مسيرته الإحترافية كحال أي لاعب كرة قدم، فبداية باتيستوتا لم تكن سهله فلقد كان لاعبا عاديا مع اول بويز نيويلز في عام 1988، حينها وقع عقدا بقيمة 20 الف دولار سنويا. وبعدها قام الفريق باعارته لفريق ايل ديبورتيفو ايتاليانو احد فرق بيونيس ايريس ليصبح احد اعضاء الفريق الذي سافر لفياريجيو الإيطالية وشارك في الدورة الودية التي خسرها في النهائي من تورينو في عيد ميلاده العشرين. كان ذلك عام 1989. غير ان الشاحنة، وهو أحد الالقاب التي اطلقت على باتي لقوته وسرعته، استطاع إبهار الجميع بامكانية التسديد من اصعب الزوايا ومن انصاف الفرص. وفي يونيو من عام 1989، قام سيتيميو ألويسيو بشراء عقده واعطى النصف لفريق ريفير بليت، والذي كان يدرب آنذاك من قبل رينالدو ميرلو. وطبيعيا ان يبدأ باتيستوتا من الصفر نظرا لانه يلعب لفريق جديد، باتي لعب انذاك سبعة عشر مباراة سجل خلالها اربعة اهداف. ولكن بوصول باساريلا ومعاونته لميرلو، اصبحت حياة باتيستوتا مع ريفير بليت لا تطاق، فباساريلا حرمه من لعب ولو مباراة واحدة و كاد يتسبب في دفن مواهبه وطموحاته. وكاد باتيستوتا يستسلم للمرة الاولى في حياته لولا انتشال بوكا جونيورز له. ومع بوكا بدأ باتي بداية صعبة، غير ان كل مباراة يغيب عنها باتي تبدو آثار غيابه واضحه ويبدأ الجمهور بالمطالبة باشراكه. وفي يناير من العام 1991، وصل المدرب اوسكار تاباريز لبوكا حيث اعاد بناء الفريق وتمكن بذكائه من اخراج الافضل من كل لاعب واشاع روح المحبة بين اعضاء الفريق واستطاع إخراج طاقات رجاله كاملة وحوّل بوكا لفريق لا يؤمن إلا بالفوز. قوة بوكا بقيادة تاباريز قادته لنهائي كاس ليبرتادورس التي خسرها ابطال بوكا في نهاية المطاف، غير ان باتي استمر في التسجيل واصبح هدافا للاندية الاوروبية ووصلته عروض من اقوى الفرق في اوروبا: فيرونا، يوفينتوس، ريال مدريد وفيورينتينا. ولم يعرف باتي انه في نفس ذلك العام كان فيتوريو كاتشي جوري، والذي كان نائب رئيس فيورينتينا آنذاك، متواجدا في المدرجات يتابع باتي مع منتخب بلاده في بطولة كوباامريكا والتي فاز بها باتي ورفاقه حيث كان يسجل الملاحظات عن هذا الشاب الرائع المكافح الشغوف لتسجيل الاهداف. وحين عاد، كان باتي مع في نفس الطائرة المتجهه لفلورنسا. وكما هو الحال في ريفير بليت وبوكا، فإن الامور لم تكن سهلة، في الحقيقه كانت اصعب. فاختلاف اللغة والتقاليد والثقافة واختلاف اعضاء الفريق كلها امور اثرت على باتي في بداياته. غير ان باتي قبل التحدي، وفي كل هدف يسجله تفتح له قلوب الجماهير والفريق رويدا رويدا. وفي 26 فبراير 1992 وبهدفه الوحيد في مرمى اليوفنتوس 1-0، اعلن ولادة باتيجول. فمنذ ذلك الهدف لم يتوقف باتيجول عن التسجيل: هدفين في مرمى جنوة، ثلاثة اهداف في مرمى فوجيا، هدفان في مرمى روما وهلم في ازدياد. غير ان اهداف باتي لم تكن كافية واحتل فيورينتينا المركز الثاني عشر. غير انه في الموسم التالي حدثت الفاجعة، فرغم