بالموازاة مع عودة أول دفعة من حجاج الجزائر إلى أرض الوطن اليوم بعد أداء الركن الخامس للإسلام بالبقاع المقدسة ،فتح المجال أمام المختصين لتقييم و انتقاد موسم حج 2017 الذي أطلق عليه إسم الكرامة معتمدين في ذلك على صور و فيديوهات تم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي ، بينما تمسكت الوصاية ممثلة في وزارة الشؤون الدينية و ديوان الحج و العمرة بالتأكيد أن اداء اعضاء البعثة الجزائرية كان متميزا لانهم لم يتخلوا عن الحجاج في اي مرحلة من مراحل التصعيد والمكوث. و مثلت زيادة حصة الجزائر من الحجاج هذه السنة إلى 36 الف حاجا تحديا كبيرا للسلطات الجزائرية التي بذلت جهودا كبيرة لتسيير معظم مراحل مناسك الحج بدءا من استقبال الحجاج في مكةالمكرمة واسكانهم وكذا التصعيد الى عرفة ثم النفرة الى المزدلفة والى منى واخيرا العودة الى مكةالمكرمة وتحضير عمليات المغادرة باتجاه المدينةالمنورة وباتجاه جدة . سيل من الإنتقادات و تعرضت وزارة محمد عيسى مؤخرا لسيل من الانتقادات بسبب غياب التكفل الامثل بالحجاج الجزائريين في البقاع المقدسة . و في السياق قال رئيس النقابة الوطنية للائمة الشيخ جلول حجيمي في حوار مع السياسي نشر مؤخرا إن حج الكرامة يستحيل ان يتحقق في ظل تكرار الاخطاء كل سنة، فنحن لازلنا بعيدين عن التكوين والتاطير المثالي، في ظل احادية اتخاذ القرار المكرسة من وزارة الشؤون الدينية التي لازالت تتعامل بدون شركاء في تسيير موسم الحج . و تسائل حجيمي مستغربا فهل من المعقول ان اكبر تمثيل نقابي لأئمة الجزائر لا يتم اشراكه في تأطير موسم الحج؟، أعتقد ان الوزارة مصرة على التعامل مع الحج بدون شريك فعلي في دوس صريح على تعليمات رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ولذلك ففي ظل وجود الخلل يكون الفشل دوما حليف موسم الحج على حد وصفه. بدوره اعتبر المستشار السابق بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي في تصريحات إعلامية أن الإهمال والتجاوزات الخطيرة التي تصاحب كل موسم حج وتلحق أضرارا بالحاج "نفسية ومادية"، وتسيء لسمعة الجزائر "أصبحت سنة مؤكدة". وتأسف المتحدث مما تشهده بعثة الحج الوطنية من سلبيات عكس باقي البعثات القادمة من مختلف أرجاء المعمورة، مرجعا مسبباتها لضعف التسيير وسوء الإدارة، حيث علق في الصدد "المؤسف أن الأمور التي تحدث تكون قبل موسم الحج وتنعكس نتائجه سلبا خلال أداء المناسك". السلطات تؤكد نجاح الموسم و أمام كل هذه الانتقادات لاتزال الوصاية ممثلة في وزارة الشؤون الدينية و ديوان الحج و العمرة متمسكة بالتأكيد أن اداء اعضاء البعثة الجزائرية كان متميزا لانهم لم يتخلوا عن الحجاج في اي مرحلة من مراحل التصعيد والمكوث. و في السياق صرح بوذراع زهير رئيس مكتب شؤون الحجاج بمكةالمكرمة إن كل العمليات كانت سهلة ويسيرة بفضل التجند الكبير والكبير جدا من اعضاء البعثة يقول بوذراع مشيرا الى الاعداد المهولة التي استقبلتها مكة وزيادة حصة الجزائر الى 36 الف حاج جعل الامر كتحدي تمثل في اسكان الحجاج على مستوى مكةالمكرمة بدون استثناء ثم عملية الانتقال الى عرفة ووصولها قبل الثانية زوالا مما اعتبره وقت قياسي في تاريخ البعثة الجزائرية . وذكر بانه نظرا لكل الصعوبات المواجهة بمنى فان اداء اعضاء البعثة كان متميزا لانهم لم يتخلوا عن الحجاج في اي مرحلة من مراحل التصعيد والمكوث حيث كانوا معهم في خيمهم بالتوجيه والارشاد مما ادخل شيئا من الطمانينة عليهم مؤكدا عدم تسجيل حالات صعب التعامل معها. بدوره نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى، أمس الاول أن يكون حجاج الجزائر "قد عاشوا جحيما في مخيمات منى بالبقاع المقدسة" ،واصفا ما نقلته وسائط إعلامية مختلفة بالكذب و البهتان. و قال محمد عيسى في منشور فايسبوكي "اليوم التقط بعض ضعاف النفس صورا لحجاج جزائريين داخل مخيماتهم، وهم في حالة غفلة عن عدسات المصورين أو في حالة نوم وسبات عميق، وبعضهم تكشّف جزء من عورته، ثم قاموا بنشر هذه الصور في فضاءات التواصل الاجتماعي دون أخذ إذن من الحجاج". 14 حالة وفاة في صفوف الحجاج الجزائريين و سجلت إلى حد الآن 14 حالة وفاة في صفوف الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة بحسب ما أكدته أرقام البعثة الجزائرية في مكةالمكرمة . و افاد بوذراع زهير رئيس مكتب شؤون الحجاج في مكةالمكرمة ان حالات الوفيات بين صفوف الحجاج الجزائريين بلغت 14 حالة وفاة طبيعية كلهم من كبار السن. وفي نفس السياق أشار إلى تواجد حاجين جزائريين اثنين (2) في مستشفى عرفة واربعة اخرين على مستوى مستشفى منى بحيث ان منهم من تماثل للشفاء.