السجائر في المرتبة الثانية بعد السمنة من حيث المخاطر تحتفل الجزائر، على غرار باقي دول العالم، باليوم العالمي لمحاربة التدخين المصادف ل31 ماي من كل سنة، غير أن هذا الاحتفال لا يخرج عن كونه بهرجة وكلاما معدا مسبقا للاستهلاك الإعلامي والمناسباتي، في ظل غياب أي مخطط وطني جدي لتفعيل القانون الخاص بحظر التدخين في الأماكن العامة، رغم وضوح القانون التنفيذي رقم 01 285 الصادر في 24 سبتمبر 2001 والمحدد للأماكن العمومية التي يمنع بها التدخين.. وهذا بعد أن أثبتت الدراسات الحديثة أن الأخطار الناجمة عن ما يعرف بالتدخين السلبي “استنشاق الدخان القادم من سجائر الآخرين” أكثر بكثير من تلك التي يسببها المدخن لنفسه، ما دفع الكثير من الدول إلى منع التدخين في الأماكن العامة وفرض غرامات مالية على المخالفين لهذه القوانين. الجزائر انضمت منذ 2006 إلى الاتفاقية الإطار الخاصة بمكافحة التدخين، لكن المنظمة العالمية للصحة العالمية كانت قد وجهت في مناسبات عدة تهديدات للجزائر لعدم تفعيل بنود الاتفاقية وعدم تقديم تقارير دورية عن وضع التدخين والمدخنين في الجزائر. وقد جددت هذا العام المنظمة العالمية للصحة دعوتها لدول العالم لحضر الإشهار للتبغ، وأكدت أن التدخين يقتل سنويا ستة ملايين شخص سنويا حول العالم بسبب الإشهار للسجائر، ودعت دول العالم إلى وضع مكافحة التدخين على رأس قائمة أولوياتها الصحية. 3500 حالة سرطان رئة جديدة 90 في المائة منها سببها الأول التدخين يصنف الأطباء الأمراض الناجمة عن الإدمان على التدخين في خانة الأمراض القاتلة، حيث يسبب الإدمان على السجائر جملة من الأمراض التي تنتهي بالموت منها السكتة القلبية، وسرطان القصبات الهوائية، وأمراض الجهاز التنفسي، والرئة وبعض النوبات الدماغية. و آخر دراسة أثبتت أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة بمرض السكري، حسب نورالدين بوستة، رئيس فيدرالية مرضي السكري. كما يصنف الأطباء الإدمان على السجائر في المرتبة الثانية بعد السمنة من حيث المخاطر التي يصعب التعامل معها، حيث يصعب كثيرا على المدمنين على التدخين الإقلاع عن هذه العادة السيئة حتى وإن كانوا يعلمون بمخاطرها. وقد يضطر أغلبهم إلى التخلي عن التدخين في المراحل النهائية للمرض. لهذا يصنفه الأطباء والمختصين في الصحة التدخين كحالة طبية يجب التعامل معها على أنها مرض يجب أن نساعد المريض للإقلاع عنها، حيث يعتقد 92 ٪ من الأطباء أن من بين المهام الملقاة على عاتقهم مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، ولكن ثلث الأطباء بالجزائر يعتقدون أنهم غير مدربين بشكل مناسب للقيام بهذا الدور. رغم غياب إحصائيات تدقيقية في الجزائر عن ضحايا التدخين لكن كل التقارير، التي ترد سواء من طرف وزارة الصحة أومن بعض الأطباء المختصين في الأمراض التنفسية على هامش الاحتفال باليوم العالمي للتدخين، تؤكد أنه يجب أن ندق ناقوس الخطر بخصوص هذه الظاهر التي تحصد سنويا 15 ألف شخص (إحصائيات 2003 من وزارة الصحة)، أي بمعدل أربعين وفاة يوميا، منهم 7 آلاف شخص يموتون بالسكتة القلبية، و4 آلاف بسرطان القصبة الهوائية، ويصاب 4 آلاف بسرطان الحنجرة والعجز