حظي ما يزيد عن 20 طفلا تم جلبهم من مختلف مناطق ولاية بومرداس، بجولة على سطح وفي أعماق البحر اكتشفوا من خلالها التراث والآثار والمعالم المغمورة التي يكتنزها شاطئ مدينة دلس. وتمكن هؤلاء الأطفال (12سنة) خلال هذه الرحلة الاستكشافية بعد تجهيزهم بالمعدات الأساسية للغوص مرفوقين بغواصين محترفين المنظمة ضمن فعالية اليوم التحسيسي حول أهمية الحفاظ على الحياة في أعماق البحري، من الإطلاع على ما يكتنزه شاطئ مدينة دلس الغني بالآثار والمخلفات والنباتات البحرية التي اكتنزها على مر العصور والحضارات التي عايشت المنطقة. وتم تلقين الأطفال في هذه التظاهرة التي أشرفت على تنظيمها جمعية دلفين المتخصصة في المجال بالتعاون مع المتحف العمومي الوطني البحري وبالتنسيق مع الفيدرالية الوطنية للإنقاذ والإسعاف ونشاطات الغوص البحري ومديرية الثقافة من خلال النصائح التي قدمت لهم أهمية الحفاظ على هذا التراث البحري النادر ومكانته السياحية الكبيرة. وتضمنت الفعالية كذلك تقديم مداخلات بشكل مبسط للأطفال تناولت أهمية التراث المغمور في أعماق البحار وكيفية الحفاظ عليه من طرف أخصائيين ينتسبون إلى المتحف العمومي الوطني البحري، إلى جانب تنظيم خرجات إلى مختلف سواحل مدينة دلس حيث تم تقديم تمارين تطبيقية للأطفال حول كيفية الغوص في الأعماق متبوعة بغوص تجريبي لعدد من الأطفال. كما تم بالمناسبة، زيارة والإطلاع على مقر جمعية دلفين المتواجد بميناء دلس القديم والمتحف البحري للجمعية وحضور معرض لمختلف المعدات البحرية المستعملة في الغوص في أعماق البحر التي تتوفر عليها الجمعية، لتختتم الزيارة بتوزيع مطويات وألبسة وهدايا على الأطفال. وذكر رئيس جمعية دلفين ، نور الدين مقراني، بأن هذه الفعالية تندرج ضمن مشروع طموح بعنوان السياحة الثقافية تسهر على تنفيذه الجمعية منذ سنوات بالشراكة مع وزارة الثقافة ويهدف إلى إستكشاف المواقع الأثرية والتراثية في أعماق البحر وتقديم مقترحات للجهات المعنية حول كيفيات المحافظة عليها. ومن بين أهم ما تهدف إليه هذه التظاهرة، إستنادا إلى مقراني، تطوير السياحة البحرية وتنشئة الأطفال على حب هذا الفضاء العجيب والمبهر، وكذلك إبراز أهمية التراث المغمور في أعماق البحار الذي يعكس التاريخ والهوية الحضارية للمنطقة خاصة بسواحل مدينة دلس. تجدر الإشارة إلى أن جمعية دلفين لدلس التي تأسست سنة 1994 تضم نحو 500 منخرط في مختلف الأعمار، وتهدف بالأساس إلى تكوين غواصين محترفين ومسعفين بحريين وتنمية مجال حماية التراث والبيئة البحرية. وفي هذا الإطار تقوم الجمعية، حسبما أفاد به مقراني، بتكوين في مقر الجمعية نحو 100 شخص سنويا في تخصصات الغواص ومدربين غواصين وفي الإنقاذ البحري في فترات زمنية مختلفة حسب مختلف المستويات، وتسلم للمخرجين شهادات تخرج معترف بها وطنيا ودوليا. وتملك كذلك هذه الجمعية النشطة على مدار السنة في مجالات تخصصها، متحفا بحريا ثريا بمكوناته أسسته الجمعية بسواعدها الخاصة على مدار السنوات الماضية. ومن بين أهم ما يضمه هذا المتحف الذي أصبح محل زيارة العديد من الفضوليين من مختلف ولايات الوطن، يضيف رئيس الجمعية، أسماك وكائنات بحرية تعيش في قاع البحر ونباتات بحرية نادرة وحفريات وأصداف بحرية، إلى جانب مكتبة علمية في المجال.