- مختصون: التركيب العشوائي لقنوات الغاز من أسباب ارتفاع هذه الحوادث - الحماية المدنية تسجل أثقل حصيلة منذ بداية السنة - إطلاق برنامج وطني للتحسيس لمواجهة أخطار الغاز لازال القاتل الصامت يصنع أحداثا مأساوية لما تسببه من أضرار بليغة تصل، في الكثير من الأحيان، لحد الوفاة وهو ما سجلته مصالح الحماية المدنية بعدة ولايات خلال هذا الاسبوع، وإن اختلفت أسباب التعامل بالغاز بين تهاون واللامبالاة المواطن من جهة، وسوء استغلالها من جهة ثانية، لكن يبقى استعمال معدات التدفئة غير مطابقة للمعايير القانونية والتركيب العشوائي لقنوات الغاز وراء حدوث مآس عديدة ما جعل هذه الاخيرة تعرف منحى تصاعديا في السنوات الاخيرة خاصة في المجمعات السكنية التي تم ربطها مؤخراً بغاز المدينة، وعليه عمدت الجهات الوصية لإطلاق برنامج تحسيسي مكثف لتوعية المواطنين بمخاطر الإختناق، وطرق الوقاية منه وكيفية التعامل معه مع كيفية تقديم الإسعافات الأولية والحركات المنقذة للمصابين، وهو ما اكده العديد من المختصين ل السياسي . مدفآت الموت تهدد الجزائريين مع بداية موسم البرد، تشهد محلات الأجهزة الكهرومنزلية إقبالا كبيرا من طرف المواطنين وذلك لاقتناء مدفأة لفصل الشتاء، وخوفا من ارتفاع الأسعار، يرى العديد من المواطنين أن اقتناء مدفأة قبل حلول فصل الشتاء توقيت مناسب، حيث كلما اقترب فصل الشتاء، تلتهب الأسعار بالنسبة للمدفآت وهو الأمر الذي يحصل عادة، ومن جهتها، فإن أغلب المحلات عرضت في الفترة الأخيرة أنواعا مختلفة من المدفآت بواجهات المحلات وهو الأمر الذي اعتاد عليه المواطنون مع اقتراب فصل الشتاء أين تتزين المحلات بمدفآت مختلفة الألوان والأحجام وهو ما لاحظته السياسي بسوق الحميز، إلا ان الملاحظ ونحن نتجول بين ارجاء هذا الاخير، ان العديد من المواطنين لا يبحثون عن النوعية حيث كانت الاسعار اولى اهتماماتهم وهو ما ادى بالعديد من المختصين لأن يصنفوا ذلك من بين اهم الاسباب التي قد تؤدي إلى حوادث الاختناق بالغاز، وكثيرا ما يلجأ هؤلاء مع بداية دخول فصل الشتاء إلى أسواق الخردة لاقتناء أجهزة التدفئة المعطلة التي يعيدون تصليحها واستعمالها داخل غرف النوم، وفي هذا الصدد يقول أحد باعة هذه الأجهزة ببلدية باب الوادي، إن المواطنين يعمدون إلى اقتناء هذه الأجهزة نتيجة ضيق الحال لأن ثمنها يبقى في متناولهم مع الارتفاع الكبير في ثمن أجهزة التدفئة أوروبية الصنع، وهو ما اجمع عليه العديد من المختصين الذين اكدوا بدورهم ان اقتناء أجهزة تدفئة مقلدة لا تتوفر على مقاييس السلامة، مما يشكل خطورة كبيرة. وفي ذات السياق، اشار كريم، بائع لاجهزة التدفئة ببومرداس، الى خطورة استعمال المواطن لتجهيزات ضعيفة الجودة وذات أسعار منخفضة، يكون ضمان سلامتها لفترة محدودة. كما أكد على وجود تجهيزات مزيّفة تباع للمواطنين تتسبب في مقتلهم. وفي ذات السياق اضاف ذات المتحدث ان أغلب مسبّبات الحوادث تعود إلى ضعف الجودة بالنسبة للتجهيزات المقتناة من طرف المواطن، والتي تحتوي في بعض الحالات على تسربات، على غرار المدفئآت وسخانات المياه، فالإهمال