- خياطي: 11 بالمائة من الأطفال مدمنون على التدخين - رمضان فرصة ثمينة للإقلاع عن التدخين أحيت الجزائر يوم أمس، على غرار دول العالم، اليوم العالمي لمكافحة التدخين في ظل أرقام تؤكد ارتفاع عدد المدخنين وتشير الدراسات إلى أن عدد الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض الخطيرة التي يتسبب فيها التدخين يقدر ب6 ملايين شخص سنويا بسبب هذه الآفة وهو ما يستدعي، حسب المختصين، دق ناقوس الخطر، مؤكدين في ذات السياق ان شهر رمضان الكريم فرصة للإقلاع عن التدخين. كما أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث، ان الجزائر تسجل حوالي 6000 حالة وفاة بسرطان الرئة ناتجة عن التدخين كما أن الجزائر تعتبر الأولى عالميا من ناحية وفيات سرطان الرئة. التبغ يفتك بصحة الجزائريين يتعاطى أغلب المواطنين التدخين المضر بالصحة دون مراعاة لما قد يتسببه من عواقب وخيمة قد تودي بحياة الأشخاص، ورغم أضراره الجسيمة على الصحة والحياة، لا يكاد أغلب الأشخاص يتخلون عنه إذ يستهلكون كميات معتبرة من السجائر وبشكل يومي هالكين بذلك صحتهم ومتسببين في الإضرار بها تدريجيا، إذ اقترن اسم التدخين بالموت البطيء للشخص إذ لا تظهر آثار التدخين فورا حيث تقضي على صحة المدخن بصفة بطيئة وبوتيرة تدريجية حتى بلوغ درجة متفاوتة الخطورة أين يستحيل النجاة ليكون الموت هو المصير الحتمي نتيجة الإصابات المستعصية، ويتداول التدخين خاصة بين فئات عمرية مختلفة على غرار الشباب والكهول وحتى بعض من كبار السن إذ يمثل لهم التدخين روتينا يوميا لابد منه حيث يصبح كوجبة يومية لا غنى عنها، وذلك بسبب الاعتياد والإدمان عليه ليرتبط بهم لدرجة أن أغلبهم لا يتمكنون من التخلص منه بسهولة، ويستهلك أغلب المدمنين على التدخين كميات كبيرة لا تنحصر في سيجارة أو اثنتان، إذ يوجد أشخاص لا يكتفون بهذا ليستهلكوا يوميا علبة إلى علبتين يوميا وهي كافية لهلاك الصحة، ويتسبب التدخين كما هو متعارف عليه في أنواع شتى من السرطانات القاتلة ولعل أبرزها سرطانات الرئة والحنجرة بسبب المواد القوية والكيميائية ومادتي النيكوتين والقطران التي تحضّر بها السجائر، والتي تقوم بدورها بتحطيم خلايا الجسم تدريجيا ومع مرور الزمن، كما يتسبب في سرطانات الكلى والمعدة والأمعاء وتتسبب في الأمراض التنفسية الحادة والجلطات القلبية وانسداد الشرايين، إذ أن أغلب المدخنين مرشحون للإصابة بمختلف الأمراض المستعصية والتي تكون غالبا سببا للوفاة. أطفال يستهلكون سموما قاتلة وأولياؤهم في خبر كان! ولا يقتصر التدخين على فئة الأشخاص البالغين والراشدين وكبار السن الواعين بأضراره ومخاطره، بل يمتد إلى فئة الزهور والتي باتت تتعاطى بدورها التدخين مهددة صحتها ومهددة الاستقرار الأسري، إذ يشكل الأمر خطرا حقيقيا وإشكالا اجتماعيا كبيرا من حيث خطورة الأمر ومن حيث توجه القصر لتعاطي السجائر وإدمانه مهددين مستقبلهم وصحتهم، إذ انتشرت الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل ملفت إذ أصبح أطفال ما دون ال15 سنة يتعاطون هذا الأخير علنا أو سرا والأسوأ من ذلك أنهم يتعاطون السجائر بالمحيط المدرسي. خياطي: 11 بالمائة من الأطفال مدمنون على التدخين وفي خضم هذا الواقع ومخاطر التدخين، أوضح مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث في اتصال ل السياسي انه وحسب التقديرات الأخيرة، فإنه يوجد حوالي 50 بالمائة مدخنين من فئة الرجال و20 بالمائة نساء مثقفات وحوالي 11 بالمائة من فئة الأطفال ما دون ال15 سنة، كما أضاف المتحدث أن التدخين يتسبب في وفاة الآلاف سنويا حيث تسجل الجزائر حوالي 6000 حالة وفاة بسرطان الرئة ناتجة عن التدخين كما أن الجزائر تعتبر الأولى عالميا من ناحية وفيات سرطان الرئة، وتسجل الجزائر أيضا ما يقارب ال20 ألف حالة وفاة سنويا جراء انسداد الشرايين وسرطانات أخرى تتوزع بين سرطان المعدة والكلى والأمعاء وغيرها من الأعضاء. بن أشنهو: الوقاية من مخاطر التدخين.. ضرورية من جهته، أوضح فتحي بن أشنهو، خبير بالصحة العمومية في اتصال ل السياسي ، أن التدخين يسبب الأمراض الصدرية والتنفسية وانسداد الشرايين والذي يؤدي إلى بتر الأطراف، كما أنه يسبب 100 بالمائة سرطان الرئة وسرطان المثانة ونحن ما نلاحظه في الجزائر أنه كارثة إذ أن الأغلبية مدمنين حيث يجب تكثيف سياسة التحسيس والوقاية والتوعية بالجامعات والمؤسسات التربوية ، ومن جهة أخرى، أضاف المتحدث أن الكارثة الحقيقية تكمن في عمليات الترويج الرهيبة