دعا المشاركون في أشغال الدورة ال37 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقدة في جنيف، الى ضرورة إعادة تفعيل وتطبيق الميثاق الذي نصت عليه الأممالمتحدة من اجل حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، لا سيما في الصحراء الغربية التي يتعرض فيها هؤلاء الى انتهاكات جسيمة. ونقل المكتب التنفيذي لجمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء الغربية، أنه في إطار ورشة عمل التي نظمتها رابطة الحقوقيين الامريكية، تحت عنوان واقع المدافعين عن حقوق الإنسان تحت الاحتلال: الصحراء الغربية وفلسطين نموذجا ، شدد بيار غالون، رئيس التنسيقية الاوروبية لدعم الشعب الصحراوي على أنه آن الأوان من أجل تطبيق الميثاق الذي نصت عليه الأممالمتحدة من أجل حماية المدافعين عن حقوق الإنسان ، معربا عن أسفه لأن يبقى القانون مجرد حبر على ورق وأن تفعيل هذا الميثاق أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى. كما أشاد غالون بأهمية حكم محكمة العدل الاوروبية الذي يستثني الصحراء الغربية من اتفاق الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي ووقف نهب الثروات وخيرات الصحراء الغربية. واستعرضت من جانبها، ممثلة المدافعين الفلسطينيين عن حقوق الإنسان، رانيا مادي، التجربة الفلسطينية وواقع حقوق الإنسان في الاراضي المحتلة، حيث تطرقت الى معاناة الفلسطينيين، وخصوصا المدافعون عن حقوق الإنسان تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي من قمع وترهيب. كما ركّز لحسن دليل، المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ورئيس جمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء الغربية، على أهم الانتهاكات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان بصفة عامة وما يتعرض له المدافعون عن نهب الثروات من تضييق ومنع من السفر، بالإضافة الى سياسة قطع الارزاق التي تنهجها الدولة المغربية من أجل كبح وشل نشاط المدافعين عن حقوق الإنسان، مستشهدا بالعديد من الحالات في الاراضي الصحراوية المحتلة. كما حذر لحسن دليل، من خطورة استعانة النظام المغربي بمؤسسة القضاء سواء من حيث عدم تفعيل الشكايات أو من حيث الزج ببعض المدافعين عن حقوق الإنسان داخل السجون المغربية وهو الامر الذي عرضه من خلال شريط يوثق أهم الانتهاكات التي تعرض لها المدافع عن حقوق الإنسان والاستهداف الممنهج من طرف عناصر قوات الامن المغربية. ومن جهتها، سلطت الغالية عبد الله محمد دجيمي، عضو الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، الضوء على ما يتعرض له المدافعون عن حقوق الإنسان وخصوصا مجموعة كديم ازيك ومجموعة رفاق الولي، بالإضافة الى العديد من المدافعين داخل معتقلات أخرى، محذرة من خطورة استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان اثناء المشاركة في الوقفات السلمية حيث عرضت شريط يبرز الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الصحراوية والاستهداف المقصود الذي تعرضت له هي كمدافعة عن حقوق الإنسان. وفي الاخير، دعا ميشيل فورست، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، في مداخلته لضرورة التعريف بطبيعة مهمته وآليات عمله كمدافع عن حقوق الإنسان، مشيرا إلى أهمية فتح قنوات اتصال مع المدافعين عن حقوق الإنسان من أجل التعرف عن قرب على واقع حقوق الإنسان ونقل توصيات المدافعين عن حقوق الإنسان على الأرض.