عواقبه وخيمة وهي التي تشكل حوادث الاختناق بالغاز، فهي إلى جانب أنها تتسبب في مقتل أشخاص بصور درامية، فقد قضت في الكثير من المرات على أسر بأكملها أو أفراد منها، نتيجة الإهمال أو الجهل بخطورة الغاز الذي يؤدي تسرب القليل منه وفي ساعات معدودة إلى نتائج لا تحمد عقباها، ورغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف الهيئات، إلا أن أخبار الموت بالغاز تطل علينا مع بداية كل فصل شتاء تنقل تعرض عائلات بأكملها للاختناق بالغاز أو انفجارات في منازل ومستودعات نتيجة تسرب الغاز ويبدو أن كل هذه الحوادث لم تدفع المواطنين إلى توخي الحذر والتعامل مع الغاز ومختلف الأخطار الأخرى بجدية أكبر والدليل على ذلك أن الحوادث ما تزال تتكرر رغم حملات التوعية والتحسيس. حريز: الاختناق بالغاز.. حوادث تتكرر كل فصل شتاء وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه ويتكرر كل سنة مع اقتراب فصل الشتاء، أوضح زكي حريز، رئيس الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك في اتصال ل السياسي ، أن الفدرالية تلقت عشرات الشكاوى خلال العام بالماضي بخصوص المدفآت غير المطابقة والتي تفتقد لمعايير الجودة، وقضية الجودة تتكرر كل سنة وتفرض نفسها حيث تنتشر بالأسواق نوعيات رديئة من المدفآت والتي تحتوي على عيوب مختلفة أهمها أقفال السلامة والتي تكون عادة غير مطابقة وتتلف بسرعة فائقة معرضة حياة الأشخاص لخطورة كبيرة حيث أنه في الأصل يتوجب أن تكون الأقفال مبرمجة أن تنطفئ لانقطاع الغاز آليا فيما هناك بعض الأقفال لا تعمل بهذا النظام وتترك الغاز يتسرب محدثا الخطورة بطرحه لثاني أكسيد الكربون، وهناك مدفآت لا تعمل بنظام الأنابيب ولديها فلتر والذي سرعان ما يتلف أو ينسد، لتقوم المدفأة بطرح الغاز المحترق بأرجاء المنزل، وأضاف المتحدث بأنه كل سنة تسجل عشرات الحالات لحوادث متعلقة بالمدفآت المغشوشة لكن، للأسف، المواطنون لا يأخذون العبرة واتخاذ التدابير اللازمة لتفادي السيناريوهات المأساوية وتفادي الحوادث، حيث يتوجب عليهم صيانة قنوات المدفآت وتنظيفها دوريا واستبدال التالفة منها وهناك مشكل او خطأ آخر يقع فيه المواطنون وهو غلق جميع منافذ التهوئة بالمنزل وإشعال المدفأة وهذا الخطر الأكبر، إذ يتوجب ترك مجال للتهوئة وتجديد الهواء بالمنزل. التركيب العشوائي لقنوات الغاز يهدد حياة المواطنين وفي ذات السياق، اكد العديد من المختصين، أنه من أهم أسباب انفجارات الغاز، الإصابات التي تحدثها مصالح الأشغال العمومية عند قيامها بأشغالها، حيث تبين لنا في معظم الأحيان أن سبب الانفجارات هو تسرب الغاز واحتباسه لفترة طويلة وذلك إثر الثقوب التي تنجر عن الأشغال العمومية التي لا يتم الإخبار عنها من قبل العمال، بل يكتفون بردمها متجاهلين خطورة الأمر، كما لا يخفى على أحد أن الغاز يمكن أن يتسرب ويمتد ويخرج من أماكن مختلفة تكون في العديد من الأحيان من المراحيض أو صهاريج المطبخ مما يسبب الاختناق أو يؤدي إلى الانفجار بمجرد حدوث شرارة. غياب التهوئة بالمنازل يسبب الاختناق ولا ترتبط حوادث الغاز بوجود