التنفسي. وما يدفع حقا إلى دق ناقوس الخطر حول استفحال مخاطر التدخين في الجزائر أن التقارير الصحية، تؤكد أن جل المصابين بالأمراض الناجمة عن التدخين هم شباب لا يعرفون أو لا يحملون مخاطر التدخين محمل الجد، وعدد منهم يرحلون في ريعان الشباب بالجلطات الدماغية وضغط الدم. وقد أظهر مسح قام به المجلس الوطني لرعاية الشباب في الأوساط المدرسية والمهنية أن ثلاثين بالمائة من الشباب 30% (الإناث والذكور) يدخنون. جلسة “شيشة” واحدة تعادل تدخين أربع علب سجائر الجدير بالذكر في هذا الاتجاه أن السيجارة لم تعد فقط الوسيلة الوحيدة للإدمان على التبغ، فقد صارت أيضا الشيشة موضة منتشرة بكثيرة بين شباب، اليوم حيث لا تكاد يخلو مقهى أو مجلس شبابي منها. وقد أوضحت الأرقام التي قدمها المجلس الوطني لرعاية الشباب أن 50 في المائة يتعاطون الشيشة، خاصة الشابات، على اعتبار أن ظهور المرأة المدخنة في الأماكن العامة مازال إلى حد ما مستهجنا، وإن لم يعد طابو كما كان إلى الوقت غير بعيد. لكنها في مقابل تعد أكثر خطورة من حيث المفعول، حيث تعادل جلسة شيشة أربع علب سجائر. وإذا عرفنا أن الجزائر تسجل سنويا 3500 حالة سرطان رئة جديدة، 90 في المائة منها يقف التدخين خلفها كسبب رئيسي، ندرك أن التدخين خطر جدي تجب مكافحته بكل الطرق، بما في ذلك تفعيل القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن العامة. أسفرت نتائج دراسة حديثة أجريت في الأوساط المدرسية سنة 2005، ومست العينة الشريحة التي يتراوح عمرها بين 12 و15 سنة، وقد اعتمدت الدراسة برتوكول التحقيق العالمي لمنظمة الصحة العالمية، فأكدت أن نسبة انتشار التدخين بين شبان وأطفال المدارس تقدر ب28.6 مع أن نسبة 94.9 منهم تعتقد أن التدخين مضر بالصحة. وفي نفس الدراسة كشفت أن نسبة المدخنين في الأماكن العامة وصلت إلى 34.8 في المائة و 7.2 يدخنون في المدرسة و3.9 منهم يدخنون في المنزل، وقد مست حملة التحسيس بمخاطر التدخين 76.3 في المائة العام الماضي. زهية.م البروفسور خياطي: على الجزائر أن تمنع التدخين في الأماكن العامة قال البروفسور مصطفى خياطي، في اتصال مع “الفجر”، أن الجزائر مطالبة اليوم بتفعيل المواد القانونية التي تمنع التدخين في الأماكن العامة، وقال خياطي إنه على القوانين أن تحمل طابعا صارما وتفرض غرامات مالية على الأشخاص الذي لا يمتثلون للقوانين، خاصة الأساتذة والمعلمين الذي يجب أن يمنع عليهم التدخين في الثانويات والمتوسطات والمستشفيات، وهذا من أجل تقديم القدوة للآخرين. فلا يعقل مثلا أن يقول الطبيب لمريضه يجب أن تقلع عن التدخين، وهو يمشي في أروقة المستشفيات ويدخن.. وشدد البروفسور خياطي، في حديثه، على وجوب تكثيف حملات التحسيس في الثانويات، خاصة لأن التدخين عند الشبان والمراهقين يبدأ عادة في سن السادسة عشر إلى ما فوق. التدخين يشكل إحدى أهم الأسباب التي تقف وراء هذا المرض. وأضاف المتحدث أن الأرقام التي تقدمها وزارة الصحة وبعض التقارير والدراسات لا تشكل إلا المعدل الأدنى، لأن واقع التدخين في الجزائر تكشفه الأمراض التي تفتك سنويا بأعداد كبيرة من الضحايا. ويعد التدخين أحد أسبابها الرئيسية، مثل سرطان الرئة