تمّ الأسبوع الفارط، نقل ما يناهز مليون يرقة من الجمبري ذو الأرجل البيضاء الى المزرعة النموذجية لتربية هذا النوع من المائيات ببلدية حاسي بن عبد الله (20 كلم شمال ورقلة)، من أجل الانطلاق في الدورة الثالثة في إنتاج الجمبري في المناطق الصحراوية، حسبما علم من مسؤولي القطاع. وتم الشروع في عملية أقلمة هذه اليرقات في درجة الملوحة الواطئة بعد ثلاثة (3) أيام من قدومها من المركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري وتربية المائيات ببواسماعيل بالجزائر العاصمة، حسبما أكده مدير الصيد البحري والموارد الصيدية بالولاية النذير قريشي. وستشرع المزرعة فور تأكيد عملية الأقلمة بين هذه اليرقات المستوردة من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومياه المنطقة الصحراوية في عملية الحضانة والتسمين قبل الانطلاق في إنتاج الجمبري، وذلك استكمالا لمشروع إنتاج وتسمين سمك الجمبري في المناطق الصحراوية ذات المياه القليلة الملوحة، كما تمت الإشارة إليه. وكللت تجربة إنتاج الجمبرى على مستوى المزرعة النموذجية التابعة لبلدية حاسي بن عبد الله خلال سنة 2016، بتحقيق إنتاج يناهز 1 طن، حسبما ذكره النذير قريشي. ووجه الإنتاج المحقق لأغراض الإرشاد والتوجيه وتحسيس المستثمرين بأهمية الاستثمار في هذا المجال وتطوير وتوسيع مجال تربية المائيات، لا سيما في ظل وجود مؤهلات وموارد هائلة بالمنطقة تسمح بتحقيق ذلك. وكانت المزرعة النموذجية لتربية سمك الجمبري قد تم استلامها شهر جانفي 2016، حيث تعدّ مشروعا اقتصاديا هاما لتربية هذا النوع من المائيات وقطبا لتنمية تربية المائيات بالمنطقة سيساهم في نقل التجربة التقنية واكتساب المعارف في مجال تربية الجمبري في المياه العذبة. وتتوفر هذه المنشأة التي تتراوح قدرات الإنتاج بها ما بين 20 إلى 30 طن سنويا من الجمبري ذي الرجل البيضاء، على عديد المنشات على غرار مركز للأبحاث التقنية وأحواض التربية وأخرى للتسمين ووحدة لتصنيع الأغذية وثلاثة مخابر (جينية وميكروبيولوجية ونوعية المياه). وقد سمح هذا المشروع الذي يعد ثمرة تعاون ناجح مع الشريك الكوري الجنوبي، ويندرج في إطار الجهود المبذولة للسلطات العمومية لتنويع الاستثمار الموفر للثروة بتوفير نحو عشرين (20) منصب شغل لا سيما بالنسبة للإطارات الجامعية، كما تمت الإشارة إليه.