الثقوب في الأنابيب أو في رداءة الأجهزة فقط، بل تمتد إلى حوادث أخرى قد تكون في صمت ودون سابق إنذار ألا وهي الاختناقات بغاز ثاني أكسيد الكربون القاتل، حيث يجهل الكثيرون نقطة مهمة وضرورية للمنازل أثناء فصل الشتاء وهي مساحات التهوئة التي تعتبر ركيزة أساسية لتفادي حدوث الاختناقات، ولغياب التوعية، يعمد الكثيرون على سد جميع منافذ المنزل من نوافذ و أبواب بغرض الحصول على دفئ أكثر وتبقى المدفأة مشتعلة طيلة الليل وأخطرها في فترات الذروة للنوم مما قد يضاعف الخطر أكثر باستنشاق الأشخاص للغاز السام القاتل والذي لا ينذر ولا يعطي أي إشارات معينة سوى الشعور بالفتور والنعاس الشديد وهو ما أطلعنا عليه فؤاد حيث اخبرنا بأنه في فصل الشتاء وأثناء تشغيله المدفأة، اكتشف بأنه يشعر بتعب ونعاس شديدين وصعوبة في التنفس وصعوبة في الاستيقاظ صباحا إلى ان تفطن بأن ذلك سببه المدفأة التي كان يبقيها مشتغلة طيلة الليل ويضيف بأنه أصبح يقوم بتهوئة المنزل وإشعال المدفأة لساعات فقط لتفادي الاختناقات بغاز ثاني أكسيد الكربون. الحماية المدنية تسجل أثقل حصيلة منذ بداية السنة وقد سجلت وحدات الحماية المدنية منذ مطلع العام الجاري أي منذ شهر جانفي 2017 أثقل حصيلة متعلقة بالاختناقات بغاز أحادي أكسيد الكربون الناتج عن المدفآت المغشوشة، ب158 شخص فيما لقي 4 منهم حتفهم قبل وصولهم للمستشفى منهم طفلان يبلغان من العمر سنة و7 سنوات، وبالرغم من تكثيف مصالح الحماية المدنية من حملاتها التحسيسية للحد من هذا الخطر، بنشر البيانات والرسائل النصية للمواطنين، تدعو فيها إلى التهوئة والحرص على اقتناء المدفآت ذات الجودة العالية، والابتعاد عن المغشوشة منها واختيار هذه الأخيرة بعناية فائقة لتفادي الحوادث المأساوية، غير ان قلة الوعي وعدم اتخاذ التدابير اللازمة يتسبب في الحوادث المميتة الناتجة عن المدفآت المغشوشة. القاتل الصامت ينهي حياة أب وابنته بوهران وكانت آخر الإحصائيات المسجلة خلال هذا الشهر حيث لقي أب وابنته الرضيعة حتفهما ليلة السبت الماضي بوهران، في حادث انفجار هائل لقارورة غاز أدى إلى نسف جدران مبنى كاملة، فيما أصيب خمسة آخرون بجروح خطيرة، حيث تم نقلهما إلى مصلحة الاستعجالات، فيما تم فتح تحقيق حول الحادث المرعب. وفاة ثمانيني اختناقا بالغاز في تيزي وزو وبتيزي وزو، نقلت مصالح الحماية المدنية التابعة لدائرة أزفون يوم السبت الماضي، جثة شيخ في ال81 من العمر، إثر اختناقه بالغاز المنبعث من موقد مشغل بغاز البوتان. وللإشارة، الضحية عثر عليه في فراشه داخل غرفة ورائحة الغاز المنبعثة من الموقد تملأ المكان، حيث نقلت جثته إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المنطقة، ليكون بذلك أول ضحايا الغاز لشتاء الموسم الجاري. الغاز يقتل رجلا بباتنة وإنقاذ أسرته في آخر لحظة وبباتنة، توفي رجل، 39 سنة، فيما نجت زوجته، 35 سنة، وابناها، 3 و5 سنوات بأعجوبة، إثر اختناق بغاز أول أوكسيد الكربون بمنزل بالحي الجديد ببلدية تيمڤاد بولاية باتنة. وكانت المعاينة الأولية لعناصر الحماية المدنية أكدت أن تسرب