قطع قطاع الصحة والسكان بسوق أهراس شوطا كبيرا كغيره من القطاعات الخدماتية الحساسة، من ناحية الهياكل الإستشفائية وكذا التأطير الطبي الذي يغطي الخدمات المقدمة للمريض، إنتقل بوتيرة بطيئة نوعا ما مقارنة مع التطور السكاني المتسارع والمترامي عبر إقليم الولاية بحوالي 26 بلدية، على مستوى الهياكل الصحية الكبرى، استفادت سوق اهراس من مستشفى وأزيد من 21 عيادة استشفائية بعد أن كانت تحوز على مستشفيين وعيادة لأمراض السل غداة الإستقلال، إلى جانب 74 قاعة علاج، هذا واستفادت الولاية أيضا من 910 مليون دينار جزائري برسم البرنامج الخماسي 2010-2014 لانجاز وتجهيز المؤسسة الصحية المتخصصة في الأمراض العقلية، وكذا قاعة متعددة الخدمات بأولاد مومن، إلى جانب كلا من انجاز وحدة لحماية الطفولة والأمومة بسوق أهراس، وتهيئة أزيد من 16 قاعة علاج بالمناطق الحضرية. حاولت «الشعب» في هذا الاستطلاع أن تسلط الضوء على واقع المؤسسات الصحية بعاصمة الولاية، في ظل تعدد شكاوي المواطنين من الاكتظاظ الكبير، ناهيك عن نوعية الخدمات المقدمة على مستوى هذه الهياكل الصحية التي تتوزع بين ثلاثة مؤسسات عمومية إستشفائية، تتمثل في المستشفى القديم وسط المدينة، ومستشفى ابن رشد، وكذلك مستشفى هواري بومدين بمدينة سدراتة، إضافة إلى أربعة هياكل صحية تشرف على مجموع المصالح الصحية على مستوى بلديات الولاية ال26 ، وتتمثل في المؤسسة العمومية الجوارية بسوق اهراسالمدينة التي تشرف على 08 عيادات متعددة الخدمات، منها ثلاث بسوق اهراس، عين الزانة، ويلان، الحنانشة، المشروحة، تضم قسما للولادة، اولاد ادريس ( تضم قسما للولادة) الى جانب 28 قاعة علاج منتشرة في ستة بلديات. أما المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بتاورة فتتابع 06 عيادات متعددة الخدمات، منها خمسة تضم أقساما للولادة، تقدم إلى جانب 23 قاعة للعلاج خدمات صحية واستشفائية لسكان المراهنة، الخضارة، الحدادة والزعرورية، وفيما يتعلق بالتغطية الصحية لسكان سدراتة، بئر بوحوش، سافل الويدان، عين سلطان وخميسة، فيدخل في مجال اختصاص المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بسدراتة بمرافق صحية تتمثل في ثلاث عيادات و10 قاعات علاج، بالإضافة إلى ثلاثة عيادات متعددة التخصصات تحتوي على قسمين للولادة بكل من مداوروش و عيادة أم العظائم تتكفل بخدماتها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بمداوروش، فضلا على 18 قاعة علاج موزعة على بلديات ترقالت، مداوروش، أم العظائم، واد الكبريت، الرقوبة، الدريعة، وتيفاش. في انتظار استلام هياكل صحية جديدة تخصّ مركب الأمومة والطفولة بسوق أهراس بسعة 120 سريرا ، مركز معالجة الإدمان، ملحقة معهد باستور، جناح الاستعجالات الطبية بنفس المدينة، مركز تصفية الكلى بمداوروش، إضافة إلى مستشفى بسعة 60 سريرا بتاورة، عيادة متعددة التخصصات بسدراتة، تعزز القطاع بمجموعة منشآت تتجلى في قاعتي علاج بالدريعة وعين عبيد وواحدة بتاورة، إضافة إلى خمس مراكز صحية بكل من المراهنة وتاورة و ويلان و عين الزانة والزوابي، فضلا على الأشغال الجارية لانجاز ثلاث مراكز مماثلة في الراقوبة وسافل الويدان وترقالت. نقص التأطير الطبي عمّق مشاكل المواطنين في المقابل تسجل ولاية سوق أهراس نقصا ملحوظا في الكوادر الطبية، مقارنة بالكثافة السكانية والهياكل الصحية المتوفرة والمنتظرة سيما التخصصات الجراحية، فمن مجموع 2679 موظف، يتكون الطاقم الطبي من 58 طبيبا مختصا، وحالي 333 طبيب عام، إلى جانب 85 جراح أسنان، وما يعادل 05 صيادلة، و16 طبيبا للأمراض العقلية، وتأطير شبه طبي يوازي 1386، يؤطر هذه المؤسسات الاستشفائية وقاعات العلاج حوالي 596 طاقم اداري وتقني وخدماتي. لكن بالمقارنة مع التعداد السكاني المتزايد على مستوى الولاية، يبقى هناك عجز كبير مسجل على مستوى العديد من المؤسسات الإستشفائية، خاصة بكل من سدراتة ومداوروش فضلا عن عاصمة الولاية. في زيارة استطلاعية ل «الشعب» لبعض مستشفيات الولاية، أهم ما لاحظته تراجع الحالة العامة لأكبر المؤسسات الاستشفائية على مستوى ولاية سوق اهراس، من ناحية التجهيزات وكذا الحالة العامة لغرف المستشفيات والاقامة للمريض، خاصة مستشفى هواري بومدين بسدراتة الذي بات يعاني من ضغط رهيب على مستوى العدد الكبير للمرضى والذي في تزايد كبير مقارنة بالهياكل على مستوى هذا المستشفى التي لم تتقدم كثيرا ما عدا إعادة فتح تخصصات جديدة رغم الضيق الكبير الذي تعانيه المؤسسة الاستشفائية هواري بومدين بسدراتة، فضلا عن توجيه الحالات المستعصية على مستوى مستشفيات الولاية لسدراتة خاصة جناح الولادة الذي بات يعاني كثيرا أمام الضغط الرهيب للحالات الموجهة إليه بصورة يومية من مختلف بلديات الولاية. ينتظر أن يحل مستشفى مداوروش الضائقة الكبيرة التي تعاني منها ولاية سوق أهراس في ظل تراجع وتدهور أغلب هياكل المستشفيات القديمة، ناهيك عن الحجم الضئيل الذي بات عاجزا على استيعاب العدد الكبير من المرضى يوميا ما يستدعي في أغلب الحالات توجيه المريض إلى كلا من ولايتي قالمة وعنابة، هذا الأخير الذي أكد والي الولاية عبد الغني فيلالي أنه يعطيه أهمية بالغة في تسريع وتيرة الإنجاز لحل هذه المعضلة الصحية التي باتت تتخبط فيها ولاية سوق أهراس.