هيمن اسم يوغي أديتياناث على عناوين الأخبار في الهند منذ توليه منصب الوزير الأول في ولاية أوتار براديش السياسية المهمة. وهو راهب هندوسي يعرف بزيه البرتقالي، وشخصية مثيرة للجدل، له محبون كما أن له كارهين بنفس القدر، بحسب ما تقول غيتا باندي في تقريرها التالي. حظي يوغي، وهذا هو اسمه الشائع، عند عودته إلى بلدة غوراخبور الدينية باستقبال الأبطال، بعد أدائه اليمين لتولي منصب الوزير الأول في 19 مارس، ليكون حاكم الولاية الرابع والأربعين. وتحولت البلدة إلى اللون البرتقالي، وهو اللون الذي يمثل حزبه، باراتيا جاناتا، وازدانت الطريق المؤدية إلى المعبد بأعلام الحزب والزهور والبالونات. ويوغي خطيب مفوه، وقد انتخب خمس مرات ليمثل غوراخبور في البرلمان، من عام 1998، ويكاد البعض يقدسه، بل يقول كثيرون إن الآلهة حلت فيه . بيد أنه أيضا زعيم مثير للجدل جدا، ويصفه منتقدوه بأنه أكثر سياسيّ الهند إثارة للانقسام، وأنه يستغل مسيرات انتخابه لإشعال الهستيريا ضد المسلمين. وهو يتهم المسلمين بالانغماس فيما يعرف بنكاح الجهاد لإغواء الهندوسيات ودفعهن إلى التحول إلى الإسلام. كما ادعى أن الأم تيريزا كانت تريد تنصير الهند. ودعا إلى حظر مماثل لما دعا له الرئيس دونالد ترامب للمسلمين في الهند، وشبّه نجم بوليوود شاه روخ خان بحافظ سعيد المتشدد المقيم في باكستان. وقال أحد مؤيديه ذات مرة إذا تولى يوغي أديتيانات السلطة، فلن يعود للمسلمين الحق في التصويت، وسيغتصب أنصاره المسلمات الميتات. ومن بين وعوده الانتخابية تشكيل ما سماه بفرق مكافحة روميو لمنع التحرش بالهندوسيات، وتعهد بحماية الأبقار، وإغلاق جميع المسالخ غير القانونية. وكان بعض الغوغاء من الهندوس قد سحلوا مسلما لأنه كان، كما قيل، يخزن لحم بقر في بيته. ويواجه يوغي أديتياناث تهما جنائية، فقد اتهم بمحاولة قتل، وبالترهيب الإجرامي، وبالشغب خلال اشتباكات حدثت في 1999. وقضى في 2007 أحد عشر يوما في السجن بسبب خطاباته التحريضية. ولذلك، فقد أثار ارتقاؤه إلى أعلى سلطة في الولاية خوف كثيرين في الهند وفي أرجاء العالم. وعبر كثيرون عن قلقهم مما سيواجهه 40 مليون مسلم من صعوبات في فترة قيادته. وقالت صحيفة الغارديان في افتتاحية لها إن انتصاره هو انتصار متعصب ديني مناوئ للمسلمين، وقالت صحيفة نيويورك تايمز ، إن رئيس الوزراء الهندي، مودي يحاول مسايرة المتطرفين الهندوس. ووصفت الصحيفة تعيينه بأنه إهانة صادمة للأقليات الدينية. ووصف براتاب بانو ميتا، الصحفي الهندي المشهور تعيينه بأنه شؤم وبغض. وتعد ولاية أوتار براديش من أكثر الولاياتالهندية ازدحاما بالسكان، إذ يقطنها 222 مليون شخص، ولو قدر لها أن تكون دولة منفصلة، فسوف تعد الخامسة من حيث عدد السكان بعد الصين، والهندوالولاياتالمتحدة، وأندونيسيا. ويمثلها في البرلمان 80 نائبا، متفوقة بذلك على الولايات الأخرى. لكن صورة يوغي في الصحف المحلية في غوراخبور تبدو مختلفة. إذ تتحدث تلك الصحف عن مهاراته، وذاكرته القوية وقدرته على الحديث مع أبقاره ال500، وقروده، وكلابه وطيوره. وهو أحد المشاهير بالنسبة إلى السكان المحليين، وهو كبير الرهبان، ورئيس إدارة المعبد، الذي يتبعه أيضا مستشفى ومعاهد تعليمية. وقد ولد يوغي في عام 1972، لأب كان يعمل حارس غابة. ودرس الرياضيات، ثم انتقل إلى غوراخبور في 1993، وعين نائبا لرئيس رهبان المعبد، ليصبح فيما بعد سياسيا هندوسيا ذا نفوذ. وهو نباتي، أعزب. ويشير بعض أنصاره إلى أن ما يقال عن عدائه للمسلمين محض دعاية مغرضة، ومؤامرة. ويقولون إن مسلمين يحترمونه، ويلجأون إليه لحل بعض خلافاتهم. بل إن بعض المسلمين صوت لحزبه. ويوجد خارج المعبد محال لمسلمين، ولم يبد هؤلاء أي قلق من تعيينه.