الفايس بوك يتحول إلى فضاء لتنظيم دورات المصارعة إمام: التناطح بالكباش حرام في كل سنة ومع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، تنتشر عبر العديد من الاحياء خاصة الشعبية منها تلك العادة التي تستقطب اهتماما واسعا من المواطنين خاصة الشباب وهي مبارزة الكباش، ويجد مربو هذا النوع من الكباش الموجهة لمباريات المصارعة لذة خاصة في تنظيم هذا النوع من المنازلات، التي يجري التحضير لها قبل الموعد بعدة أسابيع، حيث يتم تلقينها تقنيات المناطحة ومختلف المهارات وتكتيك الصمود الذي يضمن النصر، إضافة إلى الطرق التي تكفل سلامة الكبش المتبارز أمام خصومه، وعندما تحتدم المواجهات التي قد تستغرق مدتها الساعات إذا ما كانت حامية الوطيس وتُشكل لها لجان تحكيم خاصة من العارفين بقواعد اللعبة، يسارع مدربو الكباش المهزومة إلى رمي المنشفة حينما يتضح عجز كباشهم عن تحمل وتيرة المبارزة، ومقاومة آثار الصدمات التي تعرضوا لها. وهو ما استطلعته السياسي خلال جولتها التفقدية الى بعض نقاط بيع الاضاحي على مستوى العاصمة. هيتلر .. الصاروخ .. من أشهر أسماء كباش المصارعة هيتلر ، الرعدة ، سينيال ، الصاروخ .. ليست أسماء قادة سياسيين ولا أنواع أسلحة عالية التقنية، لكنها خرجت من سياقها الأصلي لتدخل قاموس الشباب العاصمي من هواة تربية كباش المصارعة كناية عن قوتها وقدرتها على الإطاحة بالخصم في نوع غريب من المبارزات يقولون عنها إنها ودية وبعيدة عن المقامرة والبطولة الوطنية التي تقام سنويا، وهو ما اعرب عنه كريم احد مربي هذه الكباش ببلدية باب الواد و الذي اكد بدوره ان هذه الاخيرة تخضع لتدريبات خاصة لأجل الاستعداد للمصارعة في ايام العيد. ومن خلال تقصينا عن بعض هذه الأسرار، وصلنا أنهم يقدمون لها بعض الفيتامينات الخاصة والتي تباع بأثمان غالية لأنها في الواقع غير مخصصة للحيوانات، ولعل أغرب ما يقوم به هؤلاء المربون هو أن يضعوا هذا الكبش في مكان مظلم جدا لمدة لا تقل عن أسبوع حتى يرتفع الإستعداد العدواني للكبش أكثر ويصبح اكثر عنفا. أسعار كباش المصارعة تصل إلى 90 مليونا ونحن نواصل جولتنا، تقربنا من احد مربي هذه الكباش لمعرفة اين وصلت بورصة اسعار هذه الاخيرة والتي وصلت إلى مستويات خيالية من ناحية الأسعار، حيث دربها أصحابها خصيصا على المصارعة والمناطحة من أجل هذا الغرض بالذات ولتكون ذات قيمة مادية، ولبيعها بأسعار ومبالغ كبيرة، حيث عمد أصحابها لتدريبها تدريبا محكما، إذ كلما كان الكبش مدربا جيدا كلما ارتفع سعره أكثر وأكثر، وقد بلغت أسعار بعض الكباش إلى أسعار خيالية تعادل أسعار السيارات، فمنها من وصل إلى 90 مليون سنتيم وأخرى 80 وأخرى 50 مليون كأدنى حد، إلى كباش بالمزاد العلني وكل من دفع أكثر كان الكبش من نصيبه، وسط إقبال مكثف من بعض الأشخاص والذين يقومون باقتناء هذه الأخيرة لغرض المصارعة بها والتباري وجني الأموال والأرباح من ورائها، حيث لم يعد اقتناء كبش لدى الكثيرين للتضحية وما يقتضيه ديننا الحنيف، بل للمصارعة به وجني الأموال من ورائه. ويبحث