''كنت أحلم بالفضيلة، فوجدت نفسي أعيش في الرذيلة، أنا لست عذراء وكفى، نحن نلد الشعوب والشعوب ليس لها أب، كل شيء وقع في زمن الفتنة، الشعوب الصامتة كالبقرة تجتر صمتها حتى تلد ثورا ثائرا''· هي كلمات متناثرة لمسرحية ''نساء بلا ملامح'' لفرقة النوارس لمدينة البليدة، قدمت عرضها أول أمس، على خشبة مسرح سيدي بلعباس· يعود نص المسرحية ذات الدراما السيكولوجية إلى عبد الأمير الشمخي والإخراج لعباس محمد إسلام، في حين تقاسم دور البطولة ثلاث فتيات من النوارس· ''نساء بلا ملامح'' مسرحية مستوحاة من نص كتبه عبد الأمير شمخي يتعرض إلى سياقات أنثوية ضائعة في جزائر ,2012 حيث تحكي أحداث العرض عن ثلاث فتيات تعرضن إلى الإغتصاب، بقين سنوات طويلة عنوانا للعار، يعاقبن قسريا على ذنوب لم يقترفنها في مجتمع ذكوري يوزع أحكامه، تعيش البطلات المهزومات ضياعا مؤثثا بالمرارة والخيبة والانشطار· والمميز بالعرض أن المخرج كسر طابو الاغتصاب وكشف عنه بطلاقة، حيث جعل الممثلات يدخلن بشكل جميل مع الدور وذلك لمعالجة ما أتلفه الظهر أيضا للكشف للرأي العام أن الاغتصاب ليس عارا لكي يلاحق المرأة إلى القبر، وإنما ظاهرة اجتماعية سيئة علينا تشريحها ومعالجتها لتقديم الدواء للمجتمع، ما اكتشفناه أيضا أثناء العرض أن البطلات أثبتن وجودهن على الخشبة وحاولن من خلال حركات أجسادهن المتناسقة توصيل إلى العالم الظلم الذين لحق بهن لجرم لم يرتكبنه، ما ميز العرض أيضا السينوغرافيا فالديكور رغم بساطته غير أنه حمل العديد من الإيماءات الدالة على الغبن والظلم الذي تعرضت له الفتيات، الموسيقى هي الأخرى كانت حزينة وتعبر عن الخوف والذعر الذي تعيشه المغتصبات في المجتمع الذكوري ·