يبقى قطاع الصحة والسكان بولاية سوق أهراس، على الرغم من توفره على عديد الهياكل العاملة والمرتقب استلامها قبل نهاية السنة الجارية والجاري إنجازها، يعاني من ضعف في التأطير الطبي وحتى شبه الطبي، حسبما علم من مسؤولي ذات القطاع. وأوضح مدير الصحة، عمر بن تواتي، أنه تم هذه السنة فتح 79 منصبا للأطباء الأخصائيين تم لحد الآن تعيين 18 منهم، مضيفا بأن جهود تبذل لتوظيف واستقدام أكبر عدد ممكن من الأخصائيين. واستطرد ذات المسؤول بأن الإشكالية تطرح أيضا في مجال توفر الأعوان شبه الطبيين، وهو ما أدى إلى عدم التوازن في توزيع هذه الفئة من العمال، مؤكدا بأن هذه المصالح تعمل على إحداث توازن في مجال شبه الطبي بمختلف المؤسسات الصحية بالولاية. وأكد ذات المصدر بأن مرافق الصحة تشكل بنية تحتية لا يستهان بها تتوزع بين القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى أن جملة هذه المنشآت تستدعي فقط التسيير الراشد وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الصحية بالولاية. وأشار بن تواتي بشيء من التفصيل إلى أن ولاية سوق أهراس تزخر بمنشآت صحية لا يستهان بها، تتمثل في 3 مستشفيات كبرى اثنان بعاصمة الولاية مستشفى (ابن رشد) والمستشفى القديم، إلى جانب مستشفى (هواري بومدين) بمدينة سدراتة ثاني أكبر تجمع سكاني بالولاية. وتضاف إلى هذه المنشآت 4 مؤسسات للصحة الجوارية بكل بمقر الولاية ووحدات للصحة الجوارية بمدن كل من سدراتة وتاورة ومداوروش -حسب ذات المصدر- الذي أشار إلى أن الولاية تحصى كذلك 74 قاعة علاج و26 عيادة متعددة الخدمات، إلى جانب مرافق القطاع الخاص الذي يعتبر شريكا فعالا يتمثل في مصحتين طبيتين للجراحة و3 مراكز لتصفية الدم و3 مراكز للتشخيص والعلاج. واستنادا لذات المسؤول، فإن عدد الأخصائيين الخواص وصل إلى 57 أخصائيا فضلا عن عيادات الطب العام ب77 عيادة و45 عيادة لجراحة الأسنان، فيما يصل عدد الصيادلة الخواص إلى 117 صيدلي والوكالات الصيدلانية العام 18، منها واحدة تابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالإضافة إلى 7 عيادات للأخصائيين النفسانيين. وأفاد ذات المسؤول بأن جملة هذه المرافق ستتدعم قبل نهاية العام 2017 باستلام مركب للأمومة والطفولة بسعة 120 سرير بعاصمة الولاية ومستشفى ب60 سريرا بمدينة تاورة، فضلا عن عيادة متعددة الخدمات بمخطط شغل الأراضي رقم 9 بعدما تم استكمال أشغال إنجازها في انتظار عملية التجهيز. وفضلا عن ذلك، تم مؤخرا فتح المصلحة الجديدة لطب النساء والتوليد بسعة 60 سريرا بالمستشفى القديم لسوق أهراس والتي سمحت بتكفل أنجع بفئة النساء الحوامل -حسب السيد بن تواتي- مشيرا إلى أن سوق أهراس تعد من ضمن الولايات المحظوظة لإسْتفادتها من بعثة طبية كوبية في مجال تخصص جراحة النساء والتوليد. وبعدما أضاف بأن إنجاز هذه المرافق يندرج في إطار المخططين الخماسيين الأخيرين والبرنامج الإضافي وبرنامجي إنعاش النمو الاقتصادي والهضاب العليا، أوضح ذات المسؤول بأن وضع حيّز الخدمة لمصلحة معالجة الأورام السرطانية مكن من تجنب مشاق تنقل المرضى باتجاه ولايتي قسنطينة وعنابة للقيام بالعلاج الكيميائي والفيزيائي. وبالإضافة إلى ذلك، تم مؤخرا الشروع في إعادة بعث برنامج التوأمة بين مستشفيات ولاية سوق أهراس والمركز الاستشفائي الجامعي (ابن رشد) بعنابة، وهي التوأمة التي تسمح بتجنب مشاق تنقل المرضى إلى ولايات مجاورة والقيام بعمليات جراحية في مؤسسات الولاية. وبالتوازي مع ذلك، تم بعث خدمات قاعات العلاج التي كانت مغلقة والتي أصبحت تعمل على مدار الأسبوع بما فيها يومي الجمعة والسبت كما تم بعث عيادات متعددة الخدمات كنقاط مناوبة على مدار 24/24 ساعة والتكثيف من الزيارات التفقدية والميدانية وحتى الفجائية وذلك بغرض ترسيم انضباط وصرامة أكثر في العمل للنهوض بهذا القطاع. وقد بدأت بوادر انتعاشة حقيقية للقطاع بالولاية تتجلى لا سيما وأن مسؤولي الصحة بالولاية يراهنون على بعثه من خلال إعداد استراتيجية للقضاء على كل النقائص، وهي الاستراتيجية التي تعتمد أساسا على الهياكل الصحية وتطبيق وتجسيد تعليمات الوزارة الوصية والتكفل بالبرامج الصحية.