أغلب الأشخاص عن هذه الكباش الخاصة بأماكن محددة وولايات محددة وعند أشخاص خاصين وجدوا لهذا الغرض، إذ نجدهم بمناطق محددة على غرار ولاية تيارت والتي تشتهر بالمواشي بكل أنواعها سواء الخاصة بالعيد او غيرها التي تستعمل لغرض المصارعة والتناطح، إذ طالما كانت هذه الأخيرة مقصد الشباب في البحث عن الكباش الخاصة بالمصارعة، والتي تختار بعناية فائقة وذلك بعد رصد تحركاتها وتصرفاتها، فغالبا تختار على أساس الوحشية والمزاج الحاد التي تمتاز به إضافة إلى حدة الطباع التي تميزها عن غيرها من المواشي، فكلما كانت غير أليفة وعنيفة، كلما كانت محط أنظار من طرف هواة المصارعة إذ لا يترددون في اقتنائها والعمل على ترويضها لتكون جاهزة للصراع والنزال، حيث بات التفنن في اقتناء كبش لغرض المصارعة ملاذ الكثيرين من الأشخاص والذين يتوافدون على أكبر الاصطبلات والموالين لاختيار ما يمكن اختياره من الكباش المتوحشة والشرسة، لتصبح هذه الكباش لا يشتريها أصحابها للغرض المعروف والذي هو التضحية بها خلال عيد الأضحى المبارك، بل للمبارزة والتباري بها ولتكون أبطال في حلبات المصارعة ومحل تباهي بها بالساحات العمومية ووسط التجمعات السكنية واستعراضها للجمهور والذي لا يتوقف عن مساومتها ومحاولة معرفة أسعارها وكيفية الحصول عليها وطريقة تدريبها وما إلى غير ذلك من مظاهر طالما كانت لصيقة بهذه الظاهرة. ويعمد أصحاب هذه الكباش الخاصة بالمصارعة إلى تزيينها وتقليدها أشياء خاصة على غرار وضع الألوان بها والرايات والسلاسل وأشياء أخرى لتكون مميزة عن الأخرى ولتكون مزينة أكثر. الفايس بوك يتحول إلى فضاء لتنظيم دورات المصارعة وعن طريقة تنظيم دورات المصارعة، اضاف ذات المتحدث: يتم تنظيم الدورات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي حيث يملك العارفون في هذا المجال صفحة الفايس بوك على غرار صفحة كباش المصارعة في الجزائر للتواصل وتنظيم الجولات وبيع كباشهم وللدعاية والإعلان أيضاً . وتحتفي تلك الصفحة بكل صغيرة وكبيرة عن هذه الكباش، ويبذل أصحاب كباش المصارعة جهدا مضاعفا في بطولات التصفية للوصول إلى المرحلة النهائية التي تعلن فائزا واحدا على الميدان. وعلى غرار هذه هذه الاخيرة، فقد أضحت مصارعة الكباش تجارة مربحة للعديد من الشباب الذي يهوى هذا النوع من المنازلات ويدفع الملايين من أجل الفوز حيث أن سعر الكبش الذي يفوز بالدورة أو بطل الجزائر، كما يطلق عليه، تجد سعره قبل الدورة 8 أو 10 ملايين لكنه بعد تقديم مشوار جيد في الدورة أو الفوز بالبطولة يصبح بطل الجزائر تجد سعره يقفز أضعاف مضاعفة ويتجاوز ال50 مليونا، وهو ما يجني على صاحبه أموال طائلة في حال قرر بيعه. باب الواد تصنع الفرجة بصراع الكباش ومع بدء العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، تشهد بلدية باب الواد بالعاصمة والتي تعتبر أكبر حي شعبي من ناحية السكان حركية غير اعتيادية من ناحية صراع الأضاحي، إذ تحولت هذه الأخيرة إلى بؤرة لمثل هذه الظاهرة التي تعرف رواجا كبيرا وإقبالا منقطع النظير