تعرف محافظة المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم منذ فترة نشاطا غير مسبوق ، حيث يعمل عدد من الإطارات التابعة للمحافظة على قدم وساق من أجل تحضير حدثين هامين ستحتضنهما ولاية مستغانم خلال الشهور القليلة القادمة وهما ، جائزة كاكي الذهبية في طبعتها الرابعة التي ستمنح للفائزين خلال الأسبوع الأول من شهر ماي وكذا مهرجان مسرح الهواة في دورته الأربعة والأربعين التي ستحتضنها كذلك مدينة سيدي سعيد خلال شهر جويلية القادم، حيث أكد بودان محمد المدير الفني للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم بدار الثقافة "عبدالرحمان كاكي " على أن المحافظة بصدد التحضير بكل جدية للحدثين المذكورين سابقا من أجل إنجاحهما وتكريسهما في المشهد المسرحي. ندرة النص المسرحي فبخصوص جائزة كاكي الذهبي قال بودان ، إن هذه الجائزة جاءت بطلب من المخرجين المسرحيين وأهل الفن المسرحي الذين التمسوا ميدانيا مدى ندرة النص المسرحي في الساحة الفنية ، فارتأت لجنة محافظة المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم والتي يرأسها السيد جمال بن صابر فتح الباب للكتاب المسرحيين سواء كانوا هواة أو محترفين لكتابة النصوص المسرحية ، مذكرا في ذات السياق أن جائزة كاكي الذهبية في طبعتها الثالثة التي جرت خلال شهر ماي 2010، كشفت بكل قوة عن مدى خطورة انعدام النصوص المسرحية في الساحة الثقافية الجزائرية ، حيث لم يعد أمام المسرحيين في الجزائر إلا أمران أحلاهما مر، وهما إما الاقتباس من المسرح العالمي هذا من جهة أو الإعتماد وبصفة كلية على الروايات الأدبية من جهة أخرى، وللإجابة على هذا الجفاف الثقافي الذي مس الفعل المسرحي الجزائري يقول المتحدث جاءت جائزة كاكي الذهبي لملأ هذا الفراغ الرهيب ، إن هذه الجائزة يواصل قائلا تعتبر الأولى من نوعها في البلاد، حيث تختص بكتابة النصوص المسرحية باللغات الثلاثة العربية، [العربية الملقحة] ، الفرنسية وحتى الأمازيغية، لعلمك يقول محدثنا أن الكتابة باللغة الأمازيغية أقحمناها ابتداء من "الكاكي الذهبي" في دورته الثالثة، وهي اليوم مفتوحة كما ذكرت إلى كل الكتاب على اختلاف مشاربهم . شروط وجوائز المشاركة تماشيا مع طرح "الكاكي الذهبي" في الحقل الفني المسرحي يقول بودان، وضعت اللجنة المكلفة بذلك قوانين خاصة بالمشاركة ، منها مثلا تحديد المشاركة بنص أو نصين على أبعد تقدير، شريطة أن لا تكون قد عرضت من قبل أوهي بصدد الإستغلال الفني قبل تاريخ المسابقة ، حيث حدد يقول السيد بودان يوم 10 أفريل 2011 كآخر آجال يتم فيه استقبال اللجنة المكلفة بنصوص المشاركين ، وعن الجوائز التي ستمنح للفائزين حددها بأربعة جوائز ، موضحا أن الجائزة الأولى وهي المهمة والتي يطلق عليها " الكاكي الذهبي " قيمتها 300 دينار ألف دج والجائزة الثانية " الكاكي الفضية " قيمتها 200 ألف دج، أما الجائزة الثالثة التي يطلق عليها " الكاكي النحاسية " فقيمتها 150 ألف دج ورابعا وأخيرا ستمنح اللجنة جائزة خاصة أسمتها " الكاكي التشجيعية " وقيمتها 100 ألف دج، إذا تلاحظون أن كل ما تقوم به محافظة المهرجان ما هو إلا تشجيع الكتاب للإقدام على كتابة النصوص المسرحية ، الهدف كذلك من كل هذا هو تكوين ما يعرف ببنك المهرجان للنصوص المسرحية، حيث يقول يوجد إلى غاية اليوم ما يفوق 100 نص مسرحي وهي حصيلة عمل طويل بدأ مع "الكاكي الذهبي" الأول الذي انطلق في سنة 2008 . تظاهرة تبحث عن أبعاد أخرى في سياق حديثه كذلك قال المتحدث أن المحافظة تسعى إلى توسيع أبعاد "الكاكي الذهبي" إلى بقية الدول المغاربية [المملكة المغربية وتونس وليبيا وموريطانيا] حتى تكون لهذه الجائزة صبغة دولية ، على الأقل مغاربية ، حيث يقول نحن اليوم بصدد التفكير جليا من أجل بلوغ هذا الهدف، وفي حال ما إذا تحقق فسوف يكون هذا شرفا كبيرا لولاية مستغانم خاصة والجزائر عامة ، في الأخير عرج السيد بودان على لجنة قراءة النصوص التي ستكلف بالعمل التصفوي للمشاركين ، حيث حددها بخمسة أعضاء كلها من الوسط الفني، فهم يتكونون من كتاب ذات مستوى وطني، دكاترة وكذا مخرجين مسرحيين بمعنى ليسوا غرباء عن الحقل الفني والمسرحي خاصة، متكتما عن الأسماء التي كلفت بهذه المهمة لإعطاء نكهة إضافية للكاكي الذهبي ، في الأخير أعرب السيد بودان المدير الفني لمسرح الهواة عن أمله في أن يكون "الكاكي الذهبي" مرجعية لكل الكتاب والمخرجين والمسرحيين ، مما سيسمح مستقبلا ترقية المسرح بكل أبعاده . ولد عبد الرحمن كاكي.. العملاق الجائزة تحمل إسم الفنان الراحل عبدالقادر ولد عبدالرحمان الذي عرفه جمهور المسرح باسم "ولد عبد الرحمن كاكي" وهو أحد مؤسسي [مهرجان مسرح الهواة] بمستغانم وأحد أبرز النشطاء المسرحيين بالجزائر كتابة وإخراجا ، هو من مواليد 1934 بمستغانم بالحي العتيق " تيجديت "، عمل على تأصيل المسرح في التراث الشفوي الجزائري ، من أشهر الأعمال التي كتبها للمسرح "دوين القراقوز" و"القراب والصالحين" وبقي ينشط في الحركة المسرحية لغاية وفاته في مدينة وهران سنة 1995 ، وقد اعتمد الفنان ولد عبدالرحمن كاكي في كتابته المسرحية على العودة إلى التراث وبالرغم من محاولاته في الإرتقاء بالكتابة المسرحية أكثر مما هي عليه ، إلا أنه لم يحل مشكلة النص المسرحي الجزائري إطلاقا خاصة بعدما برزت الأزمة بشكل أوضح بعد أحداث الخامس من أكتوبر 1988 ونهاية المشروع الإشتراكي الذي عمل بعض المسرحيين من خلاله على إيجاد خصوصية مسرحية بشحنة إيديولوجية ، ففي " مهرجان مسرح الهواة " لمستغانم وهو احد مقاييس تطور المسرح لوحظ بعد عام 1988 عودة الهواة إلى الإقتباس من المسرح العالمي وبعضهم اشتغل على روايات جزائرية معروفة ، هذا العقم في الأخير هو الذي دفع بالمسرحيين طرح نهج كتابة النص المسرحي خلص في الأخير إلى توليد "جائزة كاكي الذهبي" الذي أصبح تقليدا سنويا.