مسؤول فرنسي: الجماجم محفوظة في خزائن مغلقة ومؤمنة حدد المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بفرنسا لائحة تضم 41 جمجمة للشهداء الجزائريين الموجودين في فرنسا لإرجاعهم إلى الجزائر، في مؤشر على وجود تقدم حقيقي في مجال التعاون في ملف الذاكرة بين الجزائروفرنسا، عقب ترسيم الطلب الجزائري لاسترجاع جماجم المقاومين الجزائريين. وأكد رئيس المتحف التاريخي الفرنسي، برونو ديفيد، أن فرنسا مستعدة لمرافقة عملية إسترجاع جماجم الشهداء التي تحتفظ بها، مشيرا إلى أن المتحف على إستعداد تام لتسليم الجماجم و نحن في انتظار تعليمات من الحكومة ، حسبه. وقال ديفيد برونو لوكالة الأنباء الفرنسية، أن فرنسا تتفهم القيمة التاريخية لهذه الجماجم التي دخلت إلى فرنسا في القرن ال19، ورد المسؤول الفرنسي على المؤرخ الجزائري، علي فريد بلقاضي، الذي قال لموقع على الأنترنت، أن الجماجم محفوظة في علب من الكارتون مخصصة للأحذية، بالقول: الجماجم محفوظة في خزائن مغلقة وفي غرف مؤمنة، كما تم منع رؤية هذه الجماجم إحتراما لهم ، على حد تعبيره. وأضاف أنه تم إرسال قائمة من قبل قصر الإليزي تضم 41 جمجمة تم تحديدها من الجزائر من بين 18 ألف جمجمة متواجدة بالمتحف، مشيرا إلى أنه تم التعرف على سبعة جماجم ويتعلق الأمر بالشيخ بوزيان، زعيم ثورة الزعاطشة سنة 1849، والذي تم إلقاء القبض عليه من قبل الفرنسيين وقاموا بقطع رأسه، بالإضافة إلى مساعده ورأسهما محنط بالمتحف منذ 1880، بالإضافة إلى جمجمة محمد لمجاد بن عبد المالك الملقب ب شريف بوبغلة ، أول من أقام الثورة الشعبية وقتل في 1854. وبعد انتهاء الحرب اعتبر الجيش الفرنسي هذه الجماجم بمثابة جوائز يجب الإحتفاظ بها، حسبما أكده المؤرخ آلان فرومنت، مشيرا إلى أنه قبل عشرات السنين تم منح هذه الجماجم إلى المتحف من قبل الأطباء العسكريين، وأضاف أن المتحف أثبت أن ستة جماجم أخرى تعود لجزائريين قاتلوا جنبا إلى جنب مع الجيش الفرنسي. من جهته، قالب رونو ديفيد أن هناك 28 جمجمة تتطلب تحقيقا عميقا ومن الممكن أن تكون لمقومين جزائريين توفوا في المستشفى وشاركوا في المقاومة الجزائرية. وأضاف أنه تم تسليم الجماجم إلى المتحف الفرنسي، ولا يمكن تركها بفضل القانون الذي ستعده فرنسا. وشكل الطلب الذي قدمته الجزائر الى فرنسا من جل استرجاع جماجم المقاومين الجزائريين خلال القرن التاسع عشر وأرشيف الفترة الممتدة بين 1930 و1962 واستعداد فرنسا لتلبيته تقدما حقيقيا في التعاون في مجال الذاكرة بين البلدين، وبمناسبة اللقاء الذي جرى في ال6 ديسمبر الأخير بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي كان في زيارة عمل وصداقة الى الجزائر، تم اتخاذ القرار بإعادة 36 جمجمة لمقاومين جزائريين متواجدة بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس ونسخ من ارشيف يخص الجزائر من سنة 1830 الى غاية 1962. ويرى عديد الملاحظين ان الامور تتقدم في الاتجاه الصحيح بخصوص هذين الملفين الكبيرين.