ان الفريق كان يبدوا قويا بوجود لاعبين مثل لودروب وايفنبيرغ، إلا ان فيورينتينا هبط للدرجة الثانية. في تلك الاثناء، وصل كلاوديو رانيري لتدريب فيورينتينا لينال شرف ان يكون سادس مدرب ايطالي يدرب الصقر الارجنتيني مع لازاروني، راديك، اجروبي، ماليساني واخيرا تراباتوني، غير ان رانيري تميز بانه اول من قاد باتي لتحقيق اول بطولة له. باتيستوتا تولى قيادة الفريق. ورغم هبوط الفريق للدرجة الثانية، الا انه وبكل شجاعة قرر البقاء فيه رغم عرض اليوفينتوس السخي. عزيمته وحبه لفلورانسا جعلته يقود الفريق للدرجة الاولى من جديد، والفضل يعود لعزيمة باتي وتفاهمه الرائع مع بايانو لتحقيق بطولة الدرجة الثانية. وفي الدرجة الاولى، استمر باتي في التسجيل وحقق رقما قياسيا بالتسجيل في احد عشر اسبوعا متتاليا محطما بالتالي رقم لم يصل اليه احد منذ ثلاثين عاما ومسجل باسم لاعب بولونيا باسكوتي. ذلك العام كان عام راية الزاوية وهي الطريقة التي ابتكرها باتي لتعبير عن فرحته بالتسجيل، وسبب شهرتها هي انها تكررت كثيرا. و في ذلك العام، فاز باتي بلقب الهداف بتسجيله 26 هدفا. كل ذلك كان كالمقدمات. ففي الموسم 95-96 احتل فيورينتينا المركز الثالث وبذلك يحق له المشاركة في البطولة الاوربية. وفي الثامن عشر من ماي في بيرغامو، تغلب باتي ورفاقه على اطلانطا ليهدي جماهيره الوفية كأس ايطاليا وهي البطولة الخامسة في تاريخ فيورينتينا. وبعد اربعة اشهر من هذا الحدث، اشرق باتي في سان سيرو واذهل العالم بما فعله بباريزي ومدافعي ميلان وسجل هدفين ولا اروع توجتهم ابطال لكأس السوبر الايطالية. وفي ذلك العام ايضا، لعب باتي مباراته المئة ومباراته الاولى بعد المئة توجها بالفوز على لازيو بهدفين دون مقابل سجلهما هو، فما كان من الجماهير الا ان كافئته ببناء تمثال برونزي له بالحجم الطبيعي. وبفضل الفوز بكأس إيطاليا، دخل فيورينتينا سباق كاس الكؤوس الاوربية. في المباراة الاولى سجل باتي هدف في مرمى جلوريا بستريتا وانتهى اللقاء بالتعادل بهدف لمثله ومن ثم تبعوه بفوز في الاياب بهدف دون مقابل واتبعوه بالفوز على كل من سبارتا براغ وبنفيكا ليتاهل الفريق للدور قبل النهائي حيث يتوجب عليهم مقابلة برشلونة، وهنا بدأ صراع رونالدو وباتيستوتا. الشاب البرازيلي فشل في التسجيل فيما تمكن باتي من تسجيل هدف التعادل ليسكت تسعين الف متفرج بحركته الشهيرة والتي يقلده بها النجم الاسباني راؤول حين يسجل على برشلونة، غير ان الحكم انذره على تلك الحركه الامر الذي حرم باتي من المشاركة في لقاء الاياب والتي تمكن خلالها برشلونه من الصعود للنهائي. وافتتح باتيستوتا موسم 97-98 بتسجيله ثلاثة اهداف في مرمى اودينيزي وهو اليوم الذي لن يناسه ماليساني ابدا وتبعها بتسجيل هدفين في مرمى باري. باتي بدأ الدوري بتسجيل خمسة اهداف في مباراتين كما سيشهد هذا الموسم ايضا تسجيله للهدف المئه في الكالتشيو. وسحر باتي لم يقتصر بتسجيل الاهداف فقط بل لصنعها