كشف رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول في حوار ل السياسي أجرته معه على هامش اجتماع المكتب السياسي للحزب عن آخر ترتيبات تاج استعدادا للإستحقاقات الانتخابية المرتقبة ، واغتنم الفرصة للرد على الإتهامات واللغط الكثير الذي أثير عقب سلسلة الإستقالات التي مست بعض المكاتب الولائية للحزب، حيث قال أن رحيل بعض الرؤوس كان بمثابة النعمة على تاج ، كما تطرق رئيس حزب تاج بالتحليل إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ،و الحراك الإجتماعي المصاحب لقانون المالية 2017. استخدام لغة التيئيس والغلو تصرفات غير مسؤولة بداية ماهي قراءتكم للأوضاع السياسية في الجزائر مطلع سنة 2017 ، و الحراك الإجتماعي الذي صاحب إقرار بعض القوانين الجديدة؟ نتمنى ان تحمل السنة الجديدة وثبة وطنية قوية في مختلف الجبهات خصوصا و ان البلاد مقبلة على محطات هامة ومفصلية من اجل الخروج لبر الأمان من خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ، هذه الانتخابات أقول انها مصيرية لعدة عوامل يأتي على راسها التحديات الأمنية التي تواجهها الجزائر ، حيث نتطلع لمشاركة المجتمع المدني و الأحزاب السياسية و المواطنين في جهود المحافظة على امن و استقرار بلادنا و التوافق لبناء ما هو اصلح بعيدا عن لغة التيئيس و الغلو في وصف الحالة العامة و هي تصرفات غير مسؤولة تساهم في تعكير جو التنافس خلال الاستحقاقات المقبلة فضلا عن صناعة الفوارق و تاجيج الوضع الداخلي. ماذا عن الصعوبات الاقتصادية التي تواجه بلادنا، كيف ترون السبيل للخروج منها بأقل الاضرار ؟ فعلا الظرف الاقتصادي والمالي صعب لكنه ليس مقتصرا على الجزائر فحسب ، حيث ان خبراء الاقتصاد توقعوا ان تشهد الفترة الممتدة من 2017 الى 2020 سنوات صعبة اقتصاديا عبر العالم نظرا للركود المسجل و تباطؤ معدلات النمو و نقص الإنتاج و زيادة الطلب ، و هو وضع مقلق يحتاج لتضامن و تكافل الجزائريين و تقدير الظرف الخاص لأن الصعوبات لا تمس فقط بلادنا كما سبق و أشرت إليه. المضاربة والإشاعات ألهبت أسعار المواد الإستهلاكية بهذا انتم تؤيدون خطاب الحكومة الداعي إلى التضامن مع الدولة لمجابهة الأزمة العابرة ، أليس كذلك ؟ إننا في تاج نتبنى كلاما مسؤولا و لدينا بدائل لمواجهة هذا الوضع الصعب ، وبناء على ذلك نحن ندعوا إلى التكافل وإحياء التقاليد التضامنية التي لطالما اتسم بها المجتمع الجزائري في كل الأزمات التي أصابته ، كما نناشد الحكومة ناصحين غير معارضين إلى الإسراع باتخاذ التدابير الإيجابية التي جاء بها قانون المالية 2017،و خصوصا تشجيع الاستثمار و دعم الفلاحة واستحداث دوائر اقتصادية دبلوماسية على مستوى سفارات الجزائر ، هذا علاوة على حماية القدرة الشرائية للفئات الهشة من خلال محاربة المضاربات والإشاعات التي ألهبت أسعار المواد الإستهلاكية. مع بداية العد التنازلي للإنتخابات التشريعية ،هل لكم أن تضعونا في صورة استعدادات تجمع أمل الجزائر لأول مشاركة له فيها ؟و ماهي الأهداف التي سطرتموها خلال هذا المعترك الإنتخابي الهام ؟ التحضيرات تسير وفق خطط مضبوطة ، حيث و بعد لقاء المجلس الوطني للحزب بتاريخ 16 ديسمبر الماضي ، أنجز المكتب السياسي لائحة الترشيحات في تاج ، و من خلالها نعمل على وضع المواصفات الخاصة بالترشح في قوائمنا للإستحقاقات المقبلة و ذلك قصد ضمان لعب الأدوار الرئيسية في تشريعيات 2017 التي سندخلها بقوائمنا الخاصة في 48 ولاية و على مستوى الجالية، و اصدرنا تعليمات ملزمة للمكاتب الولائية بضرورة الإلتزام بهذه اللائحة ،التي تتضمن قرارا بجعل 80 بالمائة من قوائم تجمع امل الجزائر لصالح فئة الشباب من الذكور و الإناث، و حددنا مواصفات يجب ان تتوفر في مرشحينا كالنزاهة و الكفاءة و الإرادة الفعلية للعمل و النضال السياسي. إضافة إلى هذا قمنا بإعداد برنامج انتخابي يأخذ بعين الاعتبار التحديات المختلفة التي تواجه بلادنا مع تضمينها حلولا و اقتراحات قابلة للتجسيد الفعلي ،سنطلعكم عليها مع بداية الحملة الانتخابية لتشريعيات 2017. كما نعكف هذه الأيام على تكثيف الزيارات الميدانية لاعضاء المكتب السياسي لمختلف مناطق الوطن من أجل التعبئة الشعبية و التجنيد ، و لذلك يمكننا القول إن حزب تاج مستعد بعد كل هذه التنظيمات للعب دور أساسي في الاستحقاقات المقبلة مع المساهمة في تأطير جو ديمقراطي و هادئ خلال العملية الانتخابية. شهد حزب تجمع أمل الجزائر خلال الأسابيع القليلة خلافات ومشاكل انتهت إلى استقالات جماعية في بعض المكاتب الولائية على غرار تلمسان ، ألا تخشون أن تؤثر هذه التداعيات على حظوظ تشكيلتكم السياسية خلال تشريعيات ربيع 2017 ؟ بالعكس فحزبنا بات أكثر قوة من ذي قبل فبعد رحيل هذه الرؤوس تنفست الكفاءات الشابة الصعداء وانضمت العديد من الإطارات المؤهلة إلى حزبنا مؤخرا مثل ما حدث في تلمسان و تيزي وزو و ولايات أخرى ،و لذلك فانسحاب هؤلاء رحمة ربي ،و ذلك بعدما حاولوا فرض بعض المتجولين البعيدين عن النضال بالقوة ، و بعدما فشلت مخططاتهم راحوا يتهمون القيادة بالتسلط ، و كما سبق و أكدت لكم فإن حزبنا سيدخل التشريعيات للعب دور رئيسي و يعول على الشباب فعلا و ليس قولا من أجل كسب مقاعد هامة في البرلمان المقبل و المجالس المنتخبة المحلية و الحكومة ، و ستتأكدون حينئذ من الطاقات المعتبرة و القاعدة التي يمتلكها تاج في 48 ولاية و على مستوى الجالية الجزائرية في المهجر. مع تصاعد حمى الانتخابات عاد مصطلحا الشكارة و الحزب الصامت للتداول بقوة في الأوساط السياسية، ماهي آليات حزب تاج لمحاربة المال الفاسد و كيف يمكنكم استقطاب الأصوات التي لطالما مالت نحو العزوف؟ بالنسبة للمال فهو أمر واقع في كل الإستحقاقات ، لكننا في تاج نعمل على محاربته من خلال تبيان المواصفات المطلوبة للترشح في قوائمنا كالنزاهة والكفاءة و المستوى العلمي ، أما بالنسبة للعزوف الإنتخابي فنحن حقيقة متخوفون منه خصوصا بعد بروز خطابات سياسية منفرة تبنتها أحزاب المعارضة ، والتي طعنت في مؤسسات الدولة وهاجمت الضمانات التي وفرتها السلطة لنزاهة الانتخابات وبالمقابل أعلنت تباعا المشاركة في الانتخابات، هذا السلوك أرى أنه يساهم في تنفير المواطنين من الصناديق و من خوض المعترك السياسي ، ثم إن العزوف الإنتخابي كما هو معروف يدفع لفوز الأحزاب التقليدية التي تملك أكبر عدد من المناضلين .