أنجزت جمعية نوتيلوس المتخصصة في البيئة وأعماق البحار بدلس (شرق بومرداس) عددا من المشاريع المبتكرة لحماية البيئة البحرية وأعماق البحر تستحق التثمين. وتجلب هذه المبتكرات المعروضة في إطار الصالون الوطني للنوادي الخضراء وحماية البيئة للشباب الذي إنطلقت ببومرداس فضول عدد كبير من الزوار وتتمثل أبرز هذه الابتكارات وفقا لعميروش عادل رئيس اللجنة العلمية بهذه الجمعية في مشروع أكياس القمامات التي يتم صنعها انطلاقا من الفضلات الحديدية والبلاستيكية والأسلاك وتطلى بشكل متجانس مع الطبيعة البحرية. وأشار عميروش إلى أن الجمعية شرعت منذ فترة في إنجاز هذه الأكياس بإمكانياتها الخاصة وتم وضع عدد معتبر منها بشواطئ دلس وأعفير لجمع الفضلات التي يقوم برفعها أعضاء الجمعية المتطوعين بالتعاون مع أعوان النظافة لبلدية أعفير. ويتمثل المشروع الثاني المعروض في جناح الجمعية في عملية إعادة غرس بعمق البحر لنبتة بوسيدونيا أوسيانيكا التي هي في طور الانقراض بسبب عدة عوامل أبرزها التلوث في أعماق البحار. وذكر نفس المصدر بأن هذه التجربة الفريدة من نوعها وطنيا تتمثل في قيام غواصي الجمعية وعددهم عشرة بنزع هذه النبتة من شاطئ منطقة سيدي سليمان ببلدية أعفير وإعادة غرسها بشاطئ صالين بدلس الذي انقرضت فيه في السنوات الأخيرة وأصبح القاع رملي خال من كل عوامل الحياة. وتم الحصول على نتائج مبهرة بعد عام من بداية التجربة، يضيف المصدر حيث عادت الحياة والاخضرار لعمق البحر وعادت مختلف الكائنات الضرورية (الأسماك) لتكوين دورة حياة طبيعية وكاملة بأعماق البحر في المنطقة. واهتمت الجمعية بهذه النيتة نظرا لدورها الهام في الحياة البحرية حيث تنتج حوالي 14 لترا من الأوكسجين في المتر المربع في اليوم و تلعب دورا هاما في كسر الأمواج الكبيرة والتقليص من قوتها إضافة لإمكانية استغلالها كأسمدة في الفلاحة بعد تلفها ولفظها بفعل الأمواج للشاطئ. يذكر أن جمعية نوتيلوس المتخصصة في الدراسات والأبحاث العلمية ونشاطات أعماق البحار تأسست سنة 2010 بمدينة دلس وانتقلت مؤخرا للنشاط بمدينة أعفير المجاورة بفضل المساعدة التي تلقتها من البلدية التي منحتها مقرا وكل التسهيلات. وتهدف الجمعية إلى حماية البيئة وإثراء الوسط الحيوي البحري وتكوين الشباب المتطوع في المجال وتكوين غواصين أصدقاء للبيئة وزرع ثقافة الحفاظ على البيئة وعلى منطقة ميزرانة الغابية الجميلة والغنية بمكوناتها الطبيعية المتنوعة.