حمل المؤتمر الإستثنائي لحزب جبهة القوى الإشتراكية جملة من المفاجئات بعد أن سقط لأول مرة تقليد الإجماع، وبعد يوم ميزته المشاحنات بين مناضلي الأفافاس، فشلت فيه هذه الأخير في تحقيق الإجماع الداخلي بعد إخفاقها في تقديم قائمة موحدة، حيث دخل المعترك قائمتين تشكلت الأولى من: جمال بهلولي، محمد نبو، يوسف أوشيش، حداد مهني وكريمة بن جباري، بينما شكل كل من: علي لعسكري، محند شريف أمقران، مزياني إبراهيم، حياة تياتي وسفيان شيوخ القائمة الثانية، ومالت أصوات المندوبين إلى إعتماد قائمة علي لعسكري ب224 صوت، مقابل 179 صوت لقائمة محمد نبو. وبالرغم من أن مناضلو الأفافاس اختاروا مواصلة درب المعارضة، غير مؤتمرهم الإستثنائي فضح الكثير داخل بيت آيت أحمد، بعدما احتكم لأول مرة في الحياة الهيكلية لحزب جبهة القوى الاشتراكية إلى الانتخابات للفصل بين قائمتين تمثلان تيارين يتجاذبان الحزب منذ فترة طويلة، وستقود الهيئة الرئاسية القديمة - الجديدة، دفة الأفافاس في هذا الوضع الحساس الذي يسبق الانتخابات الرئاسية، كما ستشرف على تحضير المؤتمر الوطني السادس المنتظر في الثلاثي الأول من سنة 2019. والخاسر في معركة المؤتمر الاستثنائي هم من يوصفون ب الديوان الأسود ، فيتكون من شباب تمت ترقيتهم بسرعة إلى أعلى المراكز القيادية داخل الأفافاس، مستفيدين من الفراغ الذي خلّفته حملات الاقصاء الكثيرة التي طالت الأفافاس، ما سمح لهؤلاء الشباب الملتفين حول من يقال أنهم يشرقون الشمس وينزلون المطر في الأفافاس. وهؤلاء هم أبناء عائلة بالول الذين تربطهم علاقة عائلية بالمرحوم آيت أحمد ومن ثمة كل من يريد النجاة من الاقصاء عليه أن يكسب ودهم. ويبقى التغيير الحاصل في الأفافاس منذ أول أمس الجمعة هو مؤشر على الحراك السياسي بالبلاد مع اقتراب موعد الرئاسيات، فيما إنطلقت بداية من أمس في بيت الأفافاس الترتيب لأوراق المؤتمر العادي المرتقب العام القادم، أسابيع قليلة قبل موعد الرئاسيات. ويكون علي لعسكري الذي يحظى بتأييد كبير وسط مناضلي الأفافاس في إسقاط الإجماع داخل الحزب بتقديم إستقالته من الهيئة الرئاسية وتقلص عدد أعضائها بذلك إلى إثنين فقط بدل خمسة في بداية عهدتها. ويتوقع القيادي في حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس)، حسان فرلي، أن يتم الإبقاء على محمد حاج جيلاني في منصبه كأمين وطني أول في الحزب، مستبعدا إمكانية تعيين عضو آخر في الهيئة الرئاسية الجديدة، وقال ذات المتحدث بان المكتب الرئاسي الجديد للحزب يملك صلاحيات تعيين السكريتير الأول، موضحا بانه ليس هناك اختلاف بين النظام السابق للحزب الذي كان يتشكل من رئيس حزب وسكرتير أول، والنظام الحالي المشكل من هيئة رئاسية تفرض وجود أمين عام، بناء على مبدء الفصل بين وظائف الجهازين.