ندرة الخشب تُجمد نشاط نجارين بقسنطينة يعاني نجارو بلدية حامة بوزيان من نقص في الخشب وارتفاع أسعار جل المواد الأولية في السوق، ما دفع بمجموعة من أصحاب الورشات إلى التوقف عن العمل، في وقت يتخوف زملاؤهم الآخرون من مواجهة نفس المصير في حال تواصل المشكلة. وذكر عدد من أصحاب ورشات النجارة وصناعة الأثاث المنزلي بحامة بوزيان، بأن المشكلة ظهرت خلال الشهرين الأخيرين فقط، حيث يقول أحد النجارين القدماء بالحامة، بأنه تفاجأ عندما اتصل به تاجر جملة من قسنطينة، اعتاد أن يقتني من عنده الخشب لصناعة المقاعد، وطلب منه أن يتقرب منه لتسوية الحسابات بينهما ويشحن كميات الخشب التي ظل يخزنها لديه، لأنه قرر التوقف عن العمل بسبب الندرة الناجمة، عن تقليص رخص الاستيراد، التي أصبحت تجدد مرة كل ستة أشهر عوضا عن مرة في الثلاثة أشهر، مثلما كان معمولا به في وقت سابق، ما جعل الممونين بهذه المادة يمتنعون عن بيع المخزون القديم من الخشب في انتظار ارتفاع أسعاره بشكل كبير في السوق لطرحه وتعويض الخسائر نظرا للإجراءات الجديدة، بحسب محدثنا. وأضاف نفس المصدر، بأن المشكلة تهدد بتأخير إنهاء مشاريع إنجاز العمارات أيضا، موضحا بأنه استفاد من صفقة مناولة لإنجاز الأبواب والنوافذ لمشروع عمارات بولاية مجاورة، لكن ندرة المادة الأولية وارتفاع أسعارها دفعه إلى التوقف، لأنه لم يعد يستطيع توفير ما يكفي من الأخشاب بسبب ندرتها، كما وجد نفسه مضطرا إلى مراجعة قيمة الأشغال مع المقاول المنجز للمشروع. وأضاف نفس المصدر بأن ورشته تضم 7 عمال دائمين، بالإضافة إلى 5 عمال مؤقتين يلجأ إليهم من حين لآخر من أجل إتمام أشغال الدهن بالبرنيق وبعض الأشغال النهائية، لكنه وجد نفسه اليوم في حرج كبير لأنه لم يعد قادرا على تحمل جميع التكاليف المذكورة، في مقابل طلب متزايد من تجار التجزئة، حيث اضطر إلى تقليص الكميات التي يزودهم بها من أجل تلبية أكبر قدر من الطلبيات. وذكر لنا صاحب ورشة أخرى ببلدية الحامة، بأن المشكلة جعلت معدل نشاطه يتراجع كثيرا إلى أن توقف عن العمل على غرار عدد كبير من زملائه، في حين قال إن المشكلة أشد وطأة على أصحاب الورشات الذين يستأجرون أماكن نشاطهم، مشيرا إلى أنه سمح للسائق الذي يعمل لديه في قيادة شاحنته المخصصة لتوصيل ما يصنعه، بأن يقوم بنقل السلع لأصحاب الورشات والتجار مقابل أجرة يقتسمها معه مناصفة، في انتظار وضع حل للمشكلة المطروحة. وتابع محدثنا بالقول أن قيمة ارتفاع أسعار الخشب في سوق الجملة تتراوح بين 60 و80 دج للمتر الواحد، حيث تقلص هامش الربح في المقعد المنزلي الواحد بالنسبة إليه من ألف دينار إلى 300 دج بالنسبة لأصحاب الورشات.نبه محدثونا إلى أن حامة بوزيان تحولت إلى قطب لصناعة الأثاث والمنتجات الخشبية، حيث يقصدها تجار التجزئة من مختلف ولايات الوطن، بما فيها ولايات الجنوب على غرار بسكرة وبشار ووادي سوف، مضيفين بأن البلدية تضم أكثر من 500 ورشة توظف الواحدة منها بين ثلاثة وأربعة عمال على الأقل من شباب البلدية، أي أن ما يقارب الألفي مواطن يعيشون على هذا النشاط، ومنهم نسبة كبيرة من المتزوجين الذين يعيلون عائلات، فضلا عن المئات من المحلات التجارية بولاية قسنطينة، التي يزودها نجارو الحامة بالسلع المختلفة، لكن محدثينا أكدوا بأن المشكلة مست مناطق أخرى من الوطن معروفة بصناعة الأثاث على غرار البليدة. وأوضح لنا المعنيون بالمشكلة بأنهم فكروا بعقد لقاء مع بعضهم لطرح المشكلة ومناقشتها، في وقت تعذر علينا الاتصال باتحاد النجارين للولاية من أجل الحصول على تفاصيل أكثر. ويذكر بأن نجاري بلدية حامة بوزيان ينتظرون إلى اليوم تخصيص فضاء لهم بمنطقة النشاطات لممارسة عملهم بعيدا عن التجمعات السكنية.