملهم في أن تحظى زراعة الذرة العناية والمرافقة اللازمة لتطويرها وتحقيق المساعي الرامية لجعلها منتوجا إستراتيجيا واقتصاديا هاما.