يبدو ان توقف عديد المقاولات النشطة في غدة قطاعات على غرار النجارة و البناء عن اشغالها بسبب قلة المشاريع التنموية الموزعة في الآونة الأخيرة والتي مسّت في مجملها العديد من القطاعات الهامة المعنية بسياسة التقشف فيما تبقى مجموعة قليلة من المقاولات صامدة رغم متاعبها المالية الكثيرة لاسيما التأخر الرهيب في تسوية وضعيتها على مستوى بعض المصالح الإدارية منذ عدة أشهر، حيث تجد صعوبة في دفع المستحقات المترتبة عن مزاولة نشاطها ما اجبرها لاحالة العديد من العمال على البطالة وهو مارواه العديد من الشباب الذين التقتهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. المقاولون في مواجهة كابوس التقشف باتت أغلب ورشات البناء متوقفة خلال الفترة الأخيرة ، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء بمختلف أنواعها ،حيث وصلت إلى مستويات خيالية وقياسية ، ما جعلها تحول دون استكمال أغلب المشاريع وإصابتها بالشلل التام ، وهو حال أغلب الورشات والتي باتت مجرد هياكل دون روح لتوقف الإنجاز وأشغال البناء بها امتدادا إلى شبح البطالة الذي بات يهدد أغلبية الموظفين بتوقف المشاريع والمنشآت. حيث تسبب غلاء أسعار مواد البناء في شل أغلب الورشات عبر الوطن ،والتي باتت مجرد هياكل منتصبة تفتقد لتلك الحركية المتمثلة في أشغال البناء والإنجاز التي لا تنتهي إلا عند حد معين وهو استكمال الأشغال وتسليمها ، حيث باتت هذه الأخيرة متوقفة بسبب الزيادة في الأسعار التي ألهبت أغلب مواد البناء ، ليقف القائمون على هذه الورشات عاجزين عن استكمال المشروع المسطر وإتمام إنجازه ، بسبب الارتفاع الفاحش الذي يضرب مواد البناء بمختلف أنواعها ، على غرار الرمل بمختلف أنواعه ، والإسمنت والذي لا يعرف استقرارا بتهاوي أسعاره تارة وارتفاعها تارة أخرى ، ناهيك عن المواد الأخرى مثل الآجر وغيرها من الأمور والتي لا يستغنى عنها أثناء البناء ، ليشكل الأمر عائقا كبيرا يحول دون الإفراج عن شتى المشاريع ، التي باتت تواجه هذه العوامل المتعلقة بارتفاع الأسعار والي بات الشبح الذي يهدد استمرارها واستكمالها ، ومن جهته تشهد مادة الحديد ارتفاعا محسوسا في الأسعار، إذ قفزت أسعاره إلى مستويات خيالية وبشكل مذهل ، ما حال دون استكمال العديد من المشاريع والمنجزات المختلفة ، والتي كان ارتفاع أسعار الحديد الخيالية سببا في توقفها إلى إشعار غير مسمى ، إذ عرف سعر الحديد التهابا مشهودا غير مسبوق ما أعاق استكمال العديد من المنشآت والمنجزات ، والتي يعتبر الحديد أساسا لها حيث يعتمد عليه في الهياكل القاعدية وأساسا لأي منشأة أو مشروع ما ، ليدفع بأصحاب المشاريع توقيف الإنجازات بسبب ارتفاع أسعار الحديد القياسية والتي التهبت مؤخرا معجزة بذلك معظم الأشغال بالورشات. ورشات النجارة مهددة بالغلق وبعد مادة الحديد والمواد الأساسية الأخرى الخاصة بأعمال البناء و المنجزات الكبرى ، هاهي ورشات النجارة تواجه مصير الركود المماثل ، حيث عرفت مادة الخشب تدهورا واختلالا كبيرين من ناحية الأسعار والوفرة والإنتاجية ، حيث شهدت الأسعار ارتفاعا فاحشا، واضطر هذا الوضع العشرات من المستوردين ومالكي ورشات النجارة إلى وقف نشاطهم بشكل مؤقت وتسريح المئات من العمال، العينة من سوق مدينة القليعة الشهير الذي يعتبر الملجأ الأول لسكان ولايات الوسط، أين شهدت أسعار غرف النوم وباقي الأثاث المنزلي ارتفاعا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة أين قفز السعر بأكثر من 60 بالمائة، بحسب عدد من المتعاملين في المجال، ومنذ إدخال مادة الخشب ضمن رخص الاستيراد، عرف السوق ندرة حقيقية خاصة وأن الإنتاج الوطني من الخشب ضعيف