لهذه السموم حيث يتم عرض أنواع وأشكال على الزبائن وهو ما يساهم في الإقبال المكثف عليها، وعليه، يتوجب كبح مثل هذه المظاهر بتكثيف حملات التوعية والتحسيس بدءا من فئة الأطفال وهذه مسؤولية الجميع. مختصون: رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين ومن جهة اخرى، اكد العديد من المختصين ان شهر رمضان يعد مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة، فهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها كما يعتبر لدى فئة عريضة من المدخنين فرصة للإقلاع عن هذه العادة السيئة التي تؤثر على صحة مستهلكيها، رغم علمهم بتسببها في العديد من الأمراض الخطيرة أهمها السرطان. فرغم أن التوقف عن التدخين ليس بالأمر السهل، فالعديد من المدمنين يتخذون القرار بالتوقف بشكل جدي، إذ أن شهر رمضان توقيت مثالي، حيث يكون التوقف كاملاً ومفاجئاً، وليس بشكل تدريجي، وهو القرار الذي يعتبره الأطباء بالإيجابي، نظراً للتأثيرات السلبية، الصحية والاجتماعية والنفسية الناتجة عن هذه العادة السيئة، فجلهم يرون أن النيكوتين من أشد المواد إحداثاً للإدمان، فالجسم يعتاد على هذه المادة الكيميائية وبالتالي يحتاجها ويصبح بحاجة إليها بشكل مستمر للحفاظ على توازن معين، وذلك نتيجة تأثيرها على الخلايا الدماغية، حيث تشير الدراسات إلى أن خطر الوفيات بالأمراض الناتجة عن التدخين، يتراجع بمرور السنوات بعد التوقف عن التدخين، وينخفض هذا الخطر بنسبة 50 بالمائة لدى الأشخاص الذين يتوقفون قبل سن ال50 سنة، إضافة إلى الإدمان النفسي، إلا ان رمضان بالنسبة للأطباء أحسن وقت للتفكير في الإقلاع عن التدخين للكثير من المدخنين. دعوة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع آفاق 2030 وفي ذات السياق، دعت المنظمة العالمية للصحة جميع البلدان إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع آفاق 2030 بغية التقليص بالثلث من نسبة الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض الخطيرة التي يتسبب فيها التدخين مسجلة وفاة 6 ملايين شخص سنويا بسبب هذه الآفة. ونصت خطة التنمية المستدامة على مكافحة التبغ، حسب المنظمة الأممية، على بذل المجهودات لتحقيق الهدفين 3 و4 مما سيساهم في تقليص معدل الوفيات المبكرة بالثلث و تقليل الاصابة بأمراض خطيرة نتيجة التدخين من بينها أمراض القلب والأوعية وأنواع السرطان والإنسداد الرئوي المزمن وذلك مع آفاق 2030 مشددة على تعزيز الجهود لتطبيق الإتفاقية الإطار للمنظمة المتعلقة بمكافحة التبغ. وأكدت المنظمة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف ال31 من شهر ماي أن جهود مكافحة التدخين الشامل تؤدي فضلا عن إنقاذ الأرواح والحد من المخاطر الصحية المترتبة عنه إلى احتواء الأثر السلبي على زراعة التبغ وتصنيعه والاستثمار فيه واستهلاكه. كما تساهم مكافحة التبغ أيضا في كسر حلقة الفقر والقضاء على الجوع فضلا عن تعزيز الزراعة والنمو الاقتصادي، حسب المنظمة الأممية، التي أكدت من جهة أخرى، أن الزيادة في الضرائب المفروضة على منتجات التبغ تساعد على تمويل التغطية الصحية الشاملة وغيرها من البرامج الحكومية الأخرى. وتتسبب مادة التبغ في وفاة 6 ملايين شخص سنويا عبر العالم وتتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاع هذا العدد إلى 8 ملايين شخص مع حلول 2030 إذا لم تتوصل الدول إلى إحتواء هذه المعضلة. كما يكبد استهلاك التبغ الاقتصاديات الوطنية من خلال التكاليف الباهضة التي تنفق على الرعاية الصحية ويحدث نسبة 80 بالمائة من الوفيات المبكرة بالبلدان المتوسطة ومنخفضة الدخل. ومن جانب آخر، تلحق زراعة التبغ عدة أضرار بالبيئة من خلال أنواع المبيدات والأسمدة التي تستعمل فيها فضلا عن احتلالها بين 3 إلى 4 ملايين هكتار على حساب الغابات بالإضافة إلى أكثر من مليوني طن من النفايات الصلبة التي تخلفها صناعة هذه المادة. وقد نجحت، حسب منظمة الصحة العالمية، نسبة 40 بالمائة من الدول الأعضاء التي صادقت على الاتفاقية الإطار لمكافحة التبغ في تنفيذ تدبير واحد، على الأقل، من هذه الاتفاقية ويعكف عدد متزايد من هذه الدول على وضع حواجز لمنع تدخل دوائر صناعة التبغ في سياستها المتعلقة بمكافحة هذه الأفة. وتعمل المنظمة الأممية جاهدة على تشجيع ودعم الدول والمجتمع المدني على نطاق واسع لوضع إستراتيجيات وخطط تنموية وتحقيق الأهداف التي تعطي الأولوية للعمل على مكافحة التبغ ومساعدة المدمنين على الإقلاع عنه نهائيا.