غازات الطرح كان راجعا لانسداد القناة بقطعة من البلاستيك لم يتفطن له عقب تشغيل الموقد ما أدى لتراكم الغازات المرتجعة. وفي ذات السياق، استقبلت مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى المدينة الجديدة علي منجلي ليلة السبت، 4 أشخاص من عائلة واحدة تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و39 سنة، بعد إصابتهم بالاختناق، وصعوبة في التنفس، جرّاء استنشاقهم للغازات المحروقة المنبعثة من مدفأة منزلهم العائلي، الكائن بمنطقة القرزي ببلدية أولاد رحمون. إطلاق حملات تحسيسية للتقليل من حوادث الغاز وللتقليل من مخاطر هذه الحوادث، نظمت العديد من الجمعيات والهيئات عدة حملات تحسيسية للوقاية من اخطار هذه الحوادث المميتة التي لازالت تحصد ارواح العديد من الجزائريين، وعليه، نظمت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك حملات تحسيسية حول سلامة المنازل خلال فصل الشتاء، وذلك تحسبا لفصل الشتاء، بدءا باختيار الأجهزة وتركيبها بطريقة صحيحة والحرص على الأنابيب وتركيبها بشكل جيد وإلصاقها بالشريط اللاصق المصنوع بالألمنيوم والذي يسد جميع الثغرات ويحول دون خروجها، كما أشارت المنظمة خلال حملتها التحسيسية التي نشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاستعانة بمختص صيانة لمعرفة حول ما إذا كانت المدفأة تحرق غازا كاملا او جزئيا لضمان السلامة وعدم تسرب الغاز بالمنزل. وفي ذات السياق، بادرت المديرية الولائية للحماية المدنية بتبسة إلى إطلاق حملة تحسيسية حول مخاطر الاختناق بالغاز، تندرج في إطار البرنامج المسطر لنشاطاتها المتزامنة مع انخفاض درجات الحرارة وحلول فصل الشتاء. وتم تنظيم أبواب مفتوحة على الحماية المدنية بالموازاة مع الحملة التي تجوب مختلف دوائر وبلديات الولاية المستفيدة حديثا من الغاز، بالتنسيق مع مديريات سونلغاز والصحة والسكان لولاية تبسة. والهدف المرجو من تنظيم القافلة هو زرع ثقافة التوعية والتحسيس في أوساط مختلف شرائح المجتمع والعمل الجواري، وكذا التقرب أكثر من المواطن وإبراز دور ومهام مصالح الحماية المدنية، خاصة في ما يتعلق بخطر الاختناق بالغاز. ويذكر أن مصالح الحماية المدنية لولاية تبسة سجلت خلال الفترة الممتدة من 2011 إلى 2017، 94 تدخلا، تم خلالها إسعاف وتحويل155 حالة وتسجيل 10 وفيات بالاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون. ومن جهتها، أحصت مديرية الحماية المدنية لولاية النعامة 49 حالة إختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون المتسرب عن أجهزة التدفئة وسخانات الماء بالمنازل خلال العشرة أشهر الأولى من العام الجاري دون تسجيل وفيات، حسبما أفادت به ذات المصالح. ومن أجل الحد من الأخطار الناجمة عن الاختناق والتسمم بالغاز، أطلقت نفس المديرية بالتنسيق مع هيئات أخرى كشركة توزيع الكهرباء والغاز ومديرية الصحة والسكان حملة توعوية على مستوى المؤسسات التربوية بمختلف جهات الولاية لتحسيس التلاميذ وأوليائهم بهذه الأخطار وكيفية تفاديها والطرق السليمة لإسعاف المصابين، وفق ذات المصدر.