فتحت العديد من الأحزاب السياسية الناشطة في الجزائر المجال لاستقبال ملفات الترشح للانتخابات المحلية، المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل، وبينما وضعت التشكيلات السياسية المعروفة، على غرار الأفلان شروطا صارمة للتواجد في قوائمها الخاصة بانتخابات المجالس البلدية والمحلية، اكتفت بعض التشكيلات المجهرية بفتح باب الترشح دون أي معايير في مؤشر على أنها تبحث عن ملئ القوائم بعيدا عن نوعية التمثيل، الأمر الذي يهدد بتكرار ظاهرة الأميار الذين لا علاقة لهم بالتسيير والسياسة، والذين أدخلوا بلدياتهم في حالات من الفوضى والانسداد خلال السنوات الأخيرة. و أعلن حزب العدل والبيان أمس عن شروعه في استقبال ملفات الترشح للانتخابات المحلية المزمع تنظيمها في نوفمبر 2017، وفق منشور لزعيمته نعيمة صالحي لغليمي في حسابها الرسمي على الفايس بوك ، وجاء فيه أيضا على الراغبين في الترشح الاتصال باللجنة الوطنية التحضيرية للانتخابات التابعة للحزب . ولم يفرض حزب العدل والبيان الذي حصل على مقعد يتيم في التشريعيات الاخيرة على الراغبين في الترشح أي شروط أو معايير مثل المستوى التعلمي والشعبية والنزاهة، في خرجة تعبر عن حال بعض الاحزاب التي توصف بالمجهرية والتي تضع غايتها المثلى الظهور امام الرأي العام بقوائم ممتلئة للتعبير عن شعبيتها المزعومة. بدورها، دعت حركة النهضة في بيان لها مناضليها الى الاستعداد لخوض غمار الاستحقاقات المحلية المقبلة والنجاح فيها ضمن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء الذي يعتبر مشروعا ينطلق من رؤيا إستراتيجية واضحة. أما حزب جبهة التحرير الوطني، فيشرع في تسلم ملفات المترشحين في الفترة بين الفاتح و20 أوت، على أن يتم دراستها على مستوى المحافظات من 21 أوت إلى 7 سبتمبر، وحددت الفترة بين 9 و28 سبتمبر للدراسة واعتماد القوائم على مستوى الأمانة العامة. وتشمل الشروط التي وضعها ولد عباس، في التعليمة رقم 12 المعنونة حول انتخابات المجالس الشعبية الولائية والبلدية ، الالتزام ببرنامج الرئيس بوتفليقة، والتقدمية في النضال مع مراعاة المرونة، والإنجازات الميدانية التي حققها المرشح في مسيرته النضالية والعلمية، والمصداقية والنزاهة، والتجذر في الأوساط الشعبية. ونبهت التعليمة إلى المعايير السابقة بأنها بمثابة ضوابط لانتقاء المترشحين، مع الحرص على تشجيع المترشحين الشباب، والنساء، وتفضيل ذوي الخبرة والكفاءة العالية، والأخذ بعين الاعتبار المسؤوليات المتقلدة محليا ووطنيا، إن في الحزب أو في الدولة، وأخذ الأقدمية في النضال بالاعتبار، ومنح امتياز إضافي للمترشحين من فئة المجاهدين وأبنائهم وأبناء الشهداء، وتفضيل المترشحين من ذوي السمعة الطيبة والأكثر تجذرا في الأوساط الشعبية، وذلك بالاستناد إلى تقييم وملاحظات مسؤولي القسمات والمحافظات.