مع بدأ العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك واقترانه بتلك المبارزات الحامية شرع العديد ممن تستهويهم المبارزات الحامية بين الكباش في تدريب الكباش استعدادا لخلق تلك الأجواء الحماسية قبيل العيد على مستوى المقاطعات الشعبية التي اعتادت على مثل تلك الأجواء، ولا يشعر قاطنوها بالعيد إلا من خلال تلك المبارزات التي تجمع حشدا من المواطنين من مختلف الشرائح على غرار الأطفال والشبان وحتى الشيوخ كون أن ذلك العرف ارتبط بمجتمعنا منذ أمد بعيد. يعد موسم عيد الأضحى المبارك من بين المناسبات الهامة لهواة تنظيم مبارزات الكباش التي تملأ كامل الشوارع والأزقة في أيام العيد وحتى قبله بمدة طويلة دليل ذلك شروع أصحاب كباش المبارزة في تدريب كباشهم وتهيئتها بغرض حصد الملايين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، فالفرصة لا تعوض بعد إقحام بعض الكباش التي ذاع صيتها وحملت أسماء متنوعة في تلك المبارزات التي تستهوي الجميع بدليل أن مقاطعها سجلت حتى بأشرطة "في سي دي" وبيعت وعرفت إقبالا من طرف هواة المصارعة بين الكباش . ويقوم أصحاب تلك الكباش بتهيئتها من جميع الجوانب من حيث الأكل كون أن الوزن يلعب دورا هاما فكلما خف وزنها كلما كانت أسرع وأنشط في افتكاك الفوز إلى جانب إضفائها بعض الميزات الخاصة لخطف الأنظار على غرار وضع الحناء على كامل أطرافها وهناك حتى من يلحقها بألوان الراية الوطنية وبأسماء بعض الأندية لكي تنفرد بتلك الميزات دون غيرها. اقتربنا من بعض هواة تنظيم المصارعة بين الكباش فوجدناهم في حالة تأهب قصوى من اجل خلق تلك الأجواء الحماسية وكذا جني الأموال من خلال تلك المبارزات الحامية التي تجمع حشد من المواطنين في المساحات العمومية بغرض التمتع بتلك المبارزات بين الكباش. ذلك ما أعلمنا به بعض الشبان على مستوى عدة مقاطعات شعبية على غرار المدنية، بلكور، باب الوادي... كون أن تلك المصارعات شاعت بتلك المناطق الشعبية خاصة. قال عمر: بالفعل صاحب ذلك النوع من الكباش على مستوى حيهم يقوم في هذه الأيام بتهيئة كبشه لتلك المبارزات الحامية وتدريبه لها خصيصا، بحيث قام بنزع صوفه ليظهر قوامه الطويل والجذاب ويقوم بين الفينة والأخرى بأخذه إلى إحدى الحدائق المحاذية للحي من اجل تدريبه هناك، وقال أن ذلك الكبش الذي يملكه منذ أكثر من خمس سنوات ذاع صيته في الحي وصار الكل يعرفه من خلال المبارزات التي يعقدها تزامنا مع عيد الأضحى المبارك. وفي الكثير من الأحيان هو من يفوز بالنظر إلى قوته وتصلب عضلاته وميزاته الخاصة على غرار قرونه الملتوية وخفة وزنه ذلك ما مكنه من الفوز في كل مرة، وعن تلك المبرزات قال انه يهواها فبها يظهر أن هناك مناسبة تلوح في الأفق وأضحت بمثابة العرف الملزم في مجتمعنا على الرغم من بعض إفرازاتها السلبية لاسيما عندما يحول الهدف من تلك المصارعات إلى منحى سلبي بجعلها سبيلا للقمار في حالة الربح أو الخسارة.