ولايات الشرق في صدارة الحصيلة سجلت الجهة الشرقية للبلاد أكبر حصيلة حرائق على المستوى الوطني حيث أتلفتت النيران أزيد من 30 هكتارا من المساحة الغابية، اذ تصدرت ولاية الطارف قائمة الولايات الأكثر تضررا كما كانت الخسائر جد معتبرة في عدد من المناطق الشرقية والوسطى من البلاد على غرار ولايات سكيكدة والطارف وبجاية وڤالمة وتيزي وزو وعنابة وجيجل وسطيف وكذا عين الدفلى والتي يعود سببها الى ارتفاع درجات الحرارة. من جهتها، تمكنت مصالح الحماية المدنية من التحكم في الوضع من خلال تجسيد مخطط الحملة الوقائية ضد الحرائق المسطر بغية تقليص حجم الخسائر المادية والبشرية الذي جندت له امكانيات مادية معتبرة. التهمت الحرائق المسجلة عبر ولايات شرق ووسط الجزائر ما يربو عن ال30 هكتارا من الثروة الغابية خلال الفترة الممتدة من الفاتح جوان إلى 20 أوت الجاري، حسبما أكده بالعاصمة مسؤولين في القطاع. وقدر بومسعود عبد الغني، نائب مدير حماية الثروة الغابية بالمديرية العامة للغابات، خلال ندوة صحفية منعقدة بالمركز الوطني للإعلام التابع للحماية المدنية، أن حجم خسائر الغابات بلغ 32 هكتارا وهي مرتكزة أساسا في الشرق الجزائري الذي يمثل 49 % من مجموع المساحة الغابية للبلاد التي تقدر ب4 مليون هكتار (29 % في الغرب والباقي في الوسط)، مرجعا السبب الأول والرئيسي إلى الأفراد الذين لم يحسنوا استعمال النار في أعمالهم أو تجوالهم. وشكلت منطقة الطارف أكثر الجهات تضررا، حيث يقول المسؤول أن الجزائر ضيعت كثيرا من ثروتها الغابية بما فيها الحظيرة الوطنية للقالة التي تضررت جدا، وداعا إلى الاعتبار من درس هذه السنة للاستعداد بما يكفي للأعوام المقبلة التي تقول بشأنها الدراسات، كما قال أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ستسجل ارتفاعا في درجات الحرارة وبالتالي زيادة في مخاطر الحرائق. وفي حصيلته الجزئية، تحدث بومسعود عن تسجيل 2121 حريق بمعدل 2207 تدخل 86 منها إنذار كاذب وقال إن مصالح الغابات تضم 405 برج مراقبة يؤطره ألف عون غابي، اضافة إلى 481 فرقة متنقلة للتدخل الأولي وهي مشكلة من 2500 عون يعتمدون على 2828 نقطة ماء. وهي أرقام توضح، حسب المتحدث، تفوق المساحات الغابية على الامكانات البشرية والمادية لمصلحة الغابات في الجزائر. وسجلت مصالح الحماية المدنية في نفس الفترة ما يربو عن ال2272 تدخل على مستوى الغابات والجبال والأحراش والمساحات الزراعية وبساتين النخيل ومخازن العلف، حيث تمركزت الخسائر في المناطق الشرقية والوسطى من البلاد مثل سكيكدة والطارف وبجاية وڤالمة وتيزي وزو وعنابة وجيجل وسطيف وكذا عين الدفلى بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية استلزم تجنيد 20 ألف عون حماية مدنية لتنفيذ 2272 تدخلي، حسبما أفاد به الرائد فاروق عاشور، مدير الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية. وقد ضمنت فرق الحماية المدنية 3000 تدخل في اليوم الواحد ما يعكس حجم العمل في إطار مخطط مكافحة الحرائق الذي عرف منحنى تصاعدي منذ نهاية جويلية الماضي إلى يومنا هذا، علاوة عن تسجيل حالة وفاة وإصابات في تيزي وزو وفي سكيكدة، حسب المتحدث. وأشار رئيس مكتب الوسائل العملية بمديرية العامة للحماية المدنية، بن شيخة عبد الحفيظي، من جهته، إلى أن مصالحه تحركت وفق مخطط الحملة الوقائية ضدالحرائق المسطر بغية تقليص حجم الخسائر المادية والبشرية. كما اعتمدت على مبدأ التحسيس والتوعية لصالح المواطنين والمزارعين أيضا إلى جانب تنفيذ الإجراءات الوقائية خاصة فيما يتعلق بمراقبة وصيانة العتاد على مستوى 438 وحدة عملية للحماية المدنية المتمركزة بمقربة من المحيط الغابي والتي دعمت ب22 رواقا متنقلا مشكلا من شاحنات إطفاء ومركبات وسيارات اسعاف وحافلة. وعن الصعوبات التي اعترضت عمل فرق الحماية المدنية، أوضح بن شيخة أن أول مشكل هو نقص محسوس في الممرات لتسهيل مهمةالوصول إلى أماكن الحريق، يتبعها مشكل قلة نقاط الماء التي بفضلها يمكن إخماد مصادر النيران وهو ما كان يدفع بالفرق إلى جلب الماء من أماكن تبعد بعشرة أو أكثر من الكيلومترات، ناهيك عن نقص في أبراج المراقبة التي يمكنها رصد من يجري في المحيط الغابي الواسع. وقد استفادت الولايات المتضررة من الحرائق من دعم صفوفها بوحدات من ولايات أخرى مثل ميلة وقسنطينة وورڤلة وغرداية، وقد تم إحصاء 225 حريق في كل من ولايات الطارف، سكيكدة، بجاية، جيجل وڤالمة، اضافة إلى الشريط الحدودي مع تونس علما أن مصالح الحماية المدنية سجلت تراجعا نسبيا في نشوب الحرائق خلال الأيام السبعة الأخيرة إذ لم يسجل اي حريق في مساحات تتجاوز ال40 هكتارا، وفق المصدر.