وهذه المادة أساسية في مجال البناء وفي مجال الأثاث والتجهيزات المنزلية، وبحسب شهادة العديد من مالكي ورشات النجارة، فإن نشاطهم تقلص بشكل كبير إلى درجة أنهم اضطروا إلى تسريح بعض العمال تخفيفا للأعباء المالية فيما أكد البعض الآخر توقفهم عن النشاط وتصفية عملهم نظرا للعراقيل التي أصبحوا يواجهونها بشكل يومي، وبحسب شريف بعزيز، رئيس اللجنة الوطنية لقطاع الأثاث، فإن العديد من المصانع أغلقت حاليا بسبب نقص المادة الأولية، كما أن ورشات كثيرة توقفت وباع أصحابها معداتهم بعد توقف نشاطهم منذ 3 أشهر بسبب الأعباء الكثيرة منها الكراء ومستحقات العمال والضرائب وغيرها، وفي هذا الصدد يضيف احد العمال الذين احيلوا على البطالة بسبب توقف الورشة التي يعمل بها اعيش حاليا وضعا مزريا بسبب توقف العديد من ورشات النجارة و ذلك جراء ارتفاع اسعار الخشب وها انا حاليا اتخبط من اجل اعالة عائلتي خاصة و ان ابنائي كلهم صغار و متطلباتهم كبيرة ندرة الخشب تجمد نشاط نجارين بقسنطينة هذا و يعاني نجارو بلدية حامة بوزيان من نقص في الخشب وارتفاع أسعار جل المواد الأولية في السوق، ما دفع بمجموعة من أصحاب الورشات إلى التوقف عن العمل، في وقت يتخوف زملاؤهم الآخرون من مواجهة نفس المصير في حال تواصل المشكلة. وذكر عدد من أصحاب ورشات النجارة وصناعة الأثاث المنزلي بحامة بوزيان، بأن المشكلة ظهرت خلال الشهرين الأخيرين فقط، حيث يقول أحد النجارين القدماء بالحامة، بأنه تفاجأ عندما اتصل به تاجر جملة من قسنطينة، اعتاد أن يقتني من عنده الخشب لصناعة المقاعد، وطلب منه أن يتقرب منه لتسوية الحسابات بينهما ويشحن كميات الخشب التي ظل يخزنها لديه، لأنه قرر التوقف عن العمل بسبب الندرة الناجمة، عن تقليص رخص الاستيراد، التي أصبحت تجدد مرة كل ستة أشهر عوضا عن مرة في الثلاثة أشهر، مثلما كان معمولا به في وقت سابق، ما جعل الممونين بهذه المادة يمتنعون عن بيع المخزون القديم من الخشب في انتظار ارتفاع أسعاره بشكل كبير في السوق لطرحه وتعويض الخسائر نظرا للإجراءات الجديدة، بحسب ذات المتحدث وأضاف نفس المصدر، بأن المشكلة تهدد بتأخير إنهاء مشاريع إنجاز العمارات أيضا، موضحا بأنه استفاد من صفقة مناولة لإنجاز الأبواب والنوافذ لمشروع عمارات بولاية مجاورة، لكن ندرة المادة الأولية وارتفاع أسعارها دفعه إلى التوقف، لأنه لم يعد يستطيع توفير ما يكفي من الأخشاب بسبب ندرتها، كما وجد نفسه مضطرا إلى مراجعة قيمة الأشغال مع المقاول المنجز للمشروع. وأضاف نفس المصدر بأن ورشته تضم 7 عمال دائمين، بالإضافة إلى 5 عمال مؤقتين يلجأ إليهم من حين لآخر من أجل إتمام أشغال الدهن بالبرنيق وبعض الأشغال النهائية، لكنه وجد نفسه اليوم في حرج كبير لأنه لم يعد قادرا على تحمل جميع التكاليف المذكورة، في مقابل طلب متزايد من تجار التجزئة، حيث اضطر إلى تقليص الكميات التي يزودهم بها من أجل تلبية أكبر قدر من الطلبيات. وذكر لنا صاحب ورشة أخرى ببلدية الحامة، بأن المشكلة جعلت معدل نشاطه يتراجع كثيرا إلى أن توقف عن العمل على غرار عدد كبير من زملائه، في حين قال إن المشكلة أشد وطأة على أصحاب الورشات الذين يستأجرون أماكن نشاطهم، مشيرا إلى أنه سمح للسائق الذي يعمل لديه في قيادة شاحنته المخصصة لتوصيل ما يصنعه، بأن يقوم بنقل السلع لأصحاب الورشات والتجار مقابل أجرة يقتسمها معه مناصفة، في انتظار وضع حل للمشكلة المطروحة. شبح البطالة يهدد المئات من العمال هذا وقد تسبب نقص المواد الأولية وارتفاع أسعارها، في مشكل عويص من نوع آخر ، ألا وهو البطالة ، والتي باتت تهدد أغلب العمال عبر الورشات بمختلف أنواعها وشعبها ، إذ خرج العشرات منهم