لزملائه، فيورينتينا يظهر في البطولات الاوروبية من جديد هذا الموسم. في الموسم التالي، جاء للفريق مدرب سبقته سمعته وبطولاته وهو اكثر مدربي إيطاليا فوزا بالبطولات، جيوفاني تراباتوني، والذي بفضله تمسك باتي بقراره البقاء مع فيورينتينا بعد ان وعده انه سيصنع فريقا منافسا على بطولة الاسكوديتو وهو فعلا ماحدث. ففي الموسم 98-99، تصدر فيورنتينا الترتيب العام لاكثر من نصف الدوري بفضل اهداف باتي ورغبته الفوز بالبطولة وابتكر حركة جديده هي المدفع الرشاش احتفالا باهدافه، غير انه في 7 فيفري واثناء اللعب ضد ميلان عانى باتي من اسواء اصابته والتي ابعدته عن الملاعب لاكثر من شهر. باتي شفي في وقت قياسي غير ان غيابه اثر على فريقه الذي تخلى عن الصدارة لمصلحة لاتزيو، وانهى فيورينتينا الموسم في المركز الثالث وضمن موقع في مسابقة كاس اوروبا لابطال الدوري. واصبح هدف باتيستوتا بعدها شيئان: الفوز بالبطولة الاوروبية والفوز بالدوري في الموسم الرائع 1999-2000. هذه المرة يسانده مهاجمان دولين ممتازان اليوغسلافي مياتوفيتش والايطالي كييزا زائد بالباو الذي يصبح بديل لباتي وقت الحاجة، غير انهم فشلوا في ابهار العالم هذه المره و خرجوا من الموسم دون اي لقب بل وقرر باتي الانتقال لروما. - عهد روما منذ البداية قال باتيستوتا ان الامر سيكون صعبا عليه لانه ترك فريقا احتل مكانة كبيرة في قلبه وشخصيته وذهب لفريق يوازي طموحه لتحقيق اللقب الذي طالما حلم به. باتي وجد نفسه في فريق الاحلام: توتي، مونتيلا، كافو، صامويل، ديلفيكيو، توماسي وتوليفة كبيرة يقودها المحنك فابيو كابيلو، اجبرت الجميع ان يحسب لروما الف حساب بعد ان كان فريقا شبه عادي. واثبت باتي ان طموحه وحلمه اكبر من اي عوائق فها هو يشارك فريقه وهو يعاني من اصابة في ركبته ولكنه قال في قرارة نفسه: اما الان وإلا فلا . وفعلا باصراره المعهود لم يستسلم وحلق باتي وفرض كلمته على الجميع وتوج جهوده بلقب غاب عن خزائن روما ثمانية عشر عاما. ونجح الفتى صاحب الرقم ثمانية عشر في رسم البسمة على شفاة محبي روما وعشاق باتي اختلاف ميولهم. ويصف باتي حياته في روما قائلا: سنوات طويلة قضيتها في ايطاليا كانت جميعها رائعة الا ان موسم واحدا مع روما كان الاروع. نعم انا حزين لاني لم احققه مع فيورنتينا لكني سعيد انني حققته مع روما، كان يمكن ان نحققه في فيورنتينا لو تمت الاستجابة لمطالبي بتقوية الفريق لكن لا حياة لمن تنادي. موقفين بكت فيهم عيني طوال الموسم حزنا، الاولى حين سجلت هدفا على فريقي السابق فيورينتينا في الملعب الاولمبي، يومها ادمعت عيني بغزاة واعترف اني تعمدت ان لا اسجل في كثير من الفرص لاني حين سجلت الهدف شعرت برصاصة تخترق قلبي لذلك لم ارد ان اعيش الالم من جديد. المرة الثانية كانت في ملعب فيورينتينا حين استقبلني الجمهور بحرارة وحزن. لن انسى فيورنتينا ابدا وسابقى محتفظا ببيتي هناك كي اعود و اعيش فيه بعد اعتزالي كرة القدم نهائيا