- طرائف وتجاوزات في الأسبوع الثاني للحملة - الحملة الانتخابية تدخل أسبوعها الثالث والأخير تميزت الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر الجاري، منذ بدايتها، بمختلف الخطابات السياسية للمترشحين التي تميل إلى التذكير، في معظمها، بإيديولوجية وفلسفة الحزب ومواقفه السياسية، بدل التركيز على تقديم مقترحات للحلول التي تتماشى مع المشاكل المعاينة على المستوى المحلي، كما لم تخل هذه الأخيرة من تسجيل مختلف التجاوزات والمهازل والطرائف التي طبعت الحملة الانتخابية. وعلى سبيل المثال، بقيت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، وفية للطابع المميز لخطاباتها وللطروحات المتبناة من طرف تشكيلتها السياسية، التي أشارت من خلالها إلى الوضعية التي تعيشها البلاد والتي لا يمكن أن تتغير دون إرادة سياسية قوية، موضحة أن سياسة التقشف التي تم إدماجها في قانون المالية القادم أكبر دليل على ذلك، حيث سيتسبب دخول هذا القانون حيز التنفيذ في نزيف للطبقة الشعبية وحتى الطبقة المتوسطة، مؤكدة من جهة أخرى، أن الأزمة في الجزائر ليست حتمية، كما أنه يتعين البحث عن مصادر تمويل الاقتصاد من خلال وضع الأموال في مكانها الصحيح. أما رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، فحافظ على نفس الاتجاه في الخطاب الذي ألقاه في مختلف التجمعات الشعبية، حيث شدد على واجب إعادة السلطة إلى الشعب عن طريق بناء دولة ديمقراطية، كما دعا الشعب الجزائري إلى التمسك بسيادته وسلطته وعدم تفويت فرصة الانتخابات المحلية المقبلة. وبدوره، لم يحد خطاب حزب جبهة التحرير الوطني عن المحاور التي يتطرق إليها في كل مرة، من خلال المحافظة على أمن واستقرار البلاد من أجل مواصلة عمليات التنمية التي أطلقها رئيس الجمهورية في مختلف القطاعات، والتذكير بالمكاسب المحققة بفضل برنامج رئيس الجمهورية والتي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد، ليختم الخطاب بالدعوة إلى المشاركة بقوة في التصويت واختيار مرشحي قوائم حزب جبهة التحرير الوطني سواء في المجالس الشعبية البلدية أو المجلس الشعبي الولائي من أجل مواصلة عمليات التنمية والمحافظة على المكاسب التي تحققت في إطار المخططات الخماسية الأخيرة. على صعيد مغاير، ركّز رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، في خطابه الخطاب على تعبئة شعبية واسعة من أجل إنجاح موعد الانتخابات المحلية المقبلة، مؤكدا أن الوضع الصعب الذي تعيشه البلاد يحتم تضافر الجهود لإنجاح هذا الموعد الهام من خلال مشاركة شعبية قوية واحترام نتائج الصندوق من أجل مجالس محلية تمثل إرادة ورغبات الشعب. ومن جهته، رافع رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، لصالح تدعيم صلاحيات المنتخبين المحليين لتحقيق تنمية أفضل، كما تطرق للوضع الاقتصادي للبلاد، وجدد دعمه لقرار الحكومة القاضي باللجوء للتمويل غير التقليدي والذي اعتبره الحل الوحيد لتسيير العجز في الميزانية، أما رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، فقد أعرب عن قناعته بأن أزمة الجزائر أزمة تسيير وحوكمة وليست أزمة مالية، موضحا بأن حزبه يصبو إلى إحداث التغيير. التجاوزات والطرائف تطبع الحملة الانتخابية ومن بين أهم ما ميز الحملة الانتخابية التي تدخل أسبوعها الثالث، تسجيل مختلف التجاوزات والطرائف للمترشحين بداية بفوضى الملصقات من خلال عدم احترام المساحات الإعلانية المخصصة لها، حيث لم يبق مكان إلا وتم تعليق ملصقات المترشحين عليه، بما في ذلك أعمدة الكهرباء وحاويات النفايات وحتى الأشجار. وتميزت الحملة الانتخابية أيضا بتفضيل العديد من الأحزاب السياسية الخروج في جولات ميدانية إلى مختلف الشوارع والأحياء والمقاهي والمقابر والمساجد للترويج لمرشحيهم بعد فشلهم في استقطاب المواطنين إلى تجمعاتهم الشعبية، كما لجأ البعض الآخر إلى تنظيم الولائم و الزردات لإطعام المواطنين واستغلال الفرصة لإلقاء خطاباتهم الانتخابية وحشد اكبر عدد من أصوات الناخبين.