من طرف المتفرجين، إذ يفد إلى ساحاتها مساء العشرات من الأشخاص لأجل مشاهدة المباريات بين الكباش، والتي تعرف تجمهرا من داخل إقليم البلدية وخارجها من متفرجين إلى مشجعين في أجواء لا تخلوا من الصخب والفوضى وكأنها أشبه بمعركة او ساحة حرب، والتي تكون فيها الغلبة للأقوى، وهو ما يركز عليه كثيرون إذ يشجع أغلبهم الكبش القوي وذا التميز في الأداء. باش جراح تتحول إلى مسرح مفتوح لمصارعة الكباش وغير بعيد عن باب الوادي، وإلى حي شعبي آخر، بلدية باش جراح بالعاصمة والتي طالما كانت مسرحا مفتوحا لمصارعة الكباش، إذ تحولت ساحاتها العمومية إلى فضاء للمصارعة خلال هذه الفترة التي تسبق العيد المبارك، حيث تشهد مبارزات متتالية أثناء فترات المساء وسط إقبال منقطع النظير من صغار السن إلى كبارهم، والذين لا يتوقفون عن التشجيع والتصفيق للكبش الذي يشجعونه ودعمه والقدوم لمشاهدته يوميا ومشاهدة الكباش الآخرين التي يأتي بها أصحابها خصيصا للمصارعة والنزال بها عبر ساحات البلدية العمومية، كما خصص بعض الأشخاص بعض المساحات بالبلدية لتكون فضاءات للمصارعة، إذ تعددت وتوزعت عبر أحياء البلدية وسط إقبال من طرف الأشخاص من الأحياء المجاورة والذين لا يفوتون فرصة المشاهدة. حديقة تيتو بباب الزوار تلقى الإقبال تعرف حديقة تيتو بباب الزوار إقبالا كبيرا من طرف الزوار، ليس للتنزه وقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن الأجواء الحارة، بل لمشاهدة أجواء المصارعة بالكباش التي تجرى بها يوميا على أرضيتها، حيث تحولت هذه الأخيرة إلى مسرحا لمصارعة الكباش، وهو الأمر الذي توسع نطاقه خلال الفترة الأخيرة التي تسبق العيد المبارك، حيث تحولت هذه الأخيرة إلى ملاذ هواة مصارعة الكباش، مقابل حضور جماهيري مكثف للأشخاص القاطنين بالبلدية او الوافدين إليها من مناطق أخرى. إمام: التناطح بالكباش من المنكرات والمحرمات وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه بالمجتمع وانتشاره كظاهرة ارتبطت بعيد الأضحى المبارك، أوضح الشيخ بن حليمة في اتصال ل السياسي ، أن الكباش خلقها الله تعالى لنستمتع بها لحما طيبا ولنستفيد من جلودها، وليست للمصارعة، حيث أن بعض الأشخاص غيروا هذه النعمة وهو يستغلون الحيوان ويحرضونه على قرينه ويستعملونه للمناطحة والمصارعة، وهذا من المنكرات والكبائر حيث أن أشخاص كهؤلاء هم كقوم لوط عمدوا إلى تغيير الطبيعة واستعمال الكباش للمنكرات التي نهانا الله عنها حيث أن الكباش لم تخلق للمصارعة والتناطح بل أنعمنا بها الله لتكون من الطيبات، ومن يقومون بالعكس واستعمالها لأغراض أخرى كالمصارعة والتناطح فهي منكرات حيث يصاب الكبش بالكسور أو الجروح وأحيانا الوفاة، وهذا أمر غير جائز شرعا إذ أن تعذيب الحيوانات والتنكيل بها أمر غير مقبول شرعا، إذ ان هذه الحيوان لم تخلق للتسلية واللعب واللهو بل هي نعم الله تعالى علينا التي من بها علينا، فلا يجب استعمالها لأغراض منافية ومخالفة، إذ ما يقوم به أصحاب المصارعة والتناطح منكر وإثم مبين نهانا عنه الشرع.