انطلقت، مساء يوم الأحد الماضي بأدرار، تظاهرة الأيام المغاربية لمسرح النخلة الذهبية في طبعته التاسعة بمشاركة فرق مسرحية من الجزائر ومن المنطقة المغاربية. وتهدف هذه التظاهرة الثقافية التي تنظم بقصر الثقافة بأدرار بمبادرة من الجمعية الثقافية للفنون الدرامية لولاية أدرار بالتعاون مع مديرية الثقافة، إلى إبراز أحسن الأعمال الفنية المسرحية للتنافس على الفوز بإحدى جوائز هذه الطبعة التي خصصت تكريما لروح الفنان المسرحي الراحل فتح النور بن إبراهيم، حسب المنظمين. كما ترمي هذه الفعاليات إلى المساهمة في ترقية وتطوير الفن الرابع والأداء المسرحي لاسيما في أوساط الهواة والمهتمين من خلال تبادل الخبرات والاحتكاك برواد هذا الفن من داخل الوطن وخارجه، مثلما أشار إليه رئيس الجمعية. وسيتم خلال هذه الطبعة من الأيام المغاربية تقديم عروض مسرحية لفرق مسرحية محلية ووطنية وأخرى مغاربية (تونس والمغرب) في حين تعذر حضور فرقة مسرحية من ليبيا، مثلما أوضح حدادي جلول. كما يتضمن برنامج هذا الحدث الثقافي إقامة معارض تبرز مسيرة الجمعية وورشات تكوينية للمشاركين، إضافة إلى تنظيم ملتقى حول الإعلام الثقافي والنقد المسرحي . وبرمجت لقاءات قدم خلالها مداخلات حول مسيرة الفنان المسرحي فتح النور إبراهيم يقدمها بوكبة عبد الرزاق و المسرح العالمي - المسرح الروسي نموذجا لخالدي مجدولين و النص المسرحي: بين توظيف التراث والإقتباس لأحمد نيكلو و إشكالية النقد في المسرح الجزائري لبوعد خيرة. وتم خلال حفل انطلاق التظاهرة تقديم عرضين مسرحيين قدمتهما كل من فرقة منتدى أنفاس من المغرب بعنوان مزبلة الحروف ، في حين كان العرض المسرحي الآخر بعنوان حالة حب لفرقة أسود الخشبة من ولاية أدرار. وتشكل هذه الفعاليات الثقافية فرصة أمام المشاركين لتقييم أعمالهم المسرحية من طرف لجنة التحكيم والنقاد. كما سيكون الجمهور المحلي وخاصة منهم عشاق الأعمال المسرحية على موعد لمتابعة تلك العروض والاستمتاع بالمواهب الشابة في التمثيل المسرحي. وينظم على هامش هذا الموعد الثقافي معرض للصناعات التقليدية التي تشتهر بها ولاية أدرار لتعريف الزوار بمنتجات حرفيي الولاية في هذا المجال. ويعد الفنان المسرحي الراحل فتح النور بن إبراهيم (1964-2017) أحد أبرز رجال الفن الرابع بالجزائر الذي كرسوا مسيرة حياتهم في خدمة الفن المسرحي بالجزائر وتشجيع المواهب. وقد بدأ الراحل الاحتكاك بعالم المسرح منذ ثمانينيات القرن الماضي بجامعة وهران التي درس بها القانون وكان عضوا في الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية والتحق بالمسرح الوطني للهواة بمستغانم ثم المدرسة الوطنية للفنون والثقافة بالجزائر العاصمة، مثلما أشار إليه محافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم، محمد بودان. والتحق بن إبراهيم سنة 2004 بالمسرح الوطني كمستشار ومكلف بالاتصال والإعلام والنشاطات الثقافية الداخلية والخارجية رفقة الفنان المسرحي الراحل محمد بن قطاف. وساهم المسرحي الراحل بشكل فعال في تأسيس مسرح الجنوب، كما كان عضوا مؤسسا لنادي صدى الأقلام بالمسرح الوطني والذي كان جسرا للتواصل بين الشعراء والأدباء والمسرحيين وعضوا مؤسسا للمهرجان الوطني للمسرح المحترف وعضو مؤسس للمهرجان الدولي للمسرح بالجزائر العاصمة، إلى جانب مساهمته في تأسيس جائزة الكاكي الذهبي لأحسن النصوص المسرحية التي تقام بمستغانم.