الذي تحتل الجزائر المرتبة الأولى في عدد الإصابات السنوية. وأغلب ضحايا هذا المرض تتراوح أعمارهم بين 40 و 45 سنة. من جهة أخرى قال خياطي إنه يجب منع بيع التدخين من طرف الأطفال، بما في ذلك نصب طاولات بيع السجائر أمام مداخل المدارس!. الإنتاج الوطني للتبغ في الجزائر يفوق المليار و110 علبة سنويا دعوة إلى تفعيل قرار منع التدخين في الأماكن العمومية إنجاز 53 مركز للإقلاع عن التدخين في الجزائر كشف، أمس الأول، طرفي يوسف إطار في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عن أن الإنتاج الوطني للتبغ يفوق المليار علبة من الصنف الأول سنويا و110 مليون علبة من النوع الثاني، وعليه تسعى المؤسسات المنتجة لمادة التبغ عن الترويج لهذه الأخيرة بتوزيع لوحات اشهارية في نقاط البيع والإعلان عن منتوجات جديدة غير صحية على غرار ”سيجارة لايت وسيجارة بذوقين” وهوماتسعى وزارة الصحة حسب ذات المتحدث إلى التقليص منه، وهذا بالاستحواذ مستقبلا عن 30 بالمائة من مساحة الغلاف الخارجي لعلب التبغ وإظهار صور تشير إلى حظر التدخين. وتطرق طرفي في حديثه للمرسوم رقم 285/08 والصادر في سبتمبر 2001 والمتعلق بحماية الغير مدخنين من التدخين السلبي داخل الأماكن العمومية والذي لم يطبق منذ 12 سنة من صدوره وهوالأمر الذي أجمع عليه الحاضرون في اليوم الدراسي الذي نظمته أمس الأول وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بقسنطينة، وهذا بالتنسيق مع مديرية الصحة للولاية واحتفالا باليوم العالمي بدون تدخين، أين أكد الحاضرون على أن ترسانة القوانين الردعية ضد التدخين لم تأخذ بجدية. وكشف طرفي عن انجاز 53 مركزا للإقلاع عن التدخين موزعين على 48 ولاية، مع تخصيص مركز واحد على مستوى المؤسسات الاستشفائية الجامعية، حيث ستفتح هذه الأخيرة أبوابها للراغبين في العلاج والاقلاع عن التدخين مطلع 2014، معتبرا أن الإحصائيات الأخيرة لنسبة استهلاك التبغ في الجزائر لفئة 15 إلى 85 سنة قد بلغت 15.3 بالمائة لتصنفها بذلك منظمة الصحة العالمية ضمن البلدان المتوسطة الاستهلاك. حيث سجل استهلاك التبغ تراجعا طفيفا في عدد المستهلكين مقارنة مع سنة 2010، إلا أنه مرتبط بتقديم المعدل العمري لدى المدخنين، فيما أشارت دراسة وطنية أنجزت أن نسبة الاستهلاك لدى الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 13 و15 سنة قدرت ب 9 بالمائة حيث أن التدخين عند الأطفال ينطلق في سن 11. ايناس.ي التدخين يتسبب في 4 إلى 5 آلاف حالة سرطان الرئة في الجزائر إصابة هذا وقد أكدت دراسة أخرى أن التدخين في الجزائر يتسبب سنويا في اصابة من 4 إلى 5 آلاف حالة بسرطان الرئة، الى جانب 20 ألف حالة وفاة و7 آلاف ذبحة صدرية وألفين حالة عجز في التنفس، كون السجارة تحتوي على 4 آلاف مادة سامة منها مادة ”السياند” التي تستخدم في سم الفئران. وأثبتت دراسة أخرى أجرتها جمعية صحة للجميع داخل الوسط المدرسي في ولاية قسنطينة أن واحد من بين 4 متمدرسين يدخنون في المدارس وبمعدل 8 بالمائة من مجموع المدخنين، وأن تناول السيجارة للمتمدرسين يكون في سن 8 سنوات وبنسبة 28 بالمائة منهم من قاموا باستخدام السيجارة ولأول مرة قبل سن 11.