إن لم يكن المئات من مناصبهم وأحيلوا إلى البطالة بسبب ما تشهده الورشات من تدهور حاد و تقهقر وتراجع من ناحية الإنتاج و المردودية ، سواء في ورشات البناء أو النجارة وغيرها من الورشات الأخرى والتي تشهد شللا كبيرا وحالة من الركود والجمود والذي بات ديكورا يلازمها ، ما نتج عنه تسريح أغلب العمال والاستغناء عن خدماتهم إلى أجل غير مسمى عله تتحسن الأوضاع وتعود إلى نصابها وإلى ما كانت عليه سابقا ، وقد تخلى أغلب أصحاب الورشات والخاصة بالنجارة عن خدمات عمالها ، وذلك لعجز هذه الأخيرة عن توفير المقابل المادي لدفع مستحقات العمال وتقهقر ظروف العمل التي تحكمها ندرة الخشب ومشكل منع استيراده الذي سبب اختلالا كبيرا للورشات إضافة إلى ارتفاع بعض الأسعار التي من شأنها ضمان سير عمل الورشات ، ليجد البعض من أصحاب الورشات من توقيف نشاطاهم حلا بديلا لغاية تحسن الوضع ما نتج عنه أيضا تسريح العمال وإحالتهم على البطالة متحملين بذلك أعباء ثقيلة على عاتقهم ، وخاصة بالنسبة للذين يعيلون عائلات ، ولم يقتصر الأمر على ورشات النجارة فحسب ، ليمتد إلى ورشات البناء والتي عصفت البطالة بأغلب عمالها ، وتسببت في إيقافهم عن العمل وخاصة أن ورشات البناء شهدت عجزا ملحوظا في أشغال البناء ، ليجد العمال وعلى رأسهم البناءون ومساعديهم من البطالة مكانا لهم في انتظار الإفراج عن هذا وذاك وعودة المياه إلى مجاريها. مسدور:البطالة مصير 30 بالمائة من العمال بسبب التقشف وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على العديد من القطاعات على غرار البناء والنجارة أوضح فارس مسدور خبير اقتصادي في اتصال ل السياسي أن معظم العمال سرحوا ، حيث أن أغلب الورشات بمختلف أنواعها امتصت البطالة ووظفت أغلبية الشباب ،غير أن التضييق الجبائي على السلع ونقصها أثر على المردودية الإنتاجية ، وقد أحدثت كل هذه العوامل شرخ بنسبة كبيرة في سيرورة العمل بالورشات ، إذ أن أغلبها مهدد بالتوقف والركود والعمال مهددون بالبطالة وهناك غلق بطريقة غير مباشرة ،وعجز ملحوظ في هذا القطاع ، إذ أن المقاولاتية والأشغال العمومية تصل إلى 30 بالمائة من الطاقة العاملة وهو ما جعل ما يقارب 30 بالمائة من الشباب يفقدون مناصبهم بهذه القطاعات. بولنوار: توقف الاستيراد يعيق عمل ورشات النجارة وفي ذات السياق أوضح الطاهر بولنوار رئيس جمعية اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين في اتصال للسياسي أن هناك العشرات من ورشات النجارة توقفت عن نشاطاتها متسببة في تسريح عدد كبير من العمال ، وهذا راجع إلى أن هذه الورشات تأثرت بقرار توقيف استيراد المادة الأولية التي هي الخشب ، حيث أن الورشات أغلقت أبوابها ، بسبب ندرة ونقص المادة الأولية التي هي أساس الصناعة في ورشات النجارة ، ونحن نطالب بأن يرفع هذا القرار لتشجيع الورشات على العمل ، حيث أن توقف الاستيراد عثر الورشات وعطلها والعديد من أصحاب ورشات النجارة عاجزون عن تسيير ورشاتهم. ومن جهته أضاف كمال عزوق ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بولاية البليدة في اتصال للسياسي أن المنتوج قل وارتفع ثمن الأسعار بالسوق وأصحاب الورشات مستهلكون أيضا ، إذ تقلص إنتاجهم بسبب غلاء الخشب وهناك نقص فادح في الخشب كما أنه مفقود ، وهذا الأمر كان متوقع قبلا ، و الورشات كانت عرضة للتوقف بسبب نقص المادة الأولية ومنع الاستيراد ، كما ان المادة الأولية والتي تستعمل في الصناعة غير متوفرة لأن أغلبها مستوردة وهذا ما سبب ضررا ملحوظا وقد توقفت أغلب الورشات ، على غرار ورشات النجارة التي عرفت تراجعا ملحوظا في الإنتاج كما ان أسعار الأثاث ارتفع بنسبة 40 بالمائة.