الفريق ينوّه بالتكوين العالي لمدارس أشبال الأمة قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في ثاني يوم من زيارته إلى الناحية العسكرية السادسة مرفوقا باللواء مفتاح صواب قائد الناحية، بتدشين مدرسة أشبال الأمة بتمنراست، بعد اللقاء التوجيهي الذي جمعه بإطارات وأفراد الناحية، وتفقد بعض الوحدات المرابطة على الحدود الجنوبية لبلادنا. قال بيان لوزارة الدفاع الوطني، امس ان الفريق وبعد تدشينه المدرسة، استمع في البداية إلى عرض قدمه قائدها، ليطوف بمختلف المرافق الإدارية والبيداغوجية ومختلف المخابر، التقى بعدها مع الأشبال أين تبادل معهم الحديث مطولا، كما ألقى كلمة توجيهية تابعها جميع الأشبال على مستوى المدارس العشر الموزعة على التراب الوطني، ذكّر من خلالها بالحرص الشديد والأهمية الكبرى اللذان توليهما القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتوفير فرص متكافئة لكافة أبناء الشعب الجزائري وتعزيز المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي بهذا الصرح الجديد الذي سيُعطي قواتنا المسلحة جيلا نخبويا متشبعا بالقيم الوطنية ومعتزا بأمجاد ومآثر أسلافه الميامين: إننا نعي جيدا في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني ونسعى جاهدين، بحول الله تعالى وقوته، في ظل قيادة وتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، إلى ترسيخ معاني ثورة نوفمبر وقيمها النبيلة في ذاكرة الأجيال المخلصة الصاعدة، وتمكينها من أن تتفهم رسالة نوفمبر وأن تعي أبعادها وقداستها باعتبارها ملحمة من أعظم الملاحم وأرفعها شأنا وأزكاها ذكرا وأقربها إلى أفئدة الجزائريين، فهي مدعاة للتمجيد يحق لجيشنا اليوم وكل يوم، الافتخار بامتداد جذوره إلى صانع هذه الملحمة، جيش التحرير الوطني، وستبقى جذوة هذا الافتخار ساطعة ومتألقة، سطوع الدور الريادي الموكل لجيشنا الوطني الشعبي في إطار ما خول إليه من مهام. فمن هذا المنطلق تحديدا، فإنه يصبح من الطبيعي، بل من الحتمي، أن تعود ذاكرة الجزائريين، لاسيما فئة الشباب منهم، إلى ماضي بلادهم الخالد ويستمدوا منه زادا معنويا أعرف أنه دافقا ولا يضاهى، بما يعينهم، يقينا، على مواجهة، بل التغلب على كافة التحديات والصعوبات ومواصلة دربهم بكل أمل وتفاؤل وطموح، نحو الإسهام الجاد والمجدي في بناء مستقبل وطنهم. فتاريخ الجزائر الذي نعتز به اليوم أيما اعتزاز، لم يأت كما يعلم الجميع إلا بفضل هؤلاء الرجال الصناديد والميامين الذين ضحوا بحاضرهم من أجل مستقبل الجزائر، وهم يرون حينها أن هذا المستقبل، ينبغي له أن يكون مشرقا وواعدا، ويتعين عليكم أنتم اليوم أن تعتقدوا جازمين، بأن مستقبل الجزائر ينبغي له أن يكون متوافقا تمام التوافق مع تاريخها الوطني القدوة بل المعجزة. اعلموا، أن بلادكم الجزائر بفضل ثورتها الخالدة وتاريخها الوطني الحافل بالأمجاد والبطولات، قد استطاعت أن تضع بصمتها وبوضوح على صفحات التاريخ الإنساني المعاصر، وأن تدون بحروف من ذهب، قدرة الإنسان على تغيير مجرى الأحداث التاريخية، وعلى إعادة توجيهها وصياغتها وفقا لتطلعاته الشرعية وطموحاته المشروعة، وسيبقى التاريخ الإنساني يحفظ في ذاكرته، دون شك، وباعتزاز شديد عظمة الجزائر وشعبها وثورتها الشعبية المظفرة، ويخلد بطولات من صنعوها، ويثني على الدور الريادي الذي ساهمت من خلاله هذه الثورة المجيدة، في نشر وتعميم مُثلَ الحرية والسلم عبرالعالم . وذكر الفريق بالنتائج الباهرة التي تحققها مدارس أشبال الأمة كل سنة في شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، ما يؤكد نجاعة هذا الدرب الدراسي والتكويني في تخريج إطارات شابة كاملة التأهيل، مثلما يحرص على ذلك فخامة السيد رئيس الجمهورية: إن طموح الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، في تدعيم ركائز قوته اعتمادا على عقول وسواعد أبنائه، هو طموح لا حدود له، ومن وحي هذا الطموح فإننا بقدر ما نثمن النتائج الجيدة المتحصل عليها من طرف أشبال الأمة خلال السنوات الأخيرة، فإننا ندعوكم أنتم اليوم بأن تجعلوا من هذه النتائج الباهرة المحققة من طرف نظرائكم الأشبال، قدوة لكم تحفزكم على أن تجعلوا من هذه المدرسة أيضا، مثالا طيبا يحتذى به، حتى تكون كافة مدارس أشبال الأمة اليوم، على غرار مدارس أشبال الثورة بالأمس، مشتلة حقيقية لتخريج قدرات شابة مستوفاة الوعي والإدراك، وكاملة التأهيل ومعتزة بتاريخها الوطني، كما يحرص على ذلك المجاهد فخامة السيد رئيس الجمهورية، الذي يسعى دوما إلى إيجاد المحيط المناسب الذي يتشبع من خلاله الشباب الجزائري بقيم ومبادئ تاريخه الوطني، فتجسيدا لهذه التوجيهات، نبذل في الجيش الوطني الشعبي قصارى جهودنا حتى نجعل من رصيدنا التاريخي مصدرا أساسيا من مصادر توعية الأفراد وتحسيسهم بثقل المسؤولية التي يتحملونها، ومن ذات التوجيهات تم ترسيم مادة التاريخ كمادة رئيسية ودائمة ضمن برامج منظومتنا التعليمية والتكوينية. ومن أجل بلوغ هذه المرامي الطموحة والمشروعة، فإنني أنتهز مرة أخرى هذه المناسبة الكريمة لأدعوكم وأدعوا الجميع من خلالكم إلى بذل الكثير من الجهد الدؤوب والكثير من العمل المتفاني، بما يستجيب لتحقيق النتائج المرغوبة وترسيخ النهج التعليمي والتكويني والانضباطي والنفسي والمعنوي، الذي نريده، وأعيد ذلك مرة أخرى، قلت، نريده بأن يكون مثالا طيبا يقتدى به مستقبلا .