تزايدت المخاوف، على أعتاب بداية الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر 2017، من سيطرة طيف المال السياسي او ما يعرف اصطلاحا ب الشكارة على حساب البرامج والافكار، خصوصا بعد اعتراف رئيس الهيئة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، عبد الوهاب دربال، بصعوبة مراقبة هذه الظاهرة لأن المال الوسخ يضخ، حسبه، في الانتخابات بطرق يصعب تقييمها ورصدها. واعترف دربال على هامش زيارته إلى ولاية برج بوعريريج، أمس الأول، حينما سئل عن ضخ المال الوسخ في الانتخابات، بصعوبة مراقبة الأمر ومواجهة هذه الظاهرة التي أساءت للعمل السياسي في الجزائر، لأن المال الوسخ يضخ، حسبه، في الانتخابات بطرق تصعب تقييمها ورصدها، كونها لا تستند لوثائق ومحاسبة إدارية، وأضاف أن ما هو ممكن مراقبته سيتم مراقبته وما لا يمكن مراقبته من المستحيل منعه. وتحوّل المال السياسي، أو ما بات يصطلح عليه الشكارة ، إلى كابوس حقيقي يطعن في مصداقية العمليات الانتخابية، مثلما تحوّل إلى عامل نفور الناخبين من صناديق الانتخاب، مثلما يؤكده العديد من المراقبين وحتى السياسيين أنفسهم. هذا الطيف الذي لف تشريعيات ماي 2017 والمحليات التي قبلها في 2012 مرشح بأن يكون متجسدا في المحليات المقبلة، وما زاد من مخاوف تغوّل شبح الشكارة ، بحسب سياسيين كثر، هو قانون الانتخابات الأخير الذي قيّد ترشح الأحزاب ما يتيح فرصا لرجال المال لشراء التوقيعات وقوائم المحليات وحتى الاصوات على المستوى المحلي في ظل الازمة المالية التي تتخبط فيها بلادنا. وفي نظرة إلى الاحزاب التي تتأهب للإعلان عن قوائمها الرسمية نهاية هذا الاسبوع، نجد طفو احتجاجات القواعد النضالية على السطح، اين ثار المناضلون في احزاب مثل جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم والارسيدي وحزب العمال والحركة الشعبية ضد قوائم المحليات وقالوا إنها فتحت الباب امام تغول اصحاب الشكارة والمتجولين السياسيين على حساب المناضلين الحقيقيين الذين تم إقصاؤهم من الترشح أو وضعهم في مراتب متدنية لا تليق بالسنوات الطويلة التي قضوها في النضال السياسي، علما أن 75 بالمائة من المترشحين للمحليات المقبلة بدون مستوى دراسي ما جعل مختصين يدقون ناقوس الخطر ويتوقعون أميارا عاجزين عن طرح حلول علمية لمشاكل المواطنين. ومن هذا المنطلق توقع محللون سياسيون هزيمة ثانية للعمل السياسي في الجزائر بعد هزيمة التشريعيات، بحكم أن الاحزاب السياسية المعتمدة لم تستخلص شيئا من درسها، حيث خذلهم الناخبون وذهبت أموال العديد منهم في مهب الريح، نظرا للعزوف الكبير المسجل في صناديق الاقتراع.