أكد مدير المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي، برونودافيد، أنه "مستعد" لإعادة جماجم شهداء المقاومين الجزائريين الذين سقطوا خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر، وهي محفوظة في مجموعات المتحف ولا يمكن ان تخرج إلا بقانون ستقوم فرنسا بصياغته. وحدد المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بفرنسا لائحة تضم 41 جمجمة للشهداء الجزائريين الموجودين في فرنسا لإرجاعهم إلى الجزائر. وأشار المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أن المتحف على استعداد تام لتسليم الجماجم و«نحن في انتظار تعليمات من الحكومة" وكان المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي، وهو من رفع سنة 2011 مسألة هذه الجماجم الجزائرية بعد إجراء البحوث في المتحف وقال لموقع على الأنترنت، إنّ الجماجم محفوظة في علب من الكارتون مخصصة للأحذية وهو ما انتقده برونوديفيد الذي أكد أن الجماجم محفوظة في خزائن مغلقة وفي غرف مؤمنة كما تم منع رؤية هذه الجماجم احتراما لهم، مشيرا إلى أنه تم التعرف على سبعة جماجم ويتعلق الأمر بالشيخ بوزيان زعيم ثورة الزعاطشة سنة 1949 الذي تم إلقاء القبض عليه من قبل الفرنسيين وقاموا بقطع رأسه، بالإضافة إلى مساعده ورأساهما محنطان بالمتحف منذ سنة 1880 بالإضافة إلى جمجمة محمد لمجاد بن عبد المالك الملقب ب«شريف بوبغلة" أول من أقام بالثورة الشعبية وقتل في 1854. في سياق مواز اضاف برونودافيد أن المتحف أثبت أن ستة جماجم أخرى تعود لجزائريين قاتلوا جنبا إلى جنب مع الجيش الفرنسي وأن هناك 28 جمجمة تتطلب تحقيقا من الممكن أن تكون لشهداء توفوا في المستشفى وشاركوا في المقارمة الجزائرية" وتابع "منذ أن توليت رئاسة المتحف في نهاية 2015 قررت أنه ليس من حق أحد أن يرى هذه الجماجم احتراما لرفات بشرية تم التعرف على اصحابها. أنا نفسي لم أرها إطلاقا". الجدير بالذكر أنه في السنوات الاخيرة، وقعت عرائض من قبل مؤرخين مثل ينجامان ستورا وباسكال بلانشار ومحمد حربي، تطالب بإعادة بقايا الرفات الى الجزائر. وقال برونودافيد "من جهتنا، نحن مستعدون وننتظر تعليمات الحكومة". وكان الرئيس الفرنسي إيموانويل ماكرون خلال زيارته الى الجزائر قد التزم بإعادة الجزائر الجماجم المحفوظة في المتحف الفرنسي.