قدّمت فرقة أصدقاء تشيكانو على ركح المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي بالجزائر، عرضا مسرحيا صامتا خاصا بالأطفال بعنوان المهمش من إخراج مصطفى بخوش. ويتناول هذا العرض الذي كتب نصه أيضا المخرج موضوعا حساسا كثيرا يخص حالة المتشردين يمكن أن يتعرض لها اي إنسان لأسباب عدة. تابع الأطفال على مدى ساعة من الزمن باهتمام صراع المتشرد مع ظروفه القاهرة التي أجبرته على افتراش الأرض محاطا ببعض أغراضه منها صورة مؤطرة لا يستغني عنها أبدا. ويحاول الممثل الوحيد في هذا العمل الصامت المرفق فقط بعزف موسيقي من أداء رامي بخوش تقديم صور عادية وإنسانية عن المهمش وهو في العرض مهرج كما تدل عليه ملابسه والماكياج. واشتغل مصطفى بخوش كثيرا في هذا العرض على الديكور والموسيقى لتعويض الحوار حيث اختزل في ديكور بسيط يقتصر على أغراض بطل العمل من أغطية وملابس واوان ونباتات اصطحابها معه في ضياعه في إشارة لأحاسيسه المرهفة وحبه للطبيعة وعطفه على الحيوانات إذ لم يتخل عن قطته رغم ظروفه. كما شكلت الآلات الموسيقية الديكور الخلفي للعرض المتمثل في واجهة لمحل يبيع هذه الآلات. ويمثل العازف في هذا العرض دور عامل بالمحل يقوم بصيانة الآلات الموسيقية ويغتنم هذه الفرصة للعزف والحلم بان يصبح موسيقيا كبيرا. وهروبا من الواقع المر، يختارالمهمش أيضا اللجوء للحلم حيث يسعى إلى تحويل عربة صغيرة لنقل الأغراض إلى سيارة في حركات وإيماءات ورقصات تجاوب معها الكثير من الأطفال بالهتاف وحتى الرقص على وقع الأنغام المنبعثة من الخشبة. وفي الختام، يستعين المخرج بشاشة عرض في آخر الخشبة في مشهد سحري، فبعد أن يمتطي المهمش سيارته المزعومة، يظهر داخل الشاشة يجوب العالم سعيدا رفقة الصور المؤطرة في إشارة الى الأسرة وذكريات الماضي. ويقول صاحب العرض بخصوص موضوع المسرحية واختيار النوع المسرحي الصامت، انه أراد أن يخوض تجربة جديدة سواء من ناحية الموضوع أو الإخراج موضحا أن الغرض الأول هو تغيير نظرة الطفل لهذه الفئة من المجتمع المعروفة ب آس. دي. اف وايضا جلب أنظار المجتمع لهذه الفئة بغرض مساعدتهم. وأضاف أن العرض يسعى أيضا من الناحية الفنية إلى تقديم عرض مسرحي، تربوي وترفيهي في أن واحد معتبرا أن للصمت أيضا مغزى وهو إبراز جوانب أخرى من العرض